أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي أبو هلال - الحبس المنزلي في القدس المحتلة انتهاك خطير للقانون الدولي














المزيد.....

الحبس المنزلي في القدس المحتلة انتهاك خطير للقانون الدولي


علي أبو هلال

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في إطار سياستها القمعية بحق المقدسيين في مدينة القدس المحتلة، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة كافة الانتهاكات التي تمس حقوقهم وحرياتهم، بما يتعارض مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، وحرياته الأساسية، ومن ضمن هذه الانتهاكات “الحبس المنزلي"، والذي أصبح سياسة ثابتة ومتواصلة منذ عدة سنوات، طالت فئة الأطفال، بالإضافة إلى القيادات الوطنية السياسية والميدانية والعامين في المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات فيه.

وفي هذا الإطار اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مقدسيين من حي بئر أيوب في سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، هم الفتى مهدي خضور، والشابين عامر المحتسب، وعبد عودة ونقلتهم إلى أحد مراكز التحقيق بالقدس، وأفرجت عنهم بعد ذلك مساء السبت الماضي 19/9/2020، بشرط الحبس المنزلي لمدة 5 أيام.

دأبت سلطات الاحتلال والمحاكم الإسرائيلية على فرض أحكام "الحبس المنزلي" التي تقضي بحبس الشخص فترات محددة داخل منزله، أو في منزل أحد الأصدقاء أو الأقرباء، بشكل قسري، وقد يمدد الاحتلال الحبس المنزلي لفترات جديدة، وكل من يخالف يتعرض لعقوبات إضافية، ما جعل من بيوت المقدسيين سجونًا لهم، حيث يمثل الحبس المنزلي عقوبة أكبر من السجن الفعلي، فهو يقيد المحبوس ومن يكفله، ويخلق حالة من التوتر الدائم داخل المنزل وخاصة عندما يكون المستهدف من الحبس المنزلي طفلًا، لما يحدثه من آثاراً وخيمة عليه من ناحية نفسية واجتماعية.

وهناك نوعان من الحبس المنزلي: الأول يُلزم الشخص، سواءً أكان طفلا أم فتاة، رجلًا أم امرأة، بالبقاء في بيته، وعدم الخروج منه مطلقًا طوال الفترة المحددة، والنوع الثاني (وهو أصعب من الأول) يتمثل بفرض "الحبس المنزلي" على الشخص في بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء بعيدًا عن بيت العائلة ومنطقة سكناه، ما يشتت العائلة ويزيد من حالة القلق لديها.

تلجأ سلطات الاحتلال إلى أسلوب الحبس المنزلي بالنسبة للأطفال دون سن 14 عاماً، لأن القانون "الإسرائيلي" لا يجيز حبسهم، وخوفًا من التعرض للانتقادات الدولية والمؤسسات الحقوقية، وتفيد الإحصاءات الصادرة عن "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" أن عدد الأطفال المقدسيين الذين صدرت بحقهم أحكام بالحبس المنزلي (120) طفلا في العام 2019 و (90) طفلا في العام 2018 و(95) طفلًا خلال عام 2017، و(78) طفلًا خلال العام 2016م، و(60) طفلًا خلال العام 2015، أما بالنسبة للكبار فأن سلطات الاحتلال تحاول من خلال الحبس المنزلي، منعهم من مباشرة أعمالهم ونشاطاتهم الوطنية في إطار وظائفهم أو حياتهم اليومية، وغالبًا ما يطال الحبس المنزلي القيادات الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس، كما حدث في نهاية عام 2018 وحتى مطلع العام 2020 عندما استهدف محافظ محافظة القدس (عدنان غيث) والعشرات من القيادات الوطنية الميدانية، في المدينة بالاعتقال ومن ثم الحبس المنزلي.

وفي أوائل العام الجاري، أبلغت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي ستة شبان فلسطينيين من بلدة العيسوية، بأنها تعتزم إصدار أوامر اعتقال منزلي ليلي إداري بحقهم، لعدة أشهر، بموجب أنظمة طوارئ وضعها الانتداب البريطاني. ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن استخدام أنظمة الطوارئ هذه "غير مألوف"، وأن قائد الجبهة الداخلية، تامير يدعي، سيصدر أوامر الاعتقال هذه بصفته القائد العسكري للمنطقة، علما أن إسرائيل تزعم أن القدس الشرقية تقع تحت "سيادة" إسرائيل، ويعني إصدار الجيش، وليس الشرطة، أوامر كهذه اعترافا بأن القدس الشرقية هي أرض محتلة.

ومن الجدير بالذكر أن القرار الإداري الجديد بحق الشبان صدر عن قائد الجبهة الداخلية "تامير يدعي" بصفته القائد العسكري للمنطقة، واستخدم لتنفيذ ذلك أنظمة الطوارئ التي وضعها الانتداب البريطاني، ومن غير المألوف تطبيق القوانين العسكرية على مدينة القدس، التي تدعي إسرائيل أنها موحدة بشطريها، وتخضع لسيادتها، ويعني إصدار الجيش لا الشرطة مثل هذه القرارات اعترافا بأن القدس الشرقية مدينة محتلة.

يشار إلى أن أنظمة الطوارئ الانتدابية تمنح صلاحيات واسعة لقادة جيش الاحتلال، الذي يستخدمها من أجل تنفيذ اعتقالات إدارية وهدم بيوت في الضفة الغربية، "واستخدامها في مناطق تحت سيادة إسرائيل نادر جدا" وفقا للصحيفة. واستخدمت هذه الأوامر في الماضي من أجل منع قياديين فلسطينيين من التنقل من القدس إلى الضفة، أو من أجل هدم منازل في القدس المحتلة.

إن "الحبس المنزلي" يُعد إجراءً تعسفياً غير إنساني ومخالف للشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ومخالفاً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني، ولكل المواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 وبروتوكولاتها الاختيارية، واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاها الإضافيان لعام 1977م. وتتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الدولية عن هذا الانتهاك الخطير، الذي تمارسه ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة، ما يستوجب ملاحقتها لدى القضاء الجنائي الدولي وخاصة لدى المحكمة الجنائية الدولية.

*محاضر جامعي في القانون الدولي.



#علي_أبو_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات استحقاق وطني وديمقراطي لتجديد شرعية السلطات
- مبادرة الأخضر الابراهيمي لاستنهاض الموقف العربي في مواجهة ال ...
- بعد انتظار طويل... الجامعة العربية لا تدين التطبيع الإماراتي ...
- مثقفون عرب يرفضون التطبيع الاماراتي الإسرائيلي ويقاطعون فعال ...
- انتهاك إسرائيلي جديد يستهدف تعزيز السيطرة على الحرم الابراهي ...
- سرقة جرن المعمودية من بلدة تقوع ومسؤولية حماية التراث الفلسط ...
- نحو تفعيل التقرير الأممي الخاص بحقوق الانسان في فلسطين
- اليونسكو تعتمد قرارين هامين لصالح فلسطين
- مبادئ الجالية الفلسطينية لدعم أي مرشح أمريكي تستحق التقدير
- نحو فتح تحقيق نزيه في جريمة قتل الشهيد أحمد عريقات ومحاكمة ا ...
- قرارات هامة لمجلس حقوق الانسان لصالح فلسطين بانتظار التطبيق
- العقوبات الأمريكية على المحكمة الجنائية لحماية مجرمي الحرب و ...
- حتى لا يفلت قتلة الشهيد إياد الحلاق من العقاب
- تواصل سياسة اغلاق المؤسسات في القدس لتهويد المدينة وطمس هويت ...
- اغلاق حسابات الأسرى في البنوك انتهاك جديد لحقوق الأسرى
- شروع المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في جرائم الاحتلال أ ...
- شهر رمضان في ظل تفشي وباء -كورونا-


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي أبو هلال - الحبس المنزلي في القدس المحتلة انتهاك خطير للقانون الدولي