أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال براجع - الشعب المغربي وتقرير المصير














المزيد.....

الشعب المغربي وتقرير المصير


جمال براجع
الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي - المغرب


الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 20:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يسبق للشعب المغربي في يوم ما ممارسة حقه في تقرير مصيره عبر اختيار النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يرتضيه لنفسه ويريد أن يعيش فيه بكل حرية.ويعتبر هذا المبدأ الديمقراطي الكوني الأساس السياسي والقانوني لممارسة الشعب لسلطته الكاملة والفعلية باعتباره صاحب السيادة.ويتخذ هذا المبدأ في ظل نظام الرأسمالية التبعية ببلادنا وسيادة النظام المخزني الاستبدادي مضمونا طبقيا ثوريا يرتبط بمشروع التحرر الوطني الديمقراطي الشعبي.
لقد قاوم الشعب المغربي الاستعمار الذي احتل البلاد بعد توقيع معاهدة الخيانة لسنة1912 من طرف السلطان عبد الحفيظ ، وقدم آلاف الشهداء والمعتقلين والمعطوبين...مسجلا ملاحم بطولية ستبقى خالدة في التاريخ.وعندما تجدرت وتوسعت المقاومة بانخراط العمال والفلاحين الفقراء وتأسيس جيش التحرير وخلايا المقاومة المسلحة، وما شكله ذلك من خطورة على الوجود الاستعماري ومصالحه ومصير خدامه الطبقيين من برجوازية وكيلة وأعيان تم حبك مؤامرة إيكس ليبان 1955 بين المستعمر الفرنسي والمخزن والأعيان والقيادة البرجوازية للحركة الوطنية نتج عنها استقلال شكلي ضمن استمرارية مصالح الرأسمالية الفرنسية والاسبانية بالمغرب وكرس المخزن كنظام سياسي واقتصادي قائم على الحكم الفردي المطلق والريع الاقتصادي والسياسي تحت الحماية والرعاية الامبريالية وخصوصا الفرنسية˛ وبالتالي تم إجهاض حلم الشعب المغربي في تقرير مصيره وبناء دولته الوطنية الديمقراطية المستقلة. وهكذا تمكن النظام المخزني، بدعم من الامبريالية˛ بحكم طبيعته الاستبدادية من سلب الشعب المغربي حريته في تقرير مصيره، وفرض عليه الحجر والوصاية والخضوع بالقمع الرهيب.فكلما انتفض الشعب أو احتج أو خرج للتعبير عن مطالبه، حتى وإن كانت بسيطة، إلا وسالت دماؤه كما حدث في الريف 1958/1959 والدار البيضاء في1965 و1981 والشمال ومراكش 1984 و فاس 1990 ...
وهكذا لم تتح للشعب قط أي فرصة للتعبير عن إرادته أو اختياراته بكيفية حرة وديمقراطية.فجميع الدساتير، ومنذ أول دستور في سنة 1962وإلى الآن، كانت دساتير ممنوحة لم يشارك الشعب في بلورتها وإقرارها. دساتير 99,99 ./. تم تفصيلها لتكريس الاستبداد.كما أن جميع الانتخابات كانت مزورة ومتحكم فيها من طرف وزارة الداخلية، ونسبة المشاركة الشعبية فيها ضعيفة مما جعل المؤسسات المنبثقة عنها من برلمان ومجالس جماعية تفتقد للشرعية الشعبية والديمقراطية.وقد عجزت النخبة المخزنية والممخزنة نتيجة استفادتها من الريع المخزني عن تلميع وتجميل الديمقراطية المخزنية رغم الأموال الضخمة والإمكانيات الهائلة التي وضعها النظام المخزني تحت تصرفها للقيام بهذه المهمة˛ بسبب ارتفاع منسوب الوعي لدى الشعب المغربي وفهمه لحقيقة الانتخابات كوسيلة لخداعه وتنويمه˛ وكآلية لاغتناء النخب الفاسدة والانتهازية على حساب مصالحه ومطامحه ومستقبله.
إن الشعب المغربي لم يقرر مصيره بعد.فمصيره ما يزال رهينة في يد النظام المخزني الفاقد لأية شرعية شعبية أو ديمقراطية ، والخاضع للدوائر الامبريالية، وخاصة الفرنسية، ومؤسساتها المالية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي حيث ينفذ، كتلميذ مجتهد، توصياتها واملاءاتها الاقتصادية الليبرالية القاسية التي تسببت في تعميق تبعية البلاد لهذه الدوائر وفي تفقير الشعب المغربي وإثقال كاهل البلاد بالمديونية التي أصبحت تمثل أكثر من 90./. من الناتج الداخلي الإجمالي.
إن النظام المخزني هو العقبة الرئيسية أمام تحرر الشعب المغربي وتقرير مصيره حتى يصبح سيدا على نفسه ومستقبله ، مما يجعل مهمة التخلص من هذا النظام المهمة المركزية في النضال الشعبي من اجل التغيير الحقيقي و بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية حيث السلطة والسيادة للشعب.
إن أي اصطفاف إلى جانب النظام المخزني،ومهما كانت المبررات والدواعي، فهو اصطفاف ضد الشعب، سيكرس الاستبداد والفساد، و يعيق سيرورة التغيير.وبالتالي يجب على الحركة الديمقراطية واليسارية إحداث القطيعة مع فكر الحركة الوطنية المرتكز على التعايش والتوافق مع المخزن وأوهام إصلاحه. إن هذا الوضوح النظري والسياسي ضروري وهو بمثابة البوصلة لخوض الصراع الطبقي كصراع بين نقيضين متناحرين:من جهة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة التواقة إلى بناء مجتمع الحرية والديمقراطية ومن جهة أخرى الكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني الذي يسعى إلى تأبيد سيطرتها.

20/11/2020



#جمال_براجع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية الأمريكية رأس حربة الامبريالية العالمية والعدو ا ...
- حول الدولة الاجتماعية
- سياسة الاقتراض: أرقام مرعبة ونفق مظلم
- جدلية التحرر الوطني والبناء الديمقراطي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال براجع - الشعب المغربي وتقرير المصير