أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - ماذا يعترض طريق المصالحة ؟














المزيد.....

ماذا يعترض طريق المصالحة ؟


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 12:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي هي واحدة من اكثر المواضيع المطروحة على الساحة العراقية اثارة واهمية وترجع اهمية الامر الى الصراع الخطير القائم الذي يوقع كل يوم عشرات الضحايا بين ابناء الطوائف المختلفة ، والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة في العراق على اسس رصينة وعلمية تبدا باقرار وجود الحالة بعيدا عن مزايدات (الالفة التاريخية) لكي نتوصل الى وحدة حقيقية قابلة للاستمرار وتسمح ايضا لحكومة الوحدة الوطنية التي يمثلها المالكي بالاستمرار وتحقيق انجازات على صعيد وحدة البلادواستقرارها وامنها وتقدمها ورفع مستوى معيشة مواطنيها .
ردود الافعال على المبادرة تطرح اكثر من رؤية، فهي من جهة ردود افعال لارسمية وحزبية داعمة ومؤيدة في الغالب، لكن بمرور الوقت اظهر ان هذا التأييد الشامل في البداية لم يكن حقيقيا تماما، بل كان اشبه بالانحناء امام العاصفة بالنسبة للبعض حيث ظهرت بعد ذلك ردود افعال سلبية بدرجات متباينة الشدة كان اشدها موقف هيئة علماء المسلمين التي رفضت المبادرة ووضعت العراقيل بوجهها وكان موقف التيار الصدري متحفظا ايضا، وواضح ان الطرفين يمثلان الاجنحة المتشددة في طرفي الصراع السني والشيعي وهو صراع اتخذ اشكالا متعددة وتناوبت في المشاركة فيه وتوزيع الادوار الاجنحة المختلفة للطرفين والتي تكمل بعضها البعض، هذه الاشكال التي تعبر عن جوهر واحد للقضية والتي تفجرت بعد سقوط النظام السابق وهو اعادة صياغة التوازنات في الدولة الجديدة وتوزيع المواقع وتصحيح الوضع السابق الذي كان مكرسا لمصالح الطرف السني بشكل اساس، والمشكلة ان هذه الاعادة تجري في ظل ازمة ثقة وفي ظل صراع اوسع ضد الارهاب العالمي ،والتدخلات الاقليمية الفضة في شؤون العراق الداخلية ومحاولة توجيهها لخدمة مصالح الدول وصراعاتها الدولية.
وواضح ان المبادرة قد حثت دول الجوار العراقي على الاسراع في عقد مؤتمر لها في طهران لمناقشة الوضع فهم قلقون من نجاحها، وكان ذلك واضحا في موقف الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي دعا الى انسحاب القوات الدولية من العراق وهي الدعوة التي رفضها العراق على لسان وزير خارجيته داخل المؤتمر معتبرا ان وجود هذه القوات لا يزال ضروريا لضمان الاستقرار لحين تولي القوات العراقية زمام الامور.. اذا فالمبادرة تواجه منعطف الموقف من هذه القوات التي طالبت اطراف مثل هيئة علماء المسلمين بجدولة رحيلها كجزء مكن المبادرة مما يشكل موقفا غير محسوب من وجهة مصلحة الامن في البلد ، وهو موقف يمكن ان يستغل لصالح تغيير التوازنات لاحقا في ظل عدم اكتمال جاهزية القوات العراقية وسيطرة الدولة على الامن والاستقرار في البلاد، وهنا تتشابك المصالح الاقليمية غير الراغبة في وجود القوات الدولية الى جوارها خصوصا بالنسبة الى سوريا وايران، وقلقها من استقرار الاوضاع في العراق وانتاج تجربة ديمقراطية تعددية جديدة تكون نموذجا للدول التعددية مثل الدولتين آنفتي الذكر، تتشابك مع مصالح قوى داخلية تشعر ان وجود هذه القوات قد يؤثر في معادلة المصالحة لصالح فئات متضررة سابقا من العراقيين.
الرؤية الاخرى تتمثل في وصول الشارع العراقي الى حدالقرف من الاوضاع السائدة ومن الصراعات الدامية التي تجري والاوضاع المعيشية وتردي الخدمات والغلاء والبنزين وغيرها من المشاكل التي لها اول وليس لها آخر، والذي يرحب بشكل مطلق بالمصالحة ويطلبها بالحاح ليتخلص من هذا الوضعمرة والى الابد، وان الاطراف المطالبة بتحقيق المصالحة لا تستطيع اهمال هذا العامل من حساباتها ولم يعد في مقدورها الاستمرار في نهجها السابق، وهي تدرك ايضا ان تحقيق المصالحة يعني انها مطالبة بتحسين الاوضاع وتحقيق نجاحات في محاربة الفساد والرشوة وهو امر يعني الكثير من المشاكل الداخلية والفضائح التي قد تضر بسمعتها ومصالحها ربما.
اذا فالصورة اصبحت واضحة وبات واضحا ما يعترض طريق المصالحة، لكن الاوضح من ذلك كله ان لا بديل عن المصالحة والسير على طريقها والا فان الخيار الاخر هو نفق الحرب الاهلية المظلم.



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - ماذا يعترض طريق المصالحة ؟