أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - ماالذي يمكن توقعه من سياسة جو بايدن الخارجية















المزيد.....

ماالذي يمكن توقعه من سياسة جو بايدن الخارجية


حازم كويي

الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُسمي الامريكيون سياسة ترامب،الذي خسر الانتخابات بالبطة العرجاء،ورغم أنه لازال في السلطة لحد الآن،يحاول فيهاانتهاز الفرصة للوفاء باحد وعوده في حملته الانتخابية،فقد أمرَ غالبية القوات الاميركية بالانسحاب من أفغانستان وسحب500 جندي من العراق،وفي وقت سابق أقال وزير دفاعه من منصبه،الذي كان ضد القرار، ومن جانب آخر حذر رئيس حلف الناتو ينس ستولتنبرغ من (خلافة إرهابية)يمكن أن تظهر في أفغانستان،وقد وصف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والمعروف بحرصه الموالي لترامب،واصفاً القرار بالخطأ.
جو بايدن أعلن في حملته الانتخابية أنه سيقلل من وجود القوات في أفغانستان والعراق على المدى الطويل ،وهو يؤيد كما يشير الخبراء في هذا المجال بأتباع خطة البنتاغون الاصلية والعودة الى السياسة الخارجية الاميركية التقليدية ،وكان هو أحد المؤيدين الرئيسيين لحرب العراق وله علاقات جيدة مع اوساط صناعة السلاح،وفريقه الذي قدمه مؤخراً للبنتاغون يتكون من خبراء،عمل العديد منهم في عهد أوباما.
فهل سيعود بايدن الى النمط القديم للسياسة الخارجية بما فيها التدخل العسكري؟وهل أن الجمهوري اليميني ترامب هوحقاً معارض للحرب،أم ان سياسته مجرد تعبير عن علاقات قوة عالمية جديدة؟
الخبراء يرون أنه لفهم السياسة الاميركية ،من المفيد ألقاء نظرة الى الماضي،فعلى مدى عقود كانت السياسة الخارجية الاميركية تتميز بالاجماع المستقر بين الاحزاب،وبعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية أتفق الطرفان على أنه يتعين على الولايات المتحدة ان تتبع بقوة سياسة عالمية من أجل هزيمة الشيوعية .
في ثلاثينيات القرن الماضي شن(الانعزاليون)في الحزب الجمهوري حملة ضد دخول الولايات المتحدة الحرب تحت شعار(أمريكا أولا)ومن هؤلاء الكثير، الذي تعاطف مع الفاشية .
ولكن بعد الحرب تم تهميش الانعزاليين في الحزب الجمهوري،ومنذ ذلك الحين كان الجمهوريون أقوياء بشكل خاص في محاربة الاتحاد السوفييتي وبعلامتها التجارية المعروفة ،المتمثلة ب نيكسون وريغان،حيث كانت الولايات المتحدة تستفيد من النظام الليبرالي حتى بعد نهاية الحرب الباردة وأسست مؤسسات لهذا الغرض بشبكة من السياسيين الاجانب المحترفين الذين ينتقلون بين الحكومة ومراكز الفكر وشركات الاسلحة وهم يشتركون بشكل اساسي في رؤية عالمية مشتركة،يتوجب ان تكون الولايات المتحدة سياسياًوعسكرياً رائدة العالم من أجل الدفاع عن(النظام الليبرالي العالمي)وتوسيعه .
وفيما أذا أنسحبت الولايات المتحدة من هذا الدورعلى سبيل المثال كما يرى الخبراء،أضعاف الناتو أو التشكيك بنظام التجارة العالمي وحمايته،فسيكون خطر عدم الاستقرار وصعود أنظمة أستبدادية ،تكون فيها مهمة الولايات المتحدة هي محاربة معارضي هذا النظام الليبرالي وابقاءهم صغاراً والذي يصفهُم (بالدول المارقة )وكذلك القوى التحريفية مثل (روسيا)،التي لاتنسجم مع النظام الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة لتحافظ على مجال نفوذها الخاص بها.
ويُسمي خبراء السياسة هذه( بالاستراتيجية الرئيسية للهيمنة الليبرالية )كونها تمثل المصلحة القومية للولايات المتحدة في إقامة نظام ليبرالي قائم على الافكار الامريكية في جميع أنحاء العالم قدر الامكان ،ومنذ بداية التسعينات شمل النظام الاقتصادي إنشاء منظمة التجارة العالمية على سبيل المثال وتعزيز الديمقراطية والتدخلات (الانسانية) وتوسيع حلف الناتو ونظام العقوبات ضد الدول المارقة مثل العراق، وأندماج الصين في الرأسمالية المعولمة،كونها الدولة الاقوى أقتصادياً وعسكرياً،ستكون فيها الولايات المتحدة تلقائياً في القمة في هذا النظام المفتوح،وهكذا كان الاعتقاد والاجماع بين الاحزاب ،ولكن منذ فشل مايسمى الحرب ضد الارهاب وصعود الصين،مما أدى الى التساؤل المتزايد مرة أخرى وكما في الثلاثينات بالاتجاه الانعزالي القومي بين الجمهوريين،برز فيها (باتريك بوكانان)عام 1992والذي حاول أن يصبح مرشحاً جمهورياً للرئاسة،وممثلاً للقوميين المحافظين المعادي للمهاجرين،والذي وقف أيضاً ضد التجارة الحرة كي تلعب الولايات المتحدة دور (الشرطي العالمي)،ولم يستطع هذا الاتجاه ان يسود،وبدلاً من ذلك وبعد الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر 2001،تمكن جورج دبليو بوش مرة اخرى من الجمع بين القومية المحافظة والطموحات الامبريالية العالمية.
وبعد أن أصبحت العولمة تهدد أكثر فاكثر العديد من الناس في الولايات المتحدة تمكن الاتجاه (الانعزالي) مع ترامب من الانتصار مرة اخرى،خالف فيها الاجماع السابق حول السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية الاخيرة،وفي خطاب مفتوح وقف أكثر من 70 من صناع السياسة الخارجية الجمهوريين السابقين خلف جو بايدن .
لم يظهر ترامب قط كونه عدواً للحرب،بقدر ما أزعجته حروب الشرق الاوسط،كونهم خسروا، وأنهم (لم يأخذوا النفط)من وجهة نظره ،ومن الناحية العملية فقد حكم غالباً كمحافظ جديد عدواني،على سبيل المثال من خلال الضغط على فنزويلا وروسيا وتأجيج الصراعات،كما فكر قبل أيام في شن ضربات جوية ضد أيران،ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز،وخلال حكمه زادت الميزانية العسكرية بشكل كبير .
مع صعود الصين،وقعت أستراتيجية الولايات المتحدة في أزمة ،وشكك ترامب في إجماع السياسة الخارجية الاميركية،خاصة على المستوى الايدولوجي،وصادفت في كثير من النواحي أبواباً مفتوحة كانت (استراتيجية الهيمنة الليبرالية ) قد دخلت بالفعل في أزمة أمامه بسبب الحروب الضائعة،ولكن ايضاً بسبب الانحدار النسبي للولايات المتحدة وصعود الصين،وسيتعين عليها على المدى الطويل الانسحاب من الشرق الاوسط ،والتركيز على الصين والسيطرة على العولمة وتنظيمها بشكل اكثر وعياً من أجل الحفاظ على تفوقها الصناعي والتكنولوجي،وكان هذا هو أعتقاد الرئيس الديمقراطي أوباما،لكن ترامب عبر عن ذلك بقوة وشدة واصبح هناك اجماع بين الحزبين في موقف مناهض للصين .
ويصوغ جو بايدن أستراتيجيته في سياسة خارجية تقليدية،فهو يريد الاعتماد على التحالفات والتعددية،حيث تعني السياسة التقليدية أيضاً الهيمنة العسكرية ،والتدخل في حالة الشك، بينما يتأرجح الجمهوريون بين الصقور التقليديين وقومية ترامب الانعزالية ومنذ توليه السلطة تشدد رفض اليمين للسياسة الخارجية الامريكية السابقة .
مثلَ كلا الحزبين لفترة طويلة إجماعاً مشتركاً بشان السياسة الخارجية ،وقد تأسس عام 2019 معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول وربما أول مركز أبحاث للسياسة الخارجية،الذي يرفض بشكل اساسي السياسة الخارجية التقليدية والتوسعية للولايات المتحدة ويدعو الى (ضبط النفس) والممولة من قبل الجناح اليميني وأيضاً من مانحين ليبراليين وتوظف مفكرين يساريين،اضافة لمفكرين محافظين.
كتب بايدن في نص برمجي قبل الانتخابات (يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات صارمة ضد الصين ) ويريد التركيز أكثر على التحالفات مع الديمقراطيات الاخرى،والاحتمال هو أن يحاول الرئيس بايدن جلب الاتحاد الاوربي الى جبهة مشتركة ضد الصين،والتي ألمحت فيها ألمانيا على لسان وزيرة الدفاع (كارنباور)بأيجاد(اجندة مشتركة ) مع الولايات المتحدة في التعامل مع الصين حين تتوافق مع مصالحنا. فالصين الى جانب الولايات المتحدة تعد أهم شريك اقتصادي لالمانيا.
قد تسعى الوصفة التقليدية للسياسة الخارجية الاميركية الى تحالف غربي مغلق من شأنه أن يفرض مفهوم النظام في جميع أنحاء العالم تحت القيادة الاميركية،لكن تلك الاوقات كما يرى الكثير من المراقبون قد ولت الى الابد،كون نظام القطب الواحد في التسعينات،أصبح الآن متعدد الاقطاب،يتعين فيها على أوربا أن تتصالح مع الصين،القوة العالمية الصاعدة.

