أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - هي زلة لسان أم هي قناعة فكرية ثابتة؟















المزيد.....

هي زلة لسان أم هي قناعة فكرية ثابتة؟


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 21:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


والأمر يتعلق بتصريح جديد لأحد نومنكلاتورا الحزب، حزب "النهج الديمقراطي" بالمغرب، والذي يعتبر نفسه نوعا من الاستمرارية الخطية والتنظيمية للمنظمة الثورية "إلى الأمام".
إنه الزعيم والمنظر "عبد الله الحريف" الذي ما فتئ يسطع نجمه بعد اجتثاث المنظمة ورحيل أغلب المنظرين الماركسيين عما تبقى من هياكلها.. بحيث لا يتخلف بين الفينة والأخرى عن نشر "اجتهاداته وإبداعاته" الفكرية والنظرية توضيحا وتعميقا لماركسيته البئيسة.
وخلال إحدى المساهمات والتعليقات المرتبطة بالأوضاع في بلدان أمريكا اللاتينية وآفاق التغيير بداخلها، تفتقت قريحة "الرفيق" فأشفق وقدّم عرضا من الاقتراحات والنصائح لشعوبها وقادتها، عسى أن ينتبهوا لاكتشافاته القيّمة في مجال بناء الأداة الثورية الازمة والمؤهلة لقيادة حركة هذه الشعوب المغلوب على أمرها.!
فلا يخفى على أحد من اليساريين المغاربة، الماركسيين وغير الماركسيين، أن الحزب" حزب "النهج الديمقراطي"، يسارع الزمن من أجل خوض المعركة القانونية لبناء هذه "الأداة" عبر تحويل اسم الحزب من حزب "النهج الديمقراطي" إلى حزب "الطبقة العاملة وعموم الكادحين" وهي قفزة في الهواء وليس إلاّ، يتوهم قادة الحزب من خلالها بأنهم بصدد نقلة نوعية في المسار التنظيمي لهذا الحزب، والحال أن هذا المنتوج التنظيمي أبان عن محدوديته وتواضعه بعلاقة مع المشروع الثوري المنشود، بمعنى أنه آيل للسقوط ومن الخيمة برز مائلا وفاقدا لتوازنه وبوصلته.
وفي هذا السياق انخرط قادة الحزب وكتّفوا من التجمعات التعبوية والإشعاعية في العديد من المدن وببعض القطاعات الموازية للحزب كالشبيبة والطلبة والمرأة.. بكل ما يتطلب ذلك من جهد وإعلام وبروباكندا وعلاقات خارجية..الخ لإنجاح الانطلاقة التنظيمية الجديدة.
وبطبيعة الحال لم تخلو هذه المبادرة الحزبية من تساؤلات عميقة رافقت العملية منذ بداياتها الأولى، وسط عموم اليسار التقدمي المغربي، والحال أن جميع قوى هذا اليسار مهمة بشكل كبير بمشروع التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بما يخدم مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وبما يحسّن من أحوالها ويلبّي من مصالحها، ممّا يلزم هذه القوى نفسها بتوسيع هياكلها وتطوير تحالفاتها ومبادراتها النضالية والجماهيرية.
لكن الحزب، حزب "النهج الديمقراطي"، يختلف عن إخوانه ورفاقه في العائلة اليسارية الكبيرة، بخصوص بعض المواقف الفكرية والسياسية. فهو بطبيعته حزب ثوري، بل وماركسي لينيني والعهدة على الراوي.! حزب ما زال متشبث بأهداف الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.. على النمطين الصيني والفيتنامي بكل مستلزماتها، يعني الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، ولهذه الإستراتيجية وهذا الغرض، لا يمانع في التجديد والتجريب والابتكار، وهو ما يفسر تهافته المحموم بحثا عن حلفاء من خارج العائلة التقدمية اليسارية، بل وضدها، يساعدونه ويتكاتفون معه في مهمته التاريخية والمصيرية، ألا وهي "إسقاط المخزن".. إذ كان له السبق في الانفتاح منذ بداية الألفين على قوى سياسية رجعية وظلامية وفاشية لا تتأخر عن التصفية الجسدية لكل من يخالفها الرأي والعقيدة، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من المناضلين اليساريين داخل الجامعة وخارجها.. قوى أبرزها "جماعة العدل والإحسان" التي لا تستحي أحدًا من عدائها الصريح للاشتراكية كفكر وكمبادئ وكمشروع إستراتيجي يتغيىّ الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.. بمفهومها الشامل.
