أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حميد خنجي - مرثية للراحل والمناضل الكبير اسحاق الشيخ يعقوب














المزيد.....

مرثية للراحل والمناضل الكبير اسحاق الشيخ يعقوب


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6765 - 2020 / 12 / 19 - 22:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كلمة في حق الراحل والمناضل الكبير، اسحاق الشيخ يعقوب
..............

كنا نسمع عنه ونقرأ له منذ النصف الثاني من ستينات القرن الماضي، حينما كنا لم نزل يافعين. في البحرين كنا نعرفه باسمه الحركي خارج المملكة العربية السعودية (عبدالله محمد) حيث كنا نجهل اسمه الحقيقي (اسحاق).

كنا نتابع كتاباته البسيطة والعميقة في مجلات أو صحف أو دوريات، خاصة، مثل مجلة الطريق اللبنانية الرائدة. في نفس الوقت الذي كنا نتابع فيه ما يكتبه الأقطاب الآخرون في المجلة الفكرية المصرية الشهرية المستحدثة آنذاك "الطليعة" المصرية. كان يطلّ علينا احيانًا اسم سياسي آخر، بحريني (احمد الذوادي). لست متأكدًا إن كان عبدالله محمد قد كتب في "الطليعة" ذاتها.

لا تسعفني ذاكرتي في هذه السانحة الصعبة، لكنني كغيري من ذلك الجيل كنا نتابع مايكتبه العلمان الاثنان، السعودي والبحريني، في حينه. أول كتاب وقع تحت يدي هو كتابه الاثير والمشوق، الموسوم بالتحدث عن شخصيات مناضلة بسيطة. ولا انسَ ما حييت ما كتبه في ذلك الكتاب عن المناضل والعامل التودوي المجهول، الذي كان يكسب رزقه في الكويت، في وقته (خدا داد / نعمة الله).

كانت كتابات عبدالله محمد تهزّنا من الأعماق، نحن أبناء ذلك الزمان. وبالتأكيد كانت تلك الكتابات، تهز وتثقف آلاف مؤلفة من النشء في منطقتنا في ذلك الزمن الأثير..بل وفي أجزاء قريبة من الوطن العربي، خاصة العراق ولبنان وسوريا والأردن ومصر، اي المشرق العربي.

هكذا بدأت معرفتنا بهذه الشخصية التثقيفية والتنويرية الكبيرة. قبل أن نتعرف عليه، وجها لوجه. كان أول مرة ألتقيه وجهًا لوجه في مطار دمشق و يبدو أنه كان في انتظار شخص ذي أهمية. و قد كان معنا هذه الشخصية غير الاعتيادية في الطائرة من الكويت الى دمشق حيث كنا في طريقنا للدراسة الجامعية عن طريق دمشق . ما أن لمحته، حتى بدا لي انه عبدالله محمد نفسه. وانا لم أره بعد في حياتي، بشكل مباشر.

في اليوم التالي صدق ظني. فهو الذي فتح باب "القبو" لنا، مصوتا على البحريني، الذي كان في انتظارنا : "جاو ربعك!" كان ذلك في أغسطس سنة 1972 . ومنذ ذلك الوقت استمرت صداقتنا، ولم يخذلني قط بعظمة أفكاره، وتطوره اللاحق والطبيعي، نتيجة تطور واعوجاجات الأوضاع. نعم اتفقنا واختلفنا في أمور شتى. ونحن كنا في أعمار ابنه، حيث كان التواضع سمته الرئيس، بالرغم من حدة الاراء أحياناً.

لم أنس ابدا ما كان يردده كلما كان يراني صدفة أو واقعا في السنوات الأخيرة عن أحد الذين يحبهم ويجلهم، بأبو التاريخ المتحرك. كان يوسم، ذلك الشخص المجهول بالنسبة لي، بأنه بالفعل : تاريخ متحرك!.. اعتقد كان ذلك في المانيا، حيث كان منهمكًا في الدراسة النقابية.

في الحقيقة.. لأبي سامر، الفضل التثقيفي والسياسي والفكري على أكثر من جيل، وربما طلابنا وطالباتنا يعرفون ذلك حق المعرفة ويجلونه. وقد كانت زوجته من ذلك النفر من الطلبة في دمشق. هذا ما نعرفه أو اعرفه من تجربتنا مع هذا الرجل الصادق، الذي لم يعرف المراوغة، حتى وإن أدى ذلك الى زعل أحدهم من حدة آرائه.

