أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام أكرم - هل الدين حامي للأخلاق














المزيد.....

هل الدين حامي للأخلاق


أحلام أكرم

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 17:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إسراء غريب الشابة ذات الواحد وعشرون عاما التي تشارك في قتلها ثلاثة من أقربائها بما فيهم زوج أختها الذي يشغل منصبا قياديا في السلطة الفلسطينية .. الأمر الذي أدى إلى خوف شهود المستشفى من الإدلاء بشهادتهم ووقف مسؤولي المستشفى عاجزين أمام طلب ولي الأمر بخروجها وعدم حاجتها للعلاج برغم علمهم التام بما تعرضت له من تعذيب وضرب .وما ينتظرها من تعذيب. والدائرة التي أصدرت شهادة الوفاة لتسريع عملية الدفن برغم وجود وظهور الكثير من الأدلة على العنف والضرب.. والعديد من إلتباسات أخرى حول سبب قتلها وإن كانت كل أصابع الإتهام تُشير إلى قتلها لحماية الشرف ؟؟ في سبتمبر 2019 ...؟؟؟؟؟
أُصبت بالصدمة والذهول حين قراءتي لخبر في إحدى الصحف العربية عن مطالبة عائلة إسراء غريب وعائلة آل صافي بالإفراج عن المتهمين بقتلها بكفالة مادية ؟؟؟ على أن يحضروا المحاكمات في مواعيدها, ثم تهديدهم بالإضراب الجماعي عن الطعام في حال عدم الإفراج ؟؟؟ إضافة إلى تهديدهم بالإستقالات الجماعية من عضوية فتح المنظمة الحاكمة ؟؟؟
ما قتلني بقية الخبر في إحتمال نية الحكومة الفلسطينية الإفراج عن القتلة .. تحت تبرير حماية الشرف وغسل العار ؟؟؟
تهت في متاهة الأسباب المُحتملة التي ربما تدفع الحكومة الفلسطينية لهذا الإجراء ؟؟؟؟ هل هو ضغط سياسي خاصة وبوجود شريحة كبيرة من الحماسيين في كوادرها يتزايدون بسبب فشلها ؟؟ أم وجود زوج الأخت الذي شارك في الجريمة في مركز مُتنفذ في السلطة. ؟؟؟. أم هو لأسباب تتصل بالتشريع الديني الذي بُنيت علية مادة الإعفاء, أم هو ترويج قاضي القضاة الدكتور محمود الهباش المُنشق من حماس للمد الأصولي ولتصريحاته المتعددة لخدمة هذا المد في تبرير وتشجيع العنف ضد المرأة والذي وبتصريحاته خلق إلتباسا ذهنيا كبيرا في شريحة لا يُستهان بها من الشعب الفلسطيني ..الرجل الذي قد يكون له التأثير الأول على الرئيس والحكومة الفلسطينية في تبرير فعل الجُناة ؟؟؟ في مُقابل حماية القيادة الفلسطينية من مُسائلتها عن تخاذلها في إلغاء مثل هذه المواد تحت مُبرر وجود الإحتلال ووجود هذه القوانين شرعا ؟؟؟؟
تباين الخبر في الصحف الفلسطينية بين من يؤكد الإفراج عنهم وتصريحات بعض المسؤولين بعدم حصول هذا الإفراج .. ونشطاء يؤكدون بأن النظر في الإفراج لا زال قائما و تحذير من ناشطات نسويات بإمكانية إغلاق القضية بدون أية عقوبات ؟؟؟؟ يؤكد وجود إلتباس حكومي في كيفية إتخاذ قرار يحفظ ماء الوجة على كل الأصعدة وهو الأمر المستحيل في قضية ستُشكّل إحراجا دوليا للحكومة الفلسطينية التي وقعت على المعاهدة الدولية سيداو وبدون تحفظ والتي تُلزمها بالعمل على إنهاء كل أشكال العنف على المرأة بما فيها الأحكام التمييزية التي تُشكل أقصى أنواع العنف ضد المرأة وتؤكد عدم المساواة القاطع بينها وبين الرجل ..هذه الأحكام التي تستند عليها السلطة القضائية في تبريرها لأحكام تشريعية مُستندة لتفسيرات النصوص الإلهية وتفسيرات الفقهاء, في تأكيد الحق الإلهي بالدفاع عن العرض فيما يتعلق بأي إخلال بشرف العائلة ؟؟ والذي فسرة فقهاء الدين بالحق الإلهي في وجوب العقاب والحق بإباحة القصاص ووجوب القتل لإشاعة الثقافة الإسلامية والمجتمع الإسلامي العفيف الطاهر ؟؟؟ مستندين في ذلك إلى "" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق "" من خلال الحفاظ على الضرورات الخمسة التي يحافظ عليها الإسلام – "حفظ الدين ـ حفظ النفس ـ حفظ العقل ـ حفظ المال - حفظ العرض". أي رخصة دينية مُقدسة تُؤسس للعنف والقتل ,لإرضاء مشيئة الإله وحفظ الدين..
الأمر الذي يضع الحكومة في مأزق تعارض خطابها الدولي مع الخطاب الديني المحلي الذي حولوه إلى أحكام مستمدة من النصوص يؤسس للعنف ضد المرأة .وإبقاء الحال على ما هو عليه . ولا يمكن لأية حكومة التوفيق أو توافق كلا الخطابين ؟؟؟
حكومات العالم كلها تتشارك في إعتبارها المسؤول الأول في حماية مواطنيها ومواطناتها .. وعن حماية المصلحة العامة ..؟؟ سؤالي للمشرع العربي والفلسطيني بالتحدي هل المصلحة العامة الإبقاء على قوانين تتعارض مع إنسانيتنا كبشر .. الدين لا يمكن أن يكون الحامي الوحيد للأخلاق .. لأننا بذلك نعفي أنفسنا من تحمل المسؤولية عن أفعالنا لنعلق كل كوارث مجتمعاتنا على دين يفقد قدسيته وإحترامة حين يُفقدنا إنسانيتنا .. وأخلاقنا .. وأية قوانين تسمح وتُبرر فقداننا لإنسانيتنا ليست بقوانين ربانية بل هي وصفة كامنة لجريمة ضد الضعيف منا .. بمعنى المرأة والآخر المختلف ؟؟؟ وهو التعارض التام لصفات الله عز وجل ..
الحكومات العربية .. والحكومة الفلسطينية تقف على مُفترق طرق .. إما التحديث والخروج من تبريرات كوارث الخطاب الديني كما في جريمة قتل الشرف .. وتفسيرات تجميلية تُبقي على تشريعات تُجذر إلى رُهاب فكري عُنفي مُجتمعي على المرأة .. في الإبقاء على قوانين الغاب كما جاءت في كل القوانين الدينية .. التي خرجت منها الدول الحديثة .. وتحتار وتتأرجح الحكومات العربية ما بين تبريرها وتجميلها تحت مقولة خصوصية ثقافتنا بينما يبقى هم المؤسسات الدينية الإبقاء على هيبة النص وليس الحقوق ؟؟؟؟
محاكمة قتلة إسراء ستكون المُحدد .. خاصة وأن مسؤولية النيابة العامة حماية الحق المجتمعي الذي أكدة خروج الأعداد الكبيرة من المتظاهرين من رجال ونساء تتطالب بعقاب القتلة . بمعنى ضمني بكسر طوق المُقدس .. وقداسة النفس البشرية .. وتغيير القوانين التي تحمي القتلة من العقاب وليس تجميدها الذي يضر ولا ينفع ؟؟

أحلام أكرم - باحثة وكاتبة في حقوق الإنسان .. مديرة منظمة بصيرة لحقوق المرأة العالمية



#أحلام_أكرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفادي معركة الحقوق المصرية في الإلتزام بالحقوق الإنسانية الع ...
- أثر الإسلام الأوروبي الذي إبتدعه طارق رمضان على إنعزال الجال ...
- شرقا وغربا ..كيف وصلنا لهذا المستوى الخطير من التطرف ؟؟؟
- جتمعات الحلال والحرام ؟؟ لماذا نسيت الرحمة مع مجهولي النسب؟؟ ...
- سيداو .. الطريق إلى مجتمعات سوية لا تتصف بالعنف ؟؟؟؟
- الخطر الإخواني في التعايش في بريطانيا
- ذكرياتي في يوم كارثة نيويورك 11 سبتمبر
- الدور الفقهي للإلتباس الإنساني والأخلاقي في جريمة قتل الشرف
- الإلتباس الفقهي خلق الإلتباس التشريعي في جريمتي الإغتصاب وال ...


المزيد.....




- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام أكرم - هل الدين حامي للأخلاق