وبالرجوع لهذا التصريح موضوع هذه المقالة، فما أثارني فيه هو طابعه الغريب الذي يوحي بأنه فتوى يسارية لا ترد، فتوى لحزب "خبير" في "الثورات"، سليل إحدى المنظمات الثورية العريقة، مؤكدا على تصوره ك"حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين"، الذي يجب، حسب هذا الوصفة، أن يكون مستقلا عن البرجوازية.! وهو في نظري تصور تقدمي جدا وديمقراطي جدا، لكنه مثير للضبابية والتشويش، ومناقض للماركسية ولمبادئها الغير قابلة للتنازل، والتي تعتبر البرجوازية بمثابة عدو طبقي للطبقة العاملة ولجميع حلفائها من الفئات والطبقات الشعبية الأخرى.. تصور ضرب عرض الحائط جميع الحقائق التي انبنت عليها النظرية الماركسية وتوجيهات وخلاصات "البيان الشيوعي". لأنه انحراف صريح عن تصور الماركسيين لبناء حزب الطبقة العاملة الذي يجب أن يحظى بالاستقلالية التامة، الفكرية والسياسية والتنظيمية، ليس عن الطبقة البرجوازية التي يكن لها العداء الصريح والمبدئي، بل عن جميع حلفائها من الفئات والطبقات التي تشاطرها طموح التغيير والعداء للبرجوازية.. بمعنى أن يكون الحزب ويبقى مستقلا عن الطبقة البرجوازية الصغرى، في البادية والمدينة، وعن الفئات الشبه بروليتارية، وعن حثالة المجتمع الهامشية والمهمشة..الخ هاته الطبقة البرجوازية الصغيرة، بأغلب فئاتها وشرائحها، إلى جانب جميع هاته الفئات الشعبية الفقيرة، معنية مباشرة بالتغيير والتنظيم والإعداد للثورة الاشتراكية إلى جانب الطبقة العاملة، دون البرجوازية بل ضدها.. هذه الطبقة التي يجب أن تبقى مخلصة لرسالتها التاريخية والتي تؤهلها لوحدها، ودون غيرها، لقيادة هذا الحلف الشعبي الطبقي النقيض للطبقة البرجوازية، خلال معركته التحررية.
وبالتالي فإن هذا التصريح يشكل انحرافا عن المبادئ الماركسية وتحريفا لتصورها الاشتراكي الذي لم يتردد البتة عن غايته في الإطاحة والقضاء على البرجوازية وعلى حلفائها من الملاكين الكبار في المدن والأرياف، والقضاء نهائيا على جميع أشكال الطبقية والتمييز داخل المجتمع، وليصبح بالتالي مجتمعا شغـّيلا منتجا ومتضامنا خاليا من الاستغلال والنهب والاضطهاد.
الخلاصة هي أن هذا التصريح/الفقاعة لم تكن بزلة لسان عفوية أو عشوائية كمثل تلك التي يلقي بها كما اتفق في وسط حلقات النقاش الجامعية، كلاّ.. بل هي قناعة فكرية وسياسية تتأكد يوما عن يوم بطلها هذا التيار وهذه القيادة التي ظلت تجهد النفس للحفاظ على "الجوهر الحي للماركسية"، وهو هراء وليس إلاّ.. تبين بعد سنوات من "كفاحه واجتهاده" أنه متشبث فقط ببعض من قشور الماركسية والبعض من التاكتيكات العارضة من التجربة البلشفية، ضاربا عرض الحائط أهم الثوابت والمبادئ الماركسية واللينينية.
إذ يبدو أن "الرفيق الحريف" وحزبه مازال مسجونا ومراهنا بقوة على مستلزمات تحالفات مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بصيغتها الكلاسيكية، والتي تبيح له الاستعطاف والاستنجاد بـ"الجناح الوطني" من البرجوازية لجرّها وكسبها لصالح المعركة من أجل إسقاط "المخزن" سيرا وتيمّنا بمبدأ "لنمضي على حدة ولنكافح معا" في خطوة تجريبية مقيتة، تريد إيقاف الزمن عن الدوران والتطور عبر ليّ عنق الأوضاع المغربية التي لم تعد تطالب سوى بالثورة الاشتراكية والقضاء على الرأسمالية نهائيا.
هذا التغيير الجذري المنشود الذي يلزم الطبقة العاملة بالتوفر على حزبها المستقل عن جميع الفئات والطبقات التي لها مصلحة في التغيير، حزب متشبع حتى النخاع بالعداء الكلي والتناحري للطبقة البرجوازية ولحلفائها. حزب يراهن على تقوية صفوفه وتمتين تحالفاته عبر جبهة شعبية مناهضة للبرجوازية ولحلفائها، في الداخل والخارج، يكون هدفها ومشروعها هو بناء الاشتراكية كسبيل وحيد لا غنى عنه للتحرر الوطني والاقتصادي من الرأسمالية، ومن أخطبوط عملائها الإمبرياليين والصهاينة وجميع الرجعيين في المنطقة وفي العالم أجمع.

