رسلان حداد والانتقاد المدفوع الثمن والغير مدروس

اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية
([email protected])

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 10:55
المحور: الادب والفن
    

أثار الاعلامي رسلان حداد جدلا واسعا وتعرض لموجة حادة من الانتقادات والتعليقات السلبية بسبب انتقاده لأعمال رمضان هذه السنة . في حين أن عملية النقد يجب أن تقوم بدور فعّال في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمساهمة في إبراز القضايا الراهنة . وتوضيح طرق العلاج من خلال المواقف الاجتماعية، وبالتالي تقديم دراما تركّز على التنمية والتطوير بدلاً من الدخول في قوقعة التسلية والترفيه المُبالغ فيها . وهنالك من يتناسى أن الهدف الأساسي للدراما الرمضانية هو علاج الظواهر الاجتماعية والتي تعمل على توظيف الكوميديا الساخرة والطرح الجريء لعلاج السلوك الخاطئ والممارسات السلبية السائدة في المجتمع . لذلك من ذهب وقال عن انتقاد الاعلامي رسلان حداد أنه مدفوع الثمن وغير مدروس أعتقد أنه يعاني من قلة
خبرة , لأنه يجهل أن الدراسة الاكاديمية كم هي مهمة للاعلامي لأنّها تساعده على تطوير موهبته . وياريت قبل كل شيء تتعلمون من الاعلاميين طريقة النقد بموضوعية أيها ( النقاد/ والجمهور ) لأن الاعلامي ليس له أي مصلحة من نقد فنان أو أي عمل طالما هو من خارج الوسط الفني , ولكنه يبدي رأيه كما يبدي الجمهور رأيه بالدراما العراقية والذي دائما يذهب ويقول أن الدراما في ضياع وانحدار وتحت المستوى . وقبل أن تفكروا بإنتقاد رسلان إنتقدوا الجمهور الذي يقول ( الدراما تجلس بالزاوية وتبجي وتلطم من وراكم ) .
بصورة عامة جميع الأعمال كانت جيدة , حتى مسلسل أحلام السنين الخاص بالدراما العشائرية رغم بعض الانتقادات للمسلسل بسبب أحد شيوخ العشائر في الخمسينات في منطقة الأهوار، وهو يتوجه بكلام جارح لامرأة ، والذي أثار حفيظة بعض المتابعين لكنه حقق مشاهدة واسعة . ومسلسل "كما مات الوطن " كان رائع وجميل والمستوى متفاوت بين حلقة واخرى , بإستنثناء حلقتين " حلقة تسليك بلايييع "وحلقة كان متزوج فيها من شيماء رعد تكرر مشهد ال (wc) . والمشاهد العراقي في رمضان على مائدة الافطار ليس من المعقول يشاهد الفنان اياد راضي في المرحاض ينظف البلاييع ويفتح المجاري . هذا المشهد نفسه تكرر ثاني يوم بحيث رأينا الفنان يستيقظ صباحا وهو عريس ويتشاجر مع عروسته الفنانة شيماء رعد على المرحاض ويقول : (طلعي اريد ادخل ) هذا المشهد بصراحة يخدش الذوق العام ونتمنى أن لايتكرر في الاعمال القادمة , لأن مسلسل كما مات الوطن قدم صورة رائعة لشهداء انتفاضة تشرين حتى ضجت وسائل التواصل بحلقة الطابق 15, لأنها كانت حلقة معبرة وحزينة ومميزة على المستوى الوطني والانساني جسدت الواقع المرير .
مسلسل كما مات الوطن عمل رائع ويليق بمن جادوا بالنفس من أجل الوطن وحضى بمتابعة واسعة . وفي الحقيقة لم تعد الدراما مجرد وسيلة ترف وتسلية كما كانت عليه في السابق، بل أصبحت سلاحا قويا له تأثيره الكبير في الشارع في ظل المتغيرات والتوترات السياسية وهذا ماشاهدناه في مسلسل بنج عام تحول من الكوميديا للتراجيديا , ومسلسل غايب في بلاد العجايب جسد الواقع وجعلنا نتسائل كم شخص مثل حال غايب ( كاعد ابيت ايجار ويجي ابو الايجار يدك بابه ويطالبه بفلوس الايجار ) . في الحقيقة كان عمل رائع وممتاز والاداء جميل جدا وكوميديا هادفة بعيدة كل البعد عن الكوميديا الهابطة ويحمل في أبعاده رسالة نفسية واجتماعية وأخلاقية , لان الهدف منه هو الاضحاك الرصين ودمج الكوميديا الحقة كوميديا الموقف مع كوميديا الفكرة الناقدة .
أما مسلسل واحد زائد واحد كان متدني بالاداء والسيناريو وبعيد عن المستوى المطلوب والحوار فيه ممل ومتصنع ( لاسيناريو ولاحوار ولاحبكة درامية تشد المشاهد ) نتمنى لقاسم الملاك أن يكون موفق في السنة القادمة .
وفي النهاية لانستطيع القول أعمال هذه السنة حملت كل مواصفات الجودة , لكنها كانت أعمال جيدة ومؤثرة على حد ما لأنها ربطت الأحداث بشخصيات وتمكنت من تقديم ما هو جاذب وواقعي ، ولكن أن تذهب بيجات وتروج أفضل نجمة لهذا العام الفنانة شيماء رعد أقول لهم : قناة الشرقية قدمت صبا مبارك ونسمة . وقناة العراقية قدمت شذى سالم . وقناة ام بي سي العراق قدمت سمر محمد وزهور علاء . وقناة السومرية قدمت ايناس طالب في برنامج بلا احراج .
في ضوء كل ماتقدم في كل عام تزخر شاشات التلفزة بالمسلسلات الرمضانية ، هنالك منها المتنوعة بمواضيعها ما بين الهموم الاجتماعية اليومية، والقضايا السياسية، إلا أنها قوبلت بحجم من الانتقادات الفنية والموضوعية لهذا الموسم، منذ حلقاتها الأولى وليس فقط رسلان حداد وحده من أنتقد كي تهاجموه , بل هذه السنة كان الجمهور جدا قاسي بنقده وكان هو القاضي والحاكم وحتى أقسى من النقاد .
اوفي الختام أوجه كلامي إلى كل من انتقد الاعلامي رسلان حداد وأقول له راجع نفسك فلربما تكون أنت قليل خبرة لانك لاتفقه الدراسات الاكاديمية التي يتمتع بها الاعلامي ولا الموضوعية والمهنية . والاعلامي من حقه أن يعطي رأيه بالدراما العراقية كما يفعل الجمهور ولاتستخدموا اسلوب التسقيط للاعلامي وتنتقدوه لمجرد أنه انتقد عمل , بل تقبلوا النقد برحابة صدر وراجعوا أخطائكم . والبادي هو أظلم وليس رسلان هو من تعمد هذه السنة على تسقيط الاعمال بل أنتم من ذهبتم ألى تسقيطه عبر الانتقاد الحاد . وقبل أن تطلقوا الاحكام على غيركم وتقولوا نقد الاعلامي رسلان حداد مدفوع الثمن وغير مدروس حاسبوا الجمهور الذي أطلق عبارته الشهيرة هذا الموسم ( الدراما تجلس بالزاوية وتبجي وتلطم من وراكم ) .

#اسراء_العبيدي (هاشتاغ)       [email protected]#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات