أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)














المزيد.....

الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


«الوضع تحت السيطره»
نص مسرحي( ميكروتياترو)
المكان:داخل مكتبة عامه
الزمان :لحظة آنيه
«الشخصيات»
1-الأم:سيده في الخمسين من عمرها تتميز بملامح افرنجيه
2-الفتاه:في العشرين من عمرها تتميز بملامح افرنجيه
(علي مكتب أمين احد المكتبات العامه تجلس الفتاة وعلي الكرسي المقابل لمكتبها تجلس امها والحوار دائر بينهما منذ برهة من الوقت.يراعي مسرحة المكان بمفرداته الواقعيه
يدخل الجمهور ليجلس في صفين متقابلين وما ان يستقر الجمهور في مقاعده نسمع الأم تحدث ابنتها)

الأم:أنه زبون ثري سيدفع ما كنتي تحصلين عليه في عشر ليال مقابل مضاجعتك له في عشر دقائق هههههه
الفتاه:(مستنكره )ولكنه عربي !!!!!
الأم :ايتها البلهاء إن العربي لا يتقن شيئ في هذه الحياه سوي تلك الممارسات التي لا تستغرق منك عشر دقائق فقط
الفتاه: اوه أماه لقد تعلمت أن العرب متطرفون .فكيف تطلبي مني ذلك ؟
الأم :هذا ثري ومتقدم في العمر وإن بدا لك متطرف يمكنك ان تتشبثي بما علمته لك
مسبقا
الفتاه: (تردد كتلميذ في الصف)اجعليه يتعري امامك قطعة قطعه ثم حدثيه عن الوجوديه والمادية الجدليه وحقوق الإنسان الي ان تنتهي العشر دقائق ..
الأم :(تكمل) وإن اعترض علي إضاعتك للوقت سنحتكم الي بنود التعاقد المبرم بينه وبيننا
الفتاه: اماه أنني اعي الدرس جيدا ولكن ما اخشاه ان يقع ما لا يحمد عقباه
الأم:وهل هذه اول مرة يا فتاتي ؟
الفتاه:أول مره تطلبين مني ان اضاجع مسن وعربي ايضا
الأم:لا تخافي إن لدينا حراس اشداء وقانون يخضع له كل البشر
الفتاه:لكن تطرفه قد يلحق بي ضرر جسيم
الأم : لا تقلقي يا صغيرتي لن يستطع أن يفكر حتي في إلحاق ضرر بك .فالوضع تحت السيطرة التامه وقبل أن يشرع في محاولة قد تبدوا متطرفة بالنسبة لك سيتم إجهاضها علي الفور ...لا تقلقي الوضع تحت السيطره
الفتاه: لا... لا استطيع فعل ذلك يا امي .
الأم: حبيبتي اصغي الي وانصتي جيدا لأخبرك بخبرات امك وتجاربها الشخصيه في معاملة هذا النوع من الرجال والذي نعتيه بالمتطرف .
لقد كنت في شبابي لا يرغبني هؤلاء العرب اللذين اطلقوا عليا «مروضة الأبقار» نظرا لبدانتي ولمظهري الذي كان ينفر منه الجميع هذا فضلا عن فظاظة كلماتي وقسوتها الأمر الذي جعلني حين تسألني احدي بائعات الهوي ساخرة مني لماذا تخلو زبائنك من العرب ؟كنت اجيبها لأنهم متطرفون لكن الحقيقة التي اعلمها عنهم انهم اكثر الأجناس تحضر وإنسانيه
ويمكنك ان تجربي بنفسك حين تسقط الدموع من عينيك وتدعي أمام احدهم كونك شريفة لكن الفقر هو ما دفعك لأن تمتهني هذه المهنة يمكنك وقتها ان تلاحظي كيف انه يصدق روايتك الكاذبه ويؤمن بها ويغدق عليك اكثر من الثمن المتفق عليه بينكم
إن إدعائي عليهم بهذه الشائعة الكاذبه صار حقيقة هم انفسهم صدقوها وسعوا الي تأكيدها
الفتاه: وكيف سعوا الي تأكيد انهم متطرفون .
الأم :كعادة بائعات الهوي يساندهم القوادون الذين قبل أن يجلبوا الزبائن لهم كانوا يسرقون نقودهم وما ان يطلب من هؤلاء الزبائن دفع الثمن وقبل المضاجعه فيكتشفوا ان نقودهم سرقت ونلغي الاتفاق ونتهمهم بالمتطرفين .
لا سيما انهم يتميزون ببنية جسمية وقوة فائقه وكنا ندعي كذبا انهم لا يرغبون في دفع الثمن وحتي لو صرخ احدهم أنه سرق فلن يصدقه أحد لأن السرقه لم تكن شائعة وقتئذ
الفتاه: ألم يعي هؤلاء هذه الخدعه التي حدثت لها
الأم:عزيزتي انهم مصابون بالتنمر ومن حدث له ما حدث لن يقصه علي احد لأنه يخشي تنمره به
الفتاه:ولهذا هم يأتوا الي هنا دون توقف
الأم:ليس هذا فحسب اصبحوا هم انفسهم من يعانوا من عدم رغبة بائعات الهوي لهم ولذا يدفعون اثمان باهظه لكي تقبل الفتاة مضاجعتهم .
الفتاه :لكن هذا المسن الذي يرغب في مضاجعتي آلا تري انه هناك احتمال ولو ضئيل ان يكون مر بهذه التجربه من قبل ويعي قوانين اللعبه وبالتالي يمكنه المكر والمراوغه.
الأم:لا تخافي وكما قلت لك مسبقا الوضع تحت السيطره
الفتاه:كيف ؟
الأم :لقد قمنا بمحو ذاكرته
الفتاه: انت تسخرين مني ..ليس منطقيا ان يتم محو ذاكرة إنسان هذا عبث ولامعقول.
الأم : هههههههه يا قطتي الصغيره ما أقصده هو المحو الجزئي فقط .
الفتاه :وضحي لي من فضلك
الأم: جعلناه يصدق شائعاتنا التي اطلقناها واغلقنا امامه كل ابواب البحث عن حقيقة تلك الشائعه فأصبح لا طريق امامه إلا تصديق الوهم اي اننا محونا من ذاكرته مايريد وشغلناه بما نريد نحن .
الفتاه:لا ...لا لن اضاجعه ....اخشي ان امني منه بجنين ..هل تعرفي ماذا سيحدث لو حملت منه ؟لن اسامح نفسي مطلقا ولن اقتل جنيني .هل سألتي نفسك كيف ستنظر بائعات الهوي لهذا الجنين فيما بعد ؟ ستنظر له علي انه متطرف ولن يجدي نفعا وقتها ان نكشف لهم حقيقة الشائعة التي اطلقتيها في الماضي
الأم:ههههههه لن تحملي منه لأنه مسن وعقيم عاجز عن الإنجاب
الفتاه: وكيف عرفتي ذلك ؟
الأم:سر المهنة يا فتاتي .رغم فحولته التي تبدو للناظرين إلا أنه يؤمن بعجزه وعدم قدرته علي الإنجاب هذه احدي الشائعات التي اطلقناها عليه وصدقها ورسخت في ذاكرته فلا تخشي من مضاجعته ستشعري بأن جرو صغير يلعق أصابع ارجلك في مودة وحنان
الفتاه : أأضاجعه من أجل المال ؟
الأم:لا... من أجل ان تبسطي هيمنتك عليه فيصير جرو وديع تأمريه كما تريدين
الفتاه:سأضاجعه مضاجعة الوداع
الأم:ولماذا تنعتيها بالوداع ؟
الفتاه:لأنني سئمت هذا الوضع الذي اشعر فيه بأنني قيد سيطرة قوة خفيه لا اراها قوة تتحكم في ارادتي وتسلبها ...لا اوافق علي ان اكون جزء من اللعبه لن اعيش في ظلام الوهم (تتجه الي الجمهور وتحثهم للنهوض من علي مقاعدهم )هيا فلنخرج جميعا من سجن الوهم لنتكشف نسبية الحقيقه هيا تعالوا معي هيا لنخرج جميعنا
(تمت )
25/12/2020



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «إجهاض»جنس ثالث يبحث عن هوية
- الإنتاج المسرحي العربي المشترك ما بين أحلام الهواة وتقاليد ا ...
- الخلط الشائع في مسرح الشارع(ملخص لدراسة بحثيه)
- جدلية الموروث الشعبي في التمييز بين العروض المسرحيه والأفعال ...
- حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة ...
- حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا
- مجموع الضدين متواجد في ثالث
- هل «مسرح الشارع»اسير النظرة الدونيه للمجتمع؟
- «الإرتجال»في مسرح الشارع
- لماذا خرج المسرح للشارع؟
- «ديالكتيك الخطأ والحقيقه»خربشة كاتب عربي علي جدران الخرافة و ...
- «خصوصية المكان»... المحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع
- المصادفه والديالكتيكيه ابرز سمات مسرح الشارع
- فانتازيا إزاز
- «انت كما انت »جدلية الفهم و تفاعلية الحقيقه
- إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر
- خصوصية الشارع في إطار ضبط المصطلح مسرح في الشارع ام مسرح شار ...
- فلسفة ومنطق مسرح الشارع
- «عبدالقادر علوله»شروع لكسر الهيمنة الغربيه للمسرح
- تباين الاداء التمثيلي في مسرح الشارع


المزيد.....




- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)