أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان المطلقة للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت















المزيد.....

رواية تحت عنوان المطلقة للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


أعتقد بأن أهم فكرة تمحورت حولها مضامين الرواية تحت عنوان المطلقة للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت هي فكرة الحفاظ على المجتمع التقليدي بفلسطين من قبل الصهيونية من أجل منعه من التحرر منها .
ومن هنا جاءت مجموعة من الأحداث تحمل ظواهر اجتماعية سائدة بفلسطين , بحيث شملت مواقف ترعاها الصهيونية من أجل القدرة على تغلغلها داخل بنى تقليدية في فلسطين ,ومن اجل منع تسريع التأثير على الوعي الجمعي الفلسطيني ,وبالتالي منع دفعه نقد ,ومعارضة السياسات التي تمارسها الصهيونية بواسطة مختلف أجهزتها داخل فلسطين .
من هذا المنطلق جاءت هذه الرواية من أجل أن تنبهنا إلى مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تكبل المجتمع الفلسطيني , وتؤطر السيرورة التاريخية له اجتماعيا ,ثقافيا ,وسياسيا .
وكما هو متعارف عليه فبما أن هذه الظواهر تحتضنها المؤسسات ,وترعاها لذلك جاءت مؤسسة الأسرة موضوع سؤال من حيث التركيز على شروط الزواج ,وذكر بعض أسباب الخلافات بين الزوجين مما يؤدي إلى الطلاق .
وفي هذا الإطار تطرح الرواية مسار العلاقة الزوجية المبنية على التناقض بين مواقف الزوجين ,ونتائج ذلك ,وعليه أعتقد أن السارد يود أن ينبهنا إلى أسباب فشل بعض العلاقات الزوجية , من أجل أن نسائلها لتجنب الطلاق .
إنه بسبب ذلك ينبغي تأسيس علاقات مبنية على التفاهم , لتجنب الطلاق ,ونتائجه .
لهذا أرى ضرورة طرح قضية أخرى تندرج ضمن نفس السياق ,حيث هيمنة المجتمع الذكوري ,والتعامل مع المرأة على أساس أنها كيان غير منتج , كيان تابع للرجل ,ولتقديم بديل لهذا الطرح أرى ضرورة تأسيس علاقات رفاقية ,والتفاهم حول أغلب المواقف ذات الصلة بالعلاقات الزوجية ,كل ذلك يشكل مدخلا لتحديد شروط نجاح العلاقات الزوجية ,وتحديد مسارات هذه العلاقات قبل الاقدام على التعاقد ,إذ ينبغي التريث قبل الإقدام على فتح علاقة زواج يجهل الطرفان مصيرها .
ضمن نفس السياق يطرح السارد ظاهرة التكفير الجديدة القديمة في المجتمع الفلسطيني من أجل أن يلفت انتباهنا إلى ضرورة اكتساب وعي نقدي تجاهها , كل ذلك من أجل منع الشباب الفلسطيني من الانخراط في صفوف التكفيريين , وبالتالي من أجل منع خلق تناقض ثانوي في المجتمع الفلسطيني يمنعه من طرح التناقض الرئيسي داخله , ويتعلق الامر بالتناقض الذي يجمعه بالمحتل ,ومن هنا أعتقد أن السارد يود أن يدفع كل المؤسسات الفلسطينية من خلال مؤسسة الاسرة إلى الانخراط في الحوار الوطني حول هذه الظاهرة من اجل تحديد موقفها منها ,وللوقوف عند أسبابها ,وبالتالي العمل على وضع حد لها .
على اعتبار أن ممارسة العنف مرفوض , كما ان التعصب ينبغي نبذه ,ذلك أن هاتين الظاهرتين تتناقضان مع ما جاء في الدين الاسلامي , أيضا تتناقضان مع ما جاء في بنود بعض المواثيق الدولية ,ومن هذا المنطلق فما على المؤسسات الفلسطينية إلا الانخراط في نقاشات حول ظاهرة التكفير , من أجل الوقوف عند أسبابها ,ووضع حد لانتشارها بسبب ما يخطط له من شرعنتها داخل مجتمع يتوق إلى الحرية والانعتاق ,ولن يتأتى ذلك الا بتثبيت دعائم الديموقراطية ,والانخراط في نقاشات من منطلق الايمان بحق الاخر في الوجود ,وفي حقه في التعبير عن الرأي بحرية ,كل ذلك ينبغي دعمه من قبل الفصائل الفلسطينية اليسارية ,والديموقراطية التي تؤمن بالحق في الاختلاف ,ونتتحمل مسؤوليتها التاريخية في تقديم إجابات لأسئلة ذات صلة با لموضوع .
إذا كان الأمر كذلك , فانه ينبغي الاشارة إلى كون السارد دعم مجموعة من المواقف ذات الصلة بالزواج ,والطلاق بمرجعية دينية حيت تضمنت الرواية العديد من الآيات القرآنية , والاحاديث النبوية التي تدعم مجموعة من المواقف ذات صلة بالزوج اسامة من منطلق الفهم الخاطئ للدين بحيث شكلت مواقفه التكفيرية سبب فشل علاقته بزوجته جمانة ذات المواقف المعتدلة ,ومن هنا أعتقد بأن السارد أراد أن ينبهنا إلى التناقض السائد بين موقفين من خلال الاختلاف السائد على مستوى فهم المرجعية التي ينهل كل منهما ,ويؤسس لمواقفه ,وما الموقف من الزواج إلا موقف ضمن العديد من المواقف من ظواهر اجتماعية مختلفة يفرزها المجتمع بشكل مستمر .
ومن هنا اعتقد ايضا أن السارد أراد أن ينبهنا إلى منع تربية التنشئة من منطلق التكفير وممارسة التعصب في المجتمع , وبالتالي من أجل وضع حد للاستقطاب ,ومنع دفع الشباب للانخراط في معركة وهمية الهدف منها تأجيج الصراعات بين الشعب الفلسطيني ومنعه من تأسيس شروط الوحدة ومقاومة المحتل على اساس برنامج حد ادنى من أجل التحرر .
في هذا الإطار لاحظت عدم تضمين الرواية المرجعية الكونية لحقوق الانسان على اعتبار ان المواثيق الدولية تتضمن مجموعة من الحقوق ذات الصلة بالأفراد , والجماعات , خاصة بعض البنود ذات الصلة بحقوق المرأة ,بسبب اضطهادها داخل المجتمع , ومن ثم من أجل تنوير المجتمع الفلسطيني بمجموعة من المواقف ذات الصلة بتحرر المرأة , وبالتالي ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية من اجل المصادقة عليها لإعادة الاعتبار لها ,ودفعها للانخراط في بناء اقتصاد وطني منتج يشترك في بنائه الجميع ويستفيد منه الجميع .
لقد فضل السارد الاقتصار على مرجعية دينية كما أن المجتمع الفلسطيني غاب فيه النقاش بالمرجعية الكونية لحقوق الانسان ,واعتقد أن سبب ذلك راجع الى رغبة السارد في لفت انتباهنا الى خطورة المواقف التكفيرية وبالتالي ينبغي التصدي لها .
ايضا ينبغي الوقوف عند ظاهرة الشعوذة كظاهرة تنخر المجتمع الفلسطيني , هذا واذا نجحت الرواية في طرح هذه الظاهرة للنقاش فإنها لم تحسمه لصالح تنوير المجتمع بطرح بديل لها ,والتركيز على إيجا بياته , و التأثير في الوعي الجمعي الفلسطيني للتخلي عليها , على الرغم من ورود بعض نتائجها ويتعلق الامر بالخيانة الزوجية ,وما يمكن أن يترتب عليها من طلاق .
ومن جهة أخرى أعتقد بانه ينبغي توضيح الخلفيات الثقافية التي تكمن من وراء تضمين الرواية مجموعة من الامثال الفلسطينية , وضمن هذا الاطار اعتقد بان السارد أراد أن يعيد الاعتبار للثقافة الشعبية الفلسطينية ,بكل مكوناتها وبالتالي العمل من أجل دفع المؤسسات الفلسطينية إلى اعادة الاعتبار لهذه الثقافة واحيائها وتدوينها لما لها من ارتباط بالشعب الفلسطيني , وتوظيفها في اطار جبهة ثقفية لمقاومة المحتل , لهذا وظف السارد الامثال العربية الفلسطينية ضمن الرواية من اجل تمرير موقف التحرر من الكيان الصهيوني لكل الفئات الاجتماعية , حيث فضل السارد الاستعانة بها من أجل تبسيط مضامين الرواية , على الرغم من كون أسلوبها بسيط ,وبالتالي من أجل القدرة على انتشار الرواية والتأثير في الوعيين الفلسطيني , والعربي بهدف تغيير مجموعة من السلوكيات , والمواقف في المجتمع العربي الفلسطيني ,وبالتالي ايضا من أجل أن ينخرط المجتمع في بناء الانسان ,والاقتصاد في اطار عملية البناء لغد افضل .



