خطة دالاس-2: كيف يريد المعولمون إعادة تشكيل الرأسمالية تحت ستار -كوفيد-

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر
(M.yammine)

الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 01:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

================
قال الدكتور في الاقتصاد البروفسور فالنتين كاتاسونوف إن إعادة تشكيل كبيرة للعالم تنتظرنا تحت ستار كوفيد.

(https://www.youtube.com/watch؟v=OJ-KEG6H9Zc).

فعلى هامش منتدى دافوس العالمي الأخير، قدم رئيسه الدائم، الاقتصادي الألماني الشهير كلاوس شواب، مع زميله تييري ماليريت، كتابًا مشتركًا بعنوان "كوفيد -19: إعادة البناء الكبرى". حضر الحفل الأمير تشارلز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا والسياسيان الأمريكيان المشهوران آل غور وجون كيري، بالإضافة إلى ممثلين آخرين عن النخبة المالية والسياسية. وينص هذا المؤلَّف بشكل مباشر على أن العالم لن يتمكن أبدًا من العودة إلى الحياة الطبيعية، وسوف تتخذ الرأسمالية شكلاً مختلفًا - ولتحقيق هذا الهدف، يتم تطوير برنامج إدارة جديد، تشغيل جديد، مما يعني التفكيك التدريجي للدول القومية كمؤسسة وإحلال سلطة الشركات الكبرى محلها عبر ممثلين مباشرين لها هم بمثابة مندوب سامٍ.
وهنا يلاحظ فالنتين كاتاسونوف أن الشيء الأكثر غرابة في هذا الموقف هو أن جماعة العولمة لا يحاولون حتى إخفاء نواياهم، - فهذا كناية عن "مؤامرة صريحة"، حيث تمت صياغة هذا النوع من التطور طوال القرن العشرين: على سبيل المثال، على يد كاتب الخيال العلمي الشهير هربرت ويلز. حتى أن هناك كتابًا ألفه بمثل هذا العنوان في عام 1928 يشبه السفسطة إلى حد بعيد. أما بالنسبة لأفكار شواب-مالر، فيمكن للمرء أن يتفق بشكل عام مع طروحاتهما حول تقادم النموذج الرأسمالي، لأن الأزمة الحتمية لهذا التشكيل سبق ذكرها في النظرية الماركسية اللينينية.
الاستعدادات لهذا الأمر جرت خلال فترة طويلة، ولكن في السابق لم يكن ليجرؤ أحدهم على تسمية الأشياء بأسمائها - اليوم، تم أولاً وضع جميع البياذق الضرورية على رقعة الشطرنج: المقصود بهذا اختيار قادة الدول الموالية لحكومة الكواليس العالمية والذين هم على استعداد لأداء التحية والتصرف بحسم في اللحظة الحرجة وبتزامن وتناغم. ويتعلق هذا في المقام الأول بفرض عمليات الإغلاق وغيرها من التدابير التقييدية العائدة لـ "كوفيد"، والتي يبدو أنها راسخة بشكل جدي ولفترة طويلة. الدراية (نوو-هاو) الثانية المعينة هي تغيير الرأسمالية الحصرية، حيث تنتمي السلطة إلى مجموعة ضيقة من الناس، إلى رأسمالية شاملة، عندما لا تخدم الشركات الكبيرة مصالح دائرة من المساهمين فيها فحسب، بل توفر أيضًا وظائف للجماهير العريضة من السكان، وفي النهاية، تحل محل الدولة ...

في الوقت نفسه، هؤلاء الرجال مستعدون حتى للتضحية بجزء من الربح، مع تحويل رأس المال إلى سلطة – والأخيرة يفترض أن تصبح مضمونًة وأبدية، لكن لهذا يجب أن يتحولوا هم أنفسهم إلى رجال خارقين، وأن يُنزلوا الباقين إلى مستوى الحيوانات. وستكون عناصر التحكم عبارة عن كاميرات مزودة بتقنية التعرف على الوجوه وأي تتبع رقمي آخر للنشاط البشري - ولهذا، يتم توزيع شرطيين وجلاوزة في جميع أنحاء العالم، يفرضون بقراراتهم ارتداء الكمامات في كل مكان ويجبرون الجميع على تلقي التطعيم. أما وسائل الإعلام فتذر في هذا الوقت الرماد في العيون، مما يصرف الناس عن مناقشة القضايا الحيوية حقًا - لسبب ما، لم يستشهد أي منهم، على سبيل المثال، بكلام مستشار وزير الدفاع في الاتحاد الروسي أندريه إيلنيتسكي، الذي ذكر في إحدى مداخلاته حول موضوع الأمن السيبراني كتاب شواب ذاك ...
هناك أيضًا أدلة مباشرة على أن أعضاء إحدى العائلات المالية الأكثر نفوذاً انضموا إلى معسكر الرأسمالية الشاملة - ففي 14 ديسمبر، اجتمعت ليندا دي روتشيلد بالبابا، حيث أعطى الفاتيكان الضوء الأخضر للترويج لهذه الفكرة. أما في روسيا، فيمكن لليبرالي المتغربن غيرمان غريف وبنكه المتخذ اسم "سبيربنك" (بنك التوفير) أن يكون من الداعين إليها، كما يفترض المشاركون في المحادثة، وكذلك بعض المسؤولين الليبراليين.
ويُلاحظ كاتاسونوف في الوقت نفسه أن هؤلاء يحاولون إبعاد القوات المسلحة والاستخبارات عن موضوع تطور الذكاء الاصطناعي. وثمة لدى كاتاسونوف انتقادات لبوتين الذي – حسب قوله - إما لا يفهم أو لا يدرك بما فيه الكفاية كل هذه الأشياء ولا يدرك أن روسيا، إلى جانب الدول الأخرى، ستكون من بين أول من ستتم تصفيته.

#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل