|
أضاءة بين تحرير العقل وتحجيره
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 20:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* لا زال " العقل " هو المشكلة وهو الحل معا ، ولا زال شيوخ السلف لغاية الأن يكفرون الأخرين بل يكفرون العالم كله ، ولا زالوا يعتقدون بان الأسلام هو الحل ، وأن الله لا يقبل ألا الأسلام دينا ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ 19/ سورة آل عمران) ، ولا زالوا يعتقدون بوجود الفرقة الناجية ( فالفرقة الناجية : هم الذين ساروا على منهج النبي واستقاموا على دينه ، يقول رسول الأسلام : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل : من هي يا رسول الله ؟! قال : كما أنا عليه وأصحابي ./ نقل من موقع أبن باز ) ، ولكن من الذي يحدد الفرقة الناجية ! ، فالوهابيون يقولنا نحن ، بل كل فرقة تقول نحن ، وهم في وهم مبين ! ، ولازال الجمهور يتبع ويقلد ويذعن لأفكارهم " أفكار الموتى " ، ولا زلنا نحكم من من قبل " قبور الموتى " ! ، أذن لا تقدم ولا تحضر ! وسنظل في ظلام القبور ! . * السلفيون قد حجروا على العقل ، بل أنهم حجروا على التفكير والأبداع معا ! ، السلفيون جماعة تجمد العقول ، ليس للمتلقي سوى السمع والطاعة ، والسكوت عن النقاش وعن السؤال والصمت عن الأستفسار ، السلفيون فقط يدعون الى تكفير الأخرين والى الجهاد ! ، السلفيون يتبعون ثقافة عداء عجيب غريب ومريب للأخرين ، ليس اليهود والمسيحيين فقط ، بل العالم كله ، وحتى الفرق الأسلامية الأخرى ! ، العقل لديهم منسي ، لذا فأتباعهم مغيبون مجهلون مسطحون ، عقولهم خشبية ! ، وخلاياهم الدماغية منتهية الصلاحية ، أفكارهم وعقلياتهم ماضوية ، لذا هم يعيشون خارج نطاق الزمن والمكان الحالي ! . * أذا أردت أن تكتب بموضوعية وعقلانية لا بد لك من تنحية عقيدتك وقوميتك ومن ثم قناعتك جانبا ، ومن ثم أبدأ بالكتابة ، ولكن هذا الأمر سيجعل منك مادة للتكفير ، وذلك لأنك ستتقاطع مع منهج السلفيين ، فكيف الحال أذ كنت تكتب في نقد الموروث القرآني : فالباحث علمي وعقلاني والسلفي عقائدي ، الباحث يتعامل مع الفكر كسلطة - محررة للعقل ، أما السلفي فهو داعية - ماضوي الترديد ، السلفي حافظ للقرآن - مرتل له ، أما الباحث العقلاني قارئ له – يعني الفهم والتحليل والأدراك للنص ، وهناك بون شاسع بين المرتل والقارئ ! ، السلفيون يحجرون على الفكر ، أما العقلانيون يؤمنون بتجديد الفكر ، حيث قال رائدهم ، د . طه حسين 1889 – 1973 ( أن العلم كالماء والهواء ) ، وقال الشهيد د . فرج فودة 1945 – 1992 ( إن المستقبل يصنعه القلم لا السواك ، والعمل لا الاعتزال ، والعقل لا الدروشة ، والمنطق لا الرصاص ) ، وقال د . نصر حامد أبو زيد 1943 - 2010 ( المساجد ملأى والفساد يعم المجتمع ! الحج يحضره ملايين ، بينما الفقر تعانيه المجتمعات ! ) ، لذا كل هولاء كفرهم السلفيون . * السلفيون يبدأون بالنص القرآني وخلال مسيرتهم اللافكرية ينتهون به ، ليس من نتاج أنساني ينتفع به ، ولا وجود للعقل البشري من قيمة أو أهمية في تفكيرهم ، وذلك لأنهم مغيبون أنسانيا ، الدين عندهم وظيفة ربحية وليس أيمان وطريقة حياة ، تائهون ، بل قابعون في عبث النص وتفاسيره وتأويلاته ، وبين الناسخ والمنسوخ ، والحديث المسند والضعيف والحسن ، وسنة وسيرة الرسول ! ، ينتجون نصا على مقاسهم العقلي المقوض ! ، ومن ثم يفرضونه على الأخرين دون مسوغات عقلية ، فينتجون العقلية الفردية المغيبة التي نشاهدها في المساجد والحسينيات ، حيت تلحظ الجمع مخدر الوعي ومسطح الأدراك ! . * العقل السلفي عقلية مركبة ، تستدعي الماضي لأدارة الحاضر ، فهم يقدمون النقل على العقل ، عقلهم ماضوي ، وتأريخهم الماضوي هذا أنتقائي / أي العودة على بعض النقاط المضيئة فيه ! ، يعيشون