حازم كويي



#حازم_كويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية الوصول الى الاشتراكية؟/إنغار سولتي
- الأزمة الايدولوجية للرأسمالية
- من أجل أشتراكية القرن الحادي والعشرين
- الفاشية :المفهوم والتطور
- اليسار والفاشية
- المانيا: من يتحمل التكاليف طويلة الاجل للازمة الاقتصادية بسب ...
- فيروسات وادي السيليكون
- كورونا وأزمة الليبرالية الجديدة
- موت الليبرالية الجديدة
- بيرني ساندرس - الاشتركية الديمقراطية ،الطريق الذي أدعوا له
- سيناريوهات مستقبلنا بين الكارثة والامل
- هل الاشتراكية ممكنة
- مائة عام على اغتيال المناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورغ كيف تنظ ...
- البحث عن المستقبل المفقود
- الحرب الاقتصادية: الاقتصاد السياسي للعنف
- فلورا تريستان المناضلة التي دعت الى الاشتراكية الانسانية.
- تصاعد الديون العالمية ،والدول الفقيرة تجابه المزيد من المشاك ...
- هل ستحدث أزمة مالية عالمية عام 2019!
- التيارات في حزب اليسار الالماني .. الوحدة والاختلاف
- طريق الشعب تشارك في مهرجان صحيفة المانيا الجديدة


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - ماالذي يمكن توقعه من سياسة جو بايدن الخارجية