نونبر 2020



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الكادحين وعداؤه لليسراوية
- في ذكرى شهداء آب العظيم
- حزب الطبقة العاملة المستقل
- في ذكرى انتفاضة العشرين
- في ذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي
- في ذكرى الشهيد عبد اللطيف زروال 14 نونبر 2019
- بناء حزب الطبقة العاملة المستقل.. مهمة نضالية بعمق طبقي واضح
- سيظل الفاتح من ماي مجرد محطة نضالية في درب التغيير الثوري ال ...
- بين من يدّعي النضال الحقوقي ومن ينسق العمل مع الجحافل الظلام ...
- كل الدعم للطبقة العاملة في عيدها الأممي
- النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين لن يتوقف أبدا
- واجب التضامن أولا
- في ذكرى انتفاضة العشرين من فبراير
- سعيدة الشهيدة، رمز من رموز النضال التحرري الاجتماعي والنسائي ...
- استشهاد تحت التعذيب
- ثورة أكتوبر العظمى ومهمة البناء الاشتراكي
- في أساليبنا النضالية الناجحة..
- لا وجود للحريات الديمقراطية في ظل استمرار الاعتقال السياسي
- شهر آب يذكرنا بشهدائنا الأبرار
- النضال من أجل الحريات الديمقراطية بالمغرب قضية مبدئية


المزيد.....




- من داخل غزة.. وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لتوقع القيام بتحر ...
- حرب غزة: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد هجوم على جنودها. ...
- في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكا ...
- السعودية - انطلاق تمرين بمشاركة قوات دول مطلة على البحر الأح ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة لأول مرة تعلق إمدادات الأسلحة إلى ...
- بعد جدل واسع.. القضاء الفرنسي يتخذ إجراءات هامة في قضية مقتل ...
- مسؤول في حماس يؤكد انتهاء مباحثات الهدنة واستعداد وفد الحركة ...
- الرئيس الصيني يقوم بجولة أوروبية لإعادة تنشيط العلاقات التجا ...
- خبير مصري: إسرائيل لا تفكر ولن تدخل رفح ونتنياهو يلعب بهذه ا ...
- العسكريون الروس يحتفلون بعيد الفصح


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - هي زلة لسان أم هي قناعة فكرية ثابتة؟