أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رجاء غانم دنف - بيروت تفيض عن جرحنا..نافذة مشرعة














المزيد.....

بيروت تفيض عن جرحنا..نافذة مشرعة


رجاء غانم دنف

الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بيروت التي أعرفها لها نكهة خاصة لوَّحت طفولتي بمشاهد لا تنسى من شدة جمالها وألمها .
بيروت تفاحة البحر وخلخال السماء على الارض تحترق اوصالها وكأنها على موعد قدري مع القذائف والحمم ورقصات الموت .
كنت قد كتبت قبل أيام قليلة عن بيروت الذاكرة وكيف ساقتني إليها أصوات القذائف المنهالة على غزة وانا أقف عند معبرها الوحيد المغلق الى إشعار آخر :معبر إيرز وها أنا وبعد أيام أرى بيروت تعود إلى ذاكرتها المجنونة وكأن الملاجئ هي بيوت دائمة للبنانيين الذيم لم ينسوا طعم الموت ولا رائحته .
بيروت كانت وستظل الواحة الاجمل والاكثر ايلاماً في طفولتي ببحرها وشاطئها وطيبة ناسها وبجحيم ليلها الممتلئ بالطائرات والغارات والاصوات المرعبة .
قرأت الكثير مما كتب في الايام الاخيرة من هنا وهناك وكم تألمت عندما رأيت بعض الاقلام تنطلق لتهاجم وتدافع وتستنكر من "قادوا" إلى هذه الحرب دون أن يفكروا ولو للحظة ما يعنيه قصف أهم وأجمل وأعرق عاصمة عربية .
هؤلاء الذين تفوح من جلابيبهم رائحة النفط معذورون فهم لم يكونوا ولن يكونوا يوماً في مواقعنا وفي آلامنا حتى يفهموا ما نمر به ،ولم تهن كرامتهم في اليوم ألف مرة حتى يفهموا ويقدروا حاجة الانسان العادي البسيط إلى معاني الكرامة ورفع الرأس.
من يسكن القصور ويمتلك أغلى السيارات ولا خوف على مصالحه وتجارته لا يستطيع أن يفهم ما يعنيه قصف بيروت واستباحة أرضها وشجرها ومائها وبحرها
من يرضى أن تكون البوارج الامريكية هي العين الساهرة على شواطئه ومدنه ويؤمن بانها جالبة الحظ والأمان والديمقراطية لن يفهم لم لا يرضى اللبنانيون بأن تربض بوارج اسرائيل آمنة مستقرة عند شواطئه .
المدن لغات ونكهات وبيروت على رغم جراحها ونزيفها حرة وأكثر عزة الان في قصفها وجحيمها من كل عواصم العهر العربية التي قبلت ومنذ زمن أن تدكّ مادياً ومعنوياً دون أن تجرأ على رفع رأسها وهكذا حال ساكنيها ومثقفيها وكاتبيها ،وهي في لغتها الحرة والعنيدة تسطّر قواميس ومجاميع لغة لم يتعود البعض عليها.
زمن الموت الذي نعيشه هذا مهم للغاية .على الاقل هو يعطي الفرصة لكل منا بكل انتماءاتنا وميولنا وآرائنا لأن نتربع في كفة الميزان ونرى ونفحص وندقق كم استبد بنا الخوف والرعب وذوّتناه حتى لو نعد نفرق بين أنفاسنا وبينه .
لبيروت قصص أخرى ستكتب فيما بعد أولها أنها جميلة وأنها الاقدر على بث قيم الانسانية الاعلى في كل الاموات .
حتى ذلك الوقت بإمكاننا أن نمسح دموعها بدموعنا ونغفر أخطاءها بجرائمنا ونكتب لها وعنها حتى ينتهي المداد ،أو أن تلمع نقطة شرف إنساني أولاً فينا فنصمت عن بشاعتنا وتقريعنا المخزي لشرفها ولشرف أبنائها .
ستعود بيروت لتعلمكم دروساً في الوطنية والشرف والكرامة والثقافة والموسيقى والشعر ،وستعرف تماماً لمن تهدي خبرها ونبيذها وحبها لأنها مدينة اللغة القصية .
رجاء غانم دنف
فلسطين



#رجاء_غانم_دنف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معبر إيرز ..معبر القلب
- أنيسة ذاكرة تتوهج
- تشي غيفارا مؤنثاً
- فوقَ رصيفٍ محايدٍ
- كما أسميهِ :خريف
- في معبد ايروس
- الأسرارُ ترقصُ عارية
- الشعب الحضاري وتحديات الثقافة
- احتفالية حقيقية ووقفة


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رجاء غانم دنف - بيروت تفيض عن جرحنا..نافذة مشرعة