أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند أحمد - أردوغان وماكرون... حرب بالوكالة تلوح بالأفق














المزيد.....

أردوغان وماكرون... حرب بالوكالة تلوح بالأفق


مهند أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستقاطع المنتجات الفرنسية، وطالب شعبه أيضا بمقاطعة أي شيء يمت بصلة لفرنسا، وذلك عقب خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في حفل تأبين المدرّس الفرنسي المذبوح على يد طالبه الشيشاني، قال فيه ماكرون "أن فرنسا لن تتنازل عن الرسومات وستبقى تدافع عن قيمها"، الرسومات التي نشرتها سابقا صحيفة تشيرلي ايبدو الفرنسية، أغضبت الكثيرين ووصفوها بأنها مسيئة لنبي الإسلام محمد، خطاب ماكرون رد عليه أردوغان بأنه "استفزاز لمشاعر المسلمين" وأن "ماكرون مريض عقلياً".

- تصاعد مقلق:

أن هذا التصاعد المستمر لم نكن لنوليه أي إهتمام، لو لم يصدر عن القصر الجمهوري لدولة عظمى عالميا مثل فرنسا، ودولة عظمى على المستوى الإقليمي مثل تركيا، هذه الأخيرة التي بات سقف طموحها عالياً، وبدأت تناطح كبرى الدول مثل أصحاب القرار ( الولايات المتحدة وروسيا).

أن هذا التوتر المتصاعد يعزز قوى اليمين المتطرف في أوروبا، وينمي الكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة، خاصة في فرنسا وألمانيا ذوات الشعبية الإسلامية الكبيرة، ما يزيد احتمالية هجمات إرهابية جديدة، وأكثر قوة وتأثيرا من سابقاتها في عدد من دول الإتحاد الأوروبي.

- تخوف فرنسي من أسلمة المجتمع:

أن إصرار الرئيس الفرنسي ماكرون على نشر الرسومات، ربما الغاية منه حسب رأيه، تعزيز الديمقراطية وحرية الرأي المكفولة في الدستور، وتخوفه من سيطرت الجماعات الإسلامية الراديكالية على فرنسا مستقبلاً، عن طريق الهيئات والمؤسسات الإسلامية، المدعومة من عدد من الدول الإسلامية على رأسهم تركيا، ولتشكل هذه الهيئات والمؤسسات نواة تنطلق منها إلى أنحاء فرنسا وأوروبا لنشر أفكارها ومعتقداتها، التي يظن ماكرون أنها مخالفة لقوانين الجمهورية الفرنسية وقيّمها وتاريخها، وبالخصوص إقبال شريح كبيرة من الشباب الفرنسي والأوروبي على الإسلام، وذلك يمكن تفسيره بفراغ الجانب الروحي للكثير من الفرنسيين والأوروبيين بسبب الجمود المجتمعي مع الكنيسة، وبحثهم عن ملئ هذا الفراغ يجدونه في الإسلام، الذي لا يكاد دعاته يتوقفون عن دعوة الأوروبيين للدخول في دين الإسلام.

هذا الخوف كان يردده كثيرا، الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، عن "إقبال فرنسا وأوروبا على الدخول في الديانة الإسلامية، لكن بعد وقت طويل وليس في المستقبل القريب" حسب قوله.

- الإقبال على الإسلام لن يتوقف:

أن انتشار الإسلام في أوروبا لا يمكن إيقافه ألا بعودة سلطة الكنيسة القمعية، وهذا ما ترفضه القوانين الأوروبية التي تفصل الدين عن السياسة، وما يرفضه الأوروبيين اساسا الذين انتفضوا منذ قرون على الكنيسة وكهنتها وقوانينها، ناهيك عن حرب اهلية ستسود أوروبا بعودة سلطة الكنيسة، ولأن الوضع مختلف في أوروبا، الذي يكفل للشخص حرية إعتناق أي ديانة أو معتقد يريده، ولأن الكنيسة قد أُحجمت ولم يعد لها سطوة وقوة وتأثير على أبنائها كالعصور السابقة، والحرية في أوروبا أوصلتها إلى تخريج أجيال يرون حريتهم الشخصية فوق معتقدهم الديني، ولا يولون الدين أي إهتمام في حياتهم، هذا ما سبب الجفاف الروحي واحتياج البعض لملئ هذا الفراغ، بما أن الكنيسة لم يعد لها أي تأثير أو دور، وبات الإسلام الوجهة للكثيرين بما انه الدين الذي يلتزم به الغالبية من أبنائه، ومحبتهم لدينهم توصلهم للدفاع عنه بدمائهم أحيانا، نعم قد تراه من وجهة نظرك تطرفا لكن هذا يعجب الكثير من الأوروبيين وهذا من إحدى أسباب اسلامهم.

- أردوغان وبناء أحلامه على جماجم أبناء المنطقة:

على الطرف الأخر فإن أردوغان لا يتوانى عن استغلال أنصاف الفرص، ليبين للمسلمين أنه حامي حمى الإسلام والمدافع والمنافر عنه، ويزيد من شعبيته على مستوى تركيا والعالم الإسلامي.

أن ردود فعل الرئيس التركي دائما ما تكون دقيقة، خاصة وأنه بأمس الحاجة لدعم إسلامي في حروبه شرقا وغربا، في سوريا ليبيا والعراق واذربيجان، وأن المواقف المضادة لتركيا من فرنسا حليفتها في الناتو، في كل من سوريا وليبيا ومع اليونان في البحر الأبيض المتوسط، يشكل عائقا أمام مشروع تركيا لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، واستخدام الإسلام والمسلمين كمطية لهذا المشروع الذي باتت أهدافه وملامحه تتضح.

مئات الآلاف من السوريين والليبين والاذريين يقاتلون جنبا إلى جنب مع الجيش التركي الذي قوامه مليوني جندي، هذا ما يعزز قوة أنقرة الإقليمية وربما العالمية قريباً.
أن هذه القوة المتنامية دعت فرنسا إلى دق ناقوس الخطر، واسرعت إلى تنبيه أوروبا لخطر محدق يهدد مصالحهم ودولهم جميعا، أن إنشاء دولة أو تحالف إسلامي كبير بزعامة تركيا، يشابه إلى حد ما الإتحاد الأوروبي، وفكرة وجود قوة إسلامية عظمى تظاهي الدول الأوروبية مجتمعة ترعب فرنسا وأوروبا، خاصة ان من وراء هذه القوة الإخوان المسلمين الذين تجمعهم أواصر متينة مع إيران الشيعية.

لذلك وقفت فرنسا موقف شديد من كل ما تقوم به تركيا على مستوى منطقة الشرق الأوسط، لادراكها مدى الخطورة التي ستنتج عنها لو بقيت تركيا تمارس أفعالها دون حسيب أو رقيب.

وهذا اساس الخلاف والحرب الكلامية بين أردوغان وماكرون، وما كان يدور في الخفاء بدأت تتضح أهدافه، وربما هذا ما ستشهده المنطقة قريبا، حربا ضروسا بالوكالة، من خلال دعم فرنسي اوروبي وعربي، للأكراد وعشائر عربية متحالفة معهم ضد المشروع التركي.

أن أبناء هذه المنطقة هم من سيدفعون الثمن غاليا في الأخير، لأن هناك خطوط جديدة سترسم، وحدود جديدة ستبنى بجماجم الأبرياء الذين هم وقود حرب الوكالة القادمة.



#مهند_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكمية سيد قطب و ولاية الفقيه الإيرانية!


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند أحمد - أردوغان وماكرون... حرب بالوكالة تلوح بالأفق