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تحت عنوان فتى المدينة للكاتب الفلسطيني سمير الجندي ودع ...
- الحفاظ على ذاكرة الشعب الفلسطيني ,والدعوة لنقلها للأجيال الل ...
- التحرر من تجريم حب الوطن من خلال رواية تحت عنوان الحب المحرم ...
- ضعف المقاومة الشعبية بفلسطين سبب اجتياح بعض المدن الفلسطينية ...
- رواية تحت عنوان الخاصرة الرخوة للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت ...
- أي موقع للمثقف العربي في ظل التحولات التي يشهدها الوطن الع ...
- هموم وطن بقصص الكاتبة فاتن أنوار تحث عنوان لأنك لم تعد
- رواية تحت عنوان سيرة العقرب الذي يتصبب عرقا للكاتب الفلسطيني ...
- رواية تحت عنوان صوت من وسط الظلام للدكتورة زهرة خد رج والمطا ...
- رواية تحت عنوان آخر نزيل والتأسيس للمقاومة الفلسطينية بربط ا ...
- رواية تحت عنوان الخنفشاري والعمل على نشر الوعي الوطني لاندلا ...
- إدانة الممارسات القمعية التي تمارس في حق المعتقلين السياسيين ...
- خيانة القضية الفلسطينية برواية تحت عنوان عتبة ثقيلة الروح لم ...
- رواية تحت عنوان لفح الغربة لعبد الله دعيس وتتبع واقع الاستعم ...
- رواية تحت عنوان عيوش للكاتب الفلسطيني سامي عيساوي وكتابة الم ...
- الاقتضاب والإشارة للموقف السياسي من القضية الفلسطينية من خلا ...
- رواية تحت عنوان الدلال حسن للدكتور احمد عرفات الضاوي والتعبئ ...
- سيريلانكا والسياق التاريخي للإرهاب الأمريكي
- علاقة الأدب بالفلسفة وعلاقتهما بالواقع المادي .
- رواية تحت عنوان ستي مد لله للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان المطلقة للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت