أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أبو هلال - قتل الشهيد كمال أبو وعر واحتجاز جثمانه جريمة تستوجب العقاب














المزيد.....

قتل الشهيد كمال أبو وعر واحتجاز جثمانه جريمة تستوجب العقاب


علي أبو هلال

الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 17:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي ابوهلال

امعانا في جريمتها البشعة رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسليم جثمان الشهيد كمال أبو وعر، الذي استشهد يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، بعد معاناة قاسية من مرض سرطان الحنجرة والحلق نهاية العام الماضي، واستمرت في احتجاز جثمانه بعد أن اعتقلته حيا لأكثر من 16 عاماً.

الشهيد أبو وعر هو ثامن أسير داخل سجون الاحتلال يتم احتجاز جثمانه، وهؤلاء الأسرى هم أقدمهم أنيس دولة، وعزيز عويسات، وبسام السائح، وفارس بارود، وسعد الغرابلي، وداوود الخطيب، ونصار طقاطقة، وكمال أبو وعر، وجميعهم رفضت سلطات الاحتلال تسليم جثامينهم بعد فترات طويلة من الاعتقال.

سياسة الإهمال الطبي تجاه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي باتت سياسة رسمية تمارس ضدهم منذ سنوات طويلة، وهي وسيلة من وسائل الاعدام العمد التي تمارسها سلطات وإدارات سجون الاحتلال، فقد عانى أبو وعر من مشاكل صحية سابقة في الدم خلال فترة اعتقاله، وبدأ وضعه الصحي يتدهور تدريجيا، إلى أن ثبتت إصابته بسرطان الحنجرة، كما أصيب بفيروس "كورونا" خلال تموز الماضي، وخلال الشهور الماضية تفاقم وضعه الصحي بشكل متسارع، إلى أن أرتقى شهيدا في 10 تشرين الثاني الجاري.

ليست سياسة الإهمال الطبي أقل بشاعة من سياسة احتجاز جثامين الشهداء التي مارستها سلطات الاحتلال منذ عقود طويلة، وهي ترمي إلى تحويل جثامين الشهداء الفلسطينيين، إلى رهائن للمساومة في ثلاجات الموت ومقابر الأرقام الإسرائيلية، وتتجه سلطات الاحتلال إلى المزيد من التشديد في المرحلة المقبلة وفق توجه وزير الدفاع الإسرائيلي، بني غانتس، حيث أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، في شهر أيلول الماضي "هذه السياسة وبحسب ما أورده موقع "24" الإسرائيلي. وفي نفس الوقت أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يجيز للقائد العسكري الإسرائيلي احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين ودفنهم مؤقتا لأغراض استعمالهم كأوراق تفاوض مستقبلية.

في رسالة وجهتها بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف، طلبت فيها من الأمم المتحدة حث "إسرائيل" على الامتناع عن اللجوء إلى السياسة الوحشية والهمجية المتمثلة في حجز جثامين الشهداء، وإلغاء أي قوانين تسمح بمثل هذا العمل، وذكرت إن "إسرائيل" تحتجز 66 جثمانا لشهداء فلسطينيين بشكل غير قانوني، إضافة إلى وجود 254 فلسطينيا في مقابر الأرقام الجماعية.

تعتبر سياسة احتجاز الجثامين من جرائم الحرب الدولية التي ترقى إلى المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، وهي تنتهك قواعد القانون الدولي لحقوق الانسان وخاصة المادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والقانون الدولي العرفي الذي يحظر التعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك القاعدة 90 من دراسة القانون الدولي العرفي، التي يتوجب على دولة الاحتلال الالتزام بها في تعاملها مع السكان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحرم سياسة حجز الجثامين من الضحايا الفلسطينيين وعائلاتهم المنكوبة من التحقيق في ملابسات عمليات القتل، وباحتجازها لجاثمين الشهداء تمنع فتح وإجراء التحقيقات والمعاقبة والملاحقة لمرتكبي هذه الجرائم.

تشكل جريمة احتجاز جثامين الشهداء انتهاكا للإعلان العالمي للأمم المتحدة حول الاختفاء القسري، الذي يعتبر جريمة ضد الإنسانية، ويدان بوصفه إنكارا لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكًا خطيرًا وصارخًا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

كما أن احتجاز جثامين الشهداء ممارسة منافية لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، لاسيما اتفاقيات جنيف الأولى والثالثة والرابعة، والتي نصت في بعض موادها على حق الموتى في التكريم، وألزمت دولة الاحتلال بتسليم الجثث إلى ذويها، ومراعاة الطقوس الدينية اللازمة خلال عمليات الدفن، وحماية مدافن الموتى وتسهيل وصول ذويهم إلى قبورهم، واتخاذ الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ ذلك.

سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنتهك حقوق الانسان الفلسطيني، وتستمر في ارتكاب الجرائم البشعة بحق ابناء الشعب الفلسطيني، وتمارس ضده كافة أشكال العدوان، وأساليب القتل العمد المباشر من خلال استخدام الرصاص الحي، وعبر سياسة الإهمال الطبي ضد الأسرى التي أدت إلى استشهاد عدد كبير من الأسرى المرضى، وفي ظل استمرار هذه الجرائم المستمرة بحق شعبنا، لا بد من فتح تحقيق دولي ونزيه في هذه الجرائم وخاصة الجريمة البشعة التي ترتكب بحق الأسرى، لا سيما المرضى منهم الذين يقتلون بسبب سياسة الإهمال الطبي والمتعمد بحقهم، وجريمة احتجاز جثمانين الشهداء، ولا بد من تدخل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، ومحاكمة مرتكبيها حتى لا يفلت هؤلاء المجرمين من العقاب الذين يستحقونه.

*محاضر جامعي في القانون الدولي.



#علي_أبو_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تفعيل وتعزيز دور الأكاديميين لمناهضة الاحتلال والضم والت ...
- سلطات الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المريض ...
- آن الأوان لتشكيل جبهة عربية مناهضة للتطبيع
- محاكمة المستوطنين لدى المحاكم الفلسطينية تسهم في التحلل من ا ...
- الحرية للأسير ماهر الأخرس قبل فوات الأوان
- نحو أوسع حملة تضامن مع الكاتبة الامارتية ظبية المهيري
- تخلي فلسطين عن رئاسة الجامعة العربية بين الاحتجاج والرغبة با ...
- الحبس المنزلي في القدس المحتلة انتهاك خطير للقانون الدولي
- الانتخابات استحقاق وطني وديمقراطي لتجديد شرعية السلطات
- مبادرة الأخضر الابراهيمي لاستنهاض الموقف العربي في مواجهة ال ...
- بعد انتظار طويل... الجامعة العربية لا تدين التطبيع الإماراتي ...
- مثقفون عرب يرفضون التطبيع الاماراتي الإسرائيلي ويقاطعون فعال ...
- انتهاك إسرائيلي جديد يستهدف تعزيز السيطرة على الحرم الابراهي ...
- سرقة جرن المعمودية من بلدة تقوع ومسؤولية حماية التراث الفلسط ...
- نحو تفعيل التقرير الأممي الخاص بحقوق الانسان في فلسطين
- اليونسكو تعتمد قرارين هامين لصالح فلسطين
- مبادئ الجالية الفلسطينية لدعم أي مرشح أمريكي تستحق التقدير
- نحو فتح تحقيق نزيه في جريمة قتل الشهيد أحمد عريقات ومحاكمة ا ...
- قرارات هامة لمجلس حقوق الانسان لصالح فلسطين بانتظار التطبيق
- العقوبات الأمريكية على المحكمة الجنائية لحماية مجرمي الحرب و ...


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أبو هلال - قتل الشهيد كمال أبو وعر واحتجاز جثمانه جريمة تستوجب العقاب