أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال فارحي - السلطة في تونس ساقطة دون شك وعلى الشعب التسريع في نهايتها














المزيد.....

السلطة في تونس ساقطة دون شك وعلى الشعب التسريع في نهايتها


كمال فارحي

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة تتعمق ورقعة الاحتجاجات تتسع لتشمل جهات عديدة من البلاد، فبعد الكامور القصرين، قفصة، قابس، الكاف، القيروان جندوبة، توزر، الحوض المنجمي، سيدي بوزيد… وقطاعات وفئات مختلفة من المعطلين عن العمل، الدكاترة، القضاة، الأطباء، أعوان العدلية، الصحافة، الفلاحين، القيمين، الفنانين أصحاب الهمن الليلية، خريجي التنشيط الشبابي والرياضي، الحضائر المقصيين من الاتفاق الأخير، المفروزين أمنيا، المعنيين باتفاقيات سابقة مع الدولة…

جهات وقطاعات وفئات مختلفة كلها تحتج في الآونة الأخيرة من أجل مطلب وحيد تقريبا هو العيش الكريم. إنّ الدافع الوحيد لأغلبية الشعب المضطهد والمفقّر للخروج للشوارع والساحات للمطالبة بالعيش الكريم تحت عناوين مختلفة هو فشل السياسات المتعاقبة في تحقيق الحد الأدنى المطلوب من طموحات الشعب وشعاراته التي رفعها إبان الثورة المجيدة والتي مازال إلى اليوم يردّدها..

فكلّ حكومات ما بعد الثورة نحجت بامتياز في الضرب بعرض الحائط بآمال الشعب وطموحاته المشروعة والمتمثلة أساسا في الشغل والحرية والكرامة الوطنية.



إنّ الخيار الأرعن والأعرج للسلطة ساهم بشكل مباشر في تأجيج الوضع وتحفيز الشعب أكثر من أيّ وقت مضى نحو استكمال المسار الثوري وتحقيق الشعار الأبرز للثورة.. خيارات سياسية عقيمة، معادية للشعب بل معادية للوطن، أهدافها الأساسية:

ـ مزيد تفقير الشعب وتجويعه، لأن في تفقيره وتجويعه يسهل حكمه والتحكم فيه ويضمن لهم التستمرار في السلطة أكثر.
ـ توفير أكبر عدد ممكن من جيوش المعطلين عن العمل، لأنّه من خلال توفير احتياطي اليد العاملة يتمكن أصحاب رأس المال من التحكم في كلفة الإنتاج ومزيد ابتزاز العمال واستغلالهم وهضم حقوقهم أكثر.
ـ العمل على إفلاس وتخريب المؤسسات الحكومية بطريقة ممنهجة تمهيدا للتفويت فيها، لأنّ إفلاسها والتفويت فيها يخدم مباشرة المافيا من رأس المال واستفادتهم تكون مباشرة ( على سبيل الذكر لا الحصر، قطاع الصحة، التعليم، النقل، النبوك… هذا فضلا عن القطاعات الاستراتيجية الأخرى مثل الاتصالات والمؤسسات الاقتصادية الحكومية المنتشرة هنا وهناك…).
ـ العمل على تعفين المشهد السياسي من أجل عزوف الشعب عن متابعة الشأن العام. وهذا يفتح لهم المجال أكثر للعبث بالبلاد ومصالح العباد.
ـ رهن البلاد للدوائر المالية الأجنية والانبطاح أكثر للعمالة، وهو ما من شأنه أن يخلق لهم حزاما خارجيا داعما لهم.



إنّ كل هذه الممارسات العبثية وغيرها التي تمارسها السلطة، واتساع رقعة الاحتجاجات يوميا تبشّر بانفجار شعبي عظيم سيعصف بمنظومة الحكم المرتعشة، وكل المؤشرات تبشّر أيضا بأنّ شتاء صيفيا شديد الحرارة سيحلّ قريبا لتكتوي بناره حكومة العمالة والفشل، خاصة بعد توجّه أغلب الحركات الاحتجاجية نحو تعطيل الثروات الوطنية وبسط يد الشعب عيلها، من الكامور إلى دولاب القصرين إلى سرڨاز ماجل بلعباس، إلى ماء سبيطة، إلى رخام تالة، إلى فسفاط قفصة، إلى غاز قابس. إنّ هذا التوجه الذي اختاره أبناء الشعب بعد أن فقدوا الأمل في الحكام هو التوجه الأنسب والأسلم لهم، وهو ما جعل السلطة اليوم ترتعش وترتجل وتبادر باجتماعات وزارية خاصة ببعض الجهات التي تمثل خطرا بالنسبة إليها (مجالس لن تأتي بالجديد هدفها امتصاص الغضب لا غير).

إنّ التمشي المعتمد والسياسة المتبعة للحكومة هي أبعد ما يكون عن طموحات الشعب ومشاكله الأساسية، فالشعب في واد والحكومة في خندق، وشتان ما بين الواد والخندق. حكومة زادت من مأساة الشعب ولم يسلم منها سوى أتباعها النافذين الذين يؤمّنون بقاءها في السلطة. البلاد على صفيح ساخن، الكل يحتجّ والكل غاضب، منهم من صرّح بغضبه ومنهم من ينتظر اللحظة الحاسمة.. وهو ما جعل الحكومة ترتعش، بل ترتعد من اتساع موجة الاحتجاجات ونوعيتها.. إنّ كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تؤكد أنّ السلطة ساقطة لا محالة، ساقطة عاجلا أم آجلا، لكن متى ستسقط؟ فالوضع لم يعد يحتمل وجودها وكل يوم يمرّ إلاّ وتزداد معاناة الشعب، كل يوم يمرّ إلاّ والسلطة تمضي أشواطا في رهن البلاد و تفقير الشعب، كل يوم يمرّ إلاّ وجرائم عدة تُرتكب في حق البلاد، ومن دور الشعب اليوم هو التسريع في نهاية منظومة الحكم وذلك عبر الاحتجاجات في كل مكان وكل قطاع ومختلف فئات المجتمع. فالشوارع والغضب وإسقاط منظومة الحكم هو السبيل الوحيد للخلاص من حكم الفساد
فلنسرّع في ترحيلهم،وإلى الثورة، ولتكن السلطة للشعب…



#كمال_فارحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة في تونس ساقطة دون شك وعلى الشعب التسريع في نهايتها


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال فارحي - السلطة في تونس ساقطة دون شك وعلى الشعب التسريع في نهايتها