أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند أحمد - حاتم عليّ .. ترجَّلَ الثائر..














المزيد.....

حاتم عليّ .. ترجَّلَ الثائر..


مهند أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


ربما، العديد منّا شاهد أعمال الراحل الكبير حاتم عليّ، واستوقفتنا مشاهد معيّنة تلامس قلوبنا، وكأنّها تصوّر واقعنا وتتنبأ بما سيؤول إليه مستقبلنا، وما كان عليه ماضيّنا من مآسي، ألا أنّي متيقّن أن الكثير منّا بالرغم من ذلك، وما شاهدناه، لم يتخذ ذلك درساً، مع كمّ المشاهد التي توبخنا عن جمودنا وسكوتنا حيال ما نعيشه، لم نشعر ولو للحظة، أنَّ حاتمنا كان يدق ناقوس الخطر، ليُنبْهنا من غفلتنا، ويخرجنا مما نحن فيه من هوان، لقد كان في كلِّ عملٍ يوجّه لنا الصفعة تلوى الأخرى؛ فهذا التاريخ يتجسد في الزير وطيشه، وثلاثيّة الأندلس في عزها وذلِها، وأما الحاضر فهي أحلام كبيرة، في واقعٍ ذليل تعيس، لا بصيص حلمٍ ولا أمل، وما نراه أن المستقبل كذلك ليس بأفضل حال، وعصيٌّ كرائعته عصي الدمع، إلى أن وصلنا إلى قلم حمرة حيث سنبقى.

بالقوّة الناعمة، لم يرَ بدّاً، على أن يثور ضد كل ما تسبب ويتسبب في جهلنا وانحطاطنا، ضد مجتمع ونظام وعادات.

ولم يستثني الوسط الفنيّ، حيث قاد ثورةً في الدراما السوريّة والعربيّة، يوم بدأ الإخراج، كانت نقطة تحوّل في تاريخ الشاشة العربيّة، يُذكِّر لِمَّ قبل وبعد ظهور حاتم عليّ، أصبح أيقونة، فمن مِن المخرجين له صيته، ومن في حجمه، حيث خرج من تحت عباءته نجوم ومخرجين عظام كان هو سبب نجاحهم. ‏كان الفنان الجامع؛ سيناريست، تمثيل، وإخراج. نادرون هم من يستطيعون تحقيق النجاح الكامل على جبهة واحدة، دون ان يتركوا عيوبا، فكيف وحاتم في كل ميدان له ملاحم سطر من خلالها أروع القصص.

للمثليين الدور البارز في نجاح أيّ عمل، فما يهم المشاهد، هو من يظهر على الشاشة، لا من يقف خلف الكواليس، ‏فكان للممثل دائما حصة الأسد في أيّ عمل، ألا إذا وجد حاتم عليّ أمامه في الإخراج، فهو الوحيد الذي تمرّد وانتفض على العقلية الفنيّة العربيّة، ‏وأستطاع من خلف الكواليس، ودون الحاجة إلى الظهور، أن يسطع بشمسه ليغطي كل النجوم من حوله في أعماله، فيكون هو دائما البطل الحقيقي في وجود باقي الأبطال الممثلين.

حقبة حاتم عليّ هي ثورة قلبت كل المفاهيم الفنيّة، بل كل التوجّهات التاريخية لهذا المجال، وبرهن على أن المخرج ليس مجرّد شخص يقف وراء الكاميرا ويعطي الأوامر، بل هو حجر الأساس والركيزة وصانع النجوم، ‏المخرج في رؤية حاتم عليّ، هو المدرسة التي تخرّج أجيالاً، ليس فقط من الفنانين، بل حتى أجيالاً أكثر وعياً بين المشاهدين.

فبماذا نرثي هذه القامة العظيمة؟.



#مهند_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الم تسمع يا ماكرون المثل القائل: ما جادلت جاهلا إلا وغلبني!!
- أردوغان وماكرون... حرب بالوكالة تلوح بالأفق
- حاكمية سيد قطب و ولاية الفقيه الإيرانية!


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند أحمد - حاتم عليّ .. ترجَّلَ الثائر..