لعل ما لا نعرفه الكثير الكثير. فهو بالطبع استاذ ومرشد فكري لمجموعة كبيرة من العمال والطلبة في المدى و الأماكن الذي عاش فيه. ولكن للاسف، وكما الواقع المراوغ، تعرض لهجوم غير مبرر وغير صحيح من قبل بعض الاقزام السياسية. لم يعبأ هو بأي شخص إن انتقده أو هاجمه. بل سار على نهجه القويم، الذي يؤمن به. وبالطبع لا ادّعي انه كان مثاليًا، لأن المثالية في الأشخاص هي من صنع الخيال. لا يوجد ولم يوجد على وجه البسيطة شخص بلا أخطاء او نواقص. لكنه ظل ابدًا حميمًا ووفيًا ومبدئياً وصادقًا في تعامله مع الآخر، سواء كان هذا الآخر شابًا أو عجوزًا. مثقفًا أو بسيطًا. الخلاصة أن بصمته واضحة في التأثير علينا نحن البحرينيين. ولايمكن إنكار ذلك.

كان فهمه وادراكه للأمور يتسم بالواقعية، خاصة بالنسبة للمشروع الإصلاحي في البحرين، حيث كان فيه سباقا عن الآخرين المترددين. وايضا كان يعرف جيدًا خبايا المشروع الإصلاحي في الألفية ودهاليزه. ويعرف أيضا القوى التقليدية التي قد تحارب المشروع وخاصة، الطارئون على العمل السياسي، أي الاسلامويون أو التيار السياسي الإسلامي المتسم بالنظرة اللاواقعية للأمور. كم كان يتمنى، كما كنا نتمنى، أن ينجح المشروع بلا مناكفات ليعم هذا المشروع التدريجي في كل أقطار دول التعاون الخليجي.اعتقد في هذا المجال بالذات سيقول التاريخ كلمته في المستقبل.

كنا نراه اسبوعيًا، ونحن القلة الباقية، في بيته العامر. وجاءت محنة الكورونا لتفرقنا. ونقاطع بعضنا البعض حسب الضوابط الضرورية، ولكن الوصال لم ينقطع من خلال الهاتف، خاصة أنه كان مريضا لبضع سنوات. وكنت أتعجب من روحه الوثابة والمرحة، وهو يتقبّل كل آلام المرض اللعين. لم يشتك ابدًا، ولو مرة، أمامنا عن معاناته الفظيعة. حقا أن العظيم ببساطته وصبره.

المجد لك ولذكراك، التي سوف لن تمحوها السنون.



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت ثورة أكتوبر مفارقة واستثناء !؟ الجزء الأول
- لماذا يتقدم اليمين في العالم؟
- مرثية قصيرة .. ل - فيديل- / المخلص
- محاولة فهم سمة العصر الملتبس
- راهنية ثورة أكتوبر
- القلمُ الذي خبا - مرثية للصديق الراحل ؛ عبد الله خليفة
- التعايش العقلاني خيرٌ من الحروبِ الدونكيشوتية
- محنة اليسار البحريني
- هل ستنشطر أوكرانيا ؟!
- شران أحلاهما مُرّ... لكن يجب أن تختار أهون الشرين
- كم جميلة وذاتَ عبير وشذى كانت الأزهار !
- هدية نوروزية بسيطة من الشاعر : سعدي
- بلادُ الإغريق .. غريقٌ يهفو للنجاة
- معركةٌ في اسطنبول
- حول إشكالية -الربيع العربي- ... إجابات موجزة متداخلة لأسئلة ...
- مقدمةٌ حولَ إشكاليةِ حركةِ الواقعِ المعاصر‮..
- شُعلةُ أُكتوبَر السّرمَدِيّة
- مفاجأةٌ يتيمةٌ ورمزيةٌ تسجّلها المرأةُ في البحرين في إنتخابا ...
- تحيةً وتقديراً.. للحوارِ المتمدن، لنيلهِ جائزة ابن رشد - من ...
- شئٌ عن الرياضة الذهنية (الشطرنج) ...2


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حميد خنجي - مرثية للراحل والمناضل الكبير اسحاق الشيخ يعقوب