أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير الضاوي - تونس: في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر2010















المزيد.....

تونس: في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر2010


منير الضاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 01:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تونس: في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر 2010.
مقدمة
مرّت عشر سنوات على انتفاضة 17 ديسمبر 2010 ولم يجن الشعب أيّ شيء من كل الوعود التي أطلقتها الرجعية بشقيها والأطراف الانتهازية التي ساهمت في تبييض منظومة الفساد بل تضاعفت وتعددت مشاكله الاقتصادية والاجتماعية أكثر من ذي قبل( تفاقم مشكل البطالة - ارتفاع جنوني للأسعار – تجميد الأجور والخصم منها- ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية ...)و استغلت الرجعية بدعم من الاستعمار الجديد وأمراء النفط -معقل الرجعية العربية- الأوضاع المتفجرة لتُزايد بكلمة ثورة وتتظاهر بتبني بعض شعاراتها فأصبح الإخوانجي-الداعشي يتحدث باسم الثورة والانتقال الديمقراطي والحوار الوطني وانخرط اليسار في لعبة التوافق والحوار.
واتسمت هذه الفترة على صعيد السلطة بصراع محموم بين الأطراف الرجعية فتعددت الحكومات (12 حكومة -) (1) وأكثر من 200 وزيرا اخذوا نصيبهم من الغنيمة وساهموا في رهن البلاد و زيادة تفقير الطبقات الشعبية. وأمام هذا التناحر الرجعي الذي بلغ حد الانحطاط الأخلاقي والعنف المادي داخل البرلمان يظل الشعب ضحية تدهور أوضاعه على جميع الأصعدة نتيجة سياسة النظام الفاسد والتي يواصل تكريسها في ميزانية 2021 الخالية من كل الإجراءات الاجتماعية مقابل العديد من الامتيازات لصالح السماسرة و لوبيات التهريب والفساد.
أصبحت الدولة على حافة الإفلاس بمؤسسات مخترقة تتحكم فيها المافيا والإخوان وتأمل وسادة رئيس الحكومة- الإخوان والدواعش والمافيا– فرض سيطرتها على مفاصل الدولة ومحاولة تقسيم الشعب وبث النعرات الجهوية والعروشية(.الكامور-الصراع الدموي بين المرازيق و بني خداش...) لزرع الفوضى "الخلاقة"ثم التستر وراء مبادرات الحوار الوطني(التي لم تأت بجديد) والتظاهر بالدفاع عن الانتقال الديمقراطي المزعوم لتغطية هدفها الأساسي المتمثل في الانفراد بالسلطة وعزل مؤسسة قرطاج التي اكتفت إلى حد الآن بالتهديد والوعيد والتلويح باللحظة الحاسمة التي سيحدد توقيتها لاحقا.
اكتشف الشعب خلال السنوات الماضية حقيقة الأحزاب الحاكمة والمعارضة وحقيقة التناحر ثم التوافق فيما بينها طوال 10 سنوات ففقد الثقة في برلمان المال الفاسد وفي الأحزاب والمنظمات وأصبح يحتج بصفة مستقلة عنها نسبيا (علما وان بعض الأحزاب تحاول اختراق الاحتجاجات والاندساس فيها لاستعمالها في محاربة خصومها) و اتسعت رقعة الاحتجاجات هذه الأيام لتشمل جهات وقطاعات عديدة (الكامور في تطاوين,القصرين حقل الدولاب، قفصة والحوض المنجمي, قابس والمركب الكيميائي، القيروان و جندوبة الإضراب العام وإضراب الأطباء وأعوان الصحة اثر وفاة زميلهم في المصعد المعطب، إضراب أعوان العدلية والقضاة والمعطلين عن العمل، إضراب القيمين وعمال الحضائر المقصيين من الاتفاق الأخير الخ... و تميزت هذه الاحتجاجات بتشكيل تنسيقيات مستقلة عن الأحزاب والمنظمات مما أرعب الرجعية وحتى اتحاد الشغل الذي نعت ذلك بالفوضى والخطر على دولة المؤسسات.
أهم الدروس
-إن خطأ الانتفاضة هو القبول بانتخاب المجلس التأسيسي ولم يكن من الممكن فعل غير ذلك لان تجربة الجماهير لم ترتق بعد إلى النضج السياسي اللازم لتأخذ مصيرها بيدها ولان اليسار الثوري ضعيف ودون تأثير في الانتفاضة ولم يطرح مواصلة النضال من اجل انتخاب جمعية وطنية مؤقتة متكونة من عناصر وطنية غير منتمية للأحزاب الحاكمة أو المعارضة تتعهد بصياغة دستور يجسد السيادة الوطنية على كل الأصعدة ويضمن العيش الكريم للشعب ثم تدعو إلى انتخابات عامة.
- انخرط الجميع يمينا ويسارا في المسار التأسيسي الذي التفّ على الانتفاضة واحتوى غضب الجماهير، ووعدت رموز السلطة وشيوخ الإخوان المحتجين بغد أفضل كما انطلت خدعة الانتقال الديمقراطي على البعض ومعزوفة استكمال مهام "الثورة" على البعض الأخر رغم أنها خطة امبريالية جُرّبت في العديد من البلدان وخدعت بعض الشعوب واستعملت لإنقاذ الأنظمة الفاسدة من خلال تغيير الوجوه فقط.
- بينت السنوات الماضية أن الأحزاب الحاكمة هي مصدر الفساد المستشري في البلاد فكيف لها أن تقاوم الفساد أو أن تساهم في الحوار؟ لذلك فان مبادراتها المتعلقة بالحوار "الوطني" مبادرات مغشوشة هدفها الاستمرار في السلطة بكل الوسائل وقد أكدت ذلك الحوارات السابقة ووثيقة قرطاج الأولى والثانية والتي أدت إلى تغيير الحكومة بوجوه مختلفة والحفاظ على نفس السياسات اللّاوطنية.
- إن الأطراف التي تدعي الحوار متورطة في العديد من القضايا و تلاحقها شُبهات فساد فالنهضة الإخوانية متورطة في الاغتيالات وفي وجود الجهاز السري وفي الإثراء الفاحش وفي تسفير الدواعش إلى ليبيا وسوريا..الخ أما حليفها قلب تونس-حزب المقرونة- فانه متهم بتبييض الأموال والتهرّب الضريبي الخ... فكيف لهؤلاء الذين سبّبوا الخراب و الكوارث للبلاد أن يقدموا الحلول للشعب.
إن الحلول التي ستنبثق عن مثل هذه الحوارات- إن حصلت- هي حلول مغشوشة لا يجب على القوى الوطنية أن تنخرط فيها ومن واجب المحتجين أن ينبذوا الأوهام التي تروجها الرجعية والانتهازية وان لا يصدقوا الوعود الكاذبة.
- يجب الإقرار بان موازين القوى الحالية لا تساعد إلاّ عملاء الاستعمار الجديد على إدارة الأزمة ، غير أن هذا الواقع لا يجب أن يجر القوى الوطنية إلى الانخراط فيما تقدمه الرجعية من حلول لان مثل هذا الطريق مسدود وهدفه ترويض الرفض الشعبي لا غير، لذلك من واجب القوى الثورية إنارة طريق التحرر وطرح البديل الوطني الديمقراطي في حده الأدنى ومساعدة المنتفضين على التنظّم بصفة مستقلة عن الأحزاب والمنظمات الحالية التي أثبتت فشلها طيلة عقود وفي هذا الإطار نعتبر ظاهرة التنسيقيات شكلا ايجابيا من الضروري تطويره وتوحيده على أساس برنامج وطني يساهم في رفع الوعي السياسي للجماهير وعزل الرجعية الحاكمة وسد الباب أمام سياسة المناورة والتسويف.
- لابد من الاقتناع عبر التجربة المباشرة ان الديمقراطية في أشباه المستعمرات وحتى في البلدان الرأسمالية هي "ديمقراطية بتراء،حقيرة،زائفة،هي ديمقراطية الأغنياء وحدهم ، للأقلية " (لينين-المجلد 33 –الدولة والثورة.)

توجهات عامة (مقتطف من برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية)
يمكن الانطلاق من هذه التوجهات العامة بعيدة المدى وتخصيصها حسب المطالب الآنية والملحة للعمال والفلاحين والحرفيين والنسوة الخ وبلورة أرضية مشتركة توحّد القوى الوطنية عامة والقوى الثورية خاصة.

سياسيا
-إقرار الحريات العامة والفردية للجماهير الشعبية وتشجيع كل أشكال التنظّم الجماهيري
-حق انتخاب الموظفين في الإدارات العمومية والقضاة وسن القوانين التي تنظم الحياة العامة والتي تمكن من تتبع كل من أثرى على حساب الشعب وأجرم في حقه وتحدد إمكانيات مراقبة الموظفين وشروط إقالتهم عند الضرورة .
- فصل الدين عن الدولة وضمان حرية المعتقد وإقرار المساواة التامة بين الرجل و المرأة بقطع النظر عن الدين أو العرق أو اللون
-اعتبار القضية الفلسطينية مسألة محورية وتجنيد كل الفئات الشعبية للنضال ضد التطبيع ومن اجل تحرير كل فلسطين ودعم حركات التحرر الوطني في العالم والمساهمة في التصدي لخطر الحروب الامبريالية والسباق نحو التسلح والنضال من أجل السلم العالمي
-إقامة علاقات صداقة مع كل البلدان التي تحترم السيادة الوطنية وتقبل علاقات متكافئة على أساس المصلحة المشتركة.
اقتصاديا
-العمل على بناء صناعة وطنية مستقلة ومتطورة بصفة تدريجية انطلاقا من الإمكانيات الحالية وبالاعتماد على الطاقات الفنية الموجودة وعلى البلدان الصديقة الراغبة في المساعدة.
-القيام بإصلاح زراعي فعلي يضمن الاكتفاء الذاتي وتوزيع الأراضي على مستحقيها وعلى الشباب العاطل وفق "الأرض لمن يفلحها" مع تشريك المهندسين وأهل الاختصاص لتعصير الفلاحة .
-تشجيع الأشكال التعاونية في المدينة والريف ودعم قوى الإنتاج خدمة لعموم الشعب .
-تأميم التجارة الخارجية وإلغاء الاتفاقيات غير العادلة وعدم الاعتراف بالديون
-إقرار نظام جبائي عادل وتصاعدي حسب الدخل مع إعفاء ذوي الدخل الضعيف
-عدم الاعتراف بالديون الخارجية والامتناع عن تسديدها ورفض إملاءات المؤسسات المالية الداعية لتحرير الأسعار و للتفويت في القطاع العمومي و الخوصصة.
على المستوى الاجتماعي
- ضمان حق الشغل القار للجميع والقضاء على البطالة والتشرد.
-توفير الخدمات الصحية المجانية للجماهير الكادحة وتوفير السكن اللائق وضمان النقل العمومي المريح والرياضة الشعبية .
-إقرار المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل الميادين وإلغاء كل التشريعات التي تكرس النظرة الدونية للمرأة.
-ضمان التعليم الإجباري والمجاني لأبناء الشعب إلى حدود 16 سنة والقضاء على الأمية وعلى الانقطاع المدرسي وتشجيع البحث العلمي. إرساء ثقافة وطنية ديمقراطية شعبية و تعميم التعريب في كل مجالات الحياة.
- توفير ظروف العيش الكريم في المدينة والريف وتوفير الحاجيات الأساسية .
-محاربة التلوث وحماية البيئة والمحيط
------
(1) حكومة محمد الغنوشي-الباجي قائد السبسي -حمادي الجبالي- علي العريض-مهدي جمعة- الحبيب الصيد:حكومتان- يوسف الشاهد:حكومتان-الحبيب الجملي:لم ينل الثقة-الياس الفخفاخ- والآن هشام المشيشي .

منير الضاوي 15 ديسمبر 2020



#منير_الضاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس =الحكومة الجديدة-القديمة-ثمرة انتخابات المال الفاسد
- الاحزاب الحاكمة في تونس: لادين ولاملة
- الشعب اولا
- تونس - التناحر الرجعي على السلطة
- ازمة النظام-عقم المعارضة وغياب البديل الثوري-تونس
- الوضع في تونس
- تونس: التناقض امبريالية-شعب ام التناقض فيما بين عملاء الامبر ...
- في محور وحدة الشيوعيين-تونس-
- وحدة الشيوعيين ضرورة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير الضاوي - تونس: في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر2010