قصة قصيرة: شجرة متمردة طيبة

ناجح فليح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 22:29
المحور: الادب والفن
    

قصة قصيرة
زرع صاحب بستان أشجار فاكهة في بستانه وأخذ يرعاها , تبين له أن شجرة واحدة منها كبرت بسرعة وتفتحت أزهارها فأصبحت وروداً قبل غيرها من الأشجار ,كانت وروداً فواحة شذية ذات عطر أخاذ, وجد البستاني أن هذه ورود هذه الشجرة لا تشابه ورود أشجار الفاكهة التي زرعها وكان يعتقد أنها واحدة منها ,قرر أن يقطع ورودها لأنه أعتقد أن هذه الشجرة سوف لا تثمر فاكهة , بدأ يقطع الورود فهاجمه كثير من النحل كان لها عش في شجرة قريبة وأن النحل كان يتغذى من رحيق ورود هذه الشجرة فلدغه لدغات كثيرة في وجهه وفي أماكن أخرى من جسمه , تورم وجهه وبعض أنحاء جسمه ,قرر البستاني ترك هذه الشجرة ولم يقرب منها, فقامت الفراشات الفرحة الجميلة التي كانت تتنقل بين والورود والأزهار المتفتحة بتلقيح ورود الشجرة فظهرت ثمرات صغيرة , لاحظ البستاني ذلك فتقرب من الشجرة ومد يده لقطع ثمرة من الثمار التي لم تنضج بعد, فتداعت عليه أغصان الشجرة التي كانت مليئة بالأشواك ووخزته بأشواكها وخزات عديدة في يده فأوجعته وسال من يده الدم قبل أن يتمكن من قطع الثمرة الصغيرة , قرر أن يترك الشجرة ولم يقرب منها مرة أخرى, و بعد انقضاء شهرين أو أكثر وجد البستاني أن الشجرة تحمل ثمرات جميلة بعد أن نضجت ,قطع تمرة واحدة منها وأكلها فوجد أن الثمرة ذات مذاق طيب لم يتذوق مثله من قبل وأن طيبته تفوق مذاق ثمار الأشجار الأخرى التي زرعها معها وكان يحسب في البداية أن الشجرة واحدة منها فقرر أن يكاثرها , ذهب البستاني الى أكثر من مشتل لبيع الاشجار لعله يجد أشجاراً مثل هذه الشجرة يزرعها لكنه لم يجد مثل هذه الشجرة , فأيقن أن هذه الشجرة نوع جديد من الشجر لم يعرفه من قبل , وأنها شجرة جميلة متفردة ليس لها مثيل, ثمرها ذا مذاق طيب ومختلف عن مذاق ثمار الأشجار الأخرى التي زرعها في حياته على الرغم من عدم اعتناؤه بها وتركها على حالها بها بعد زراعتها وأنه لم يتمكن من أن يكاثرها مهما فعل.

#ناجح_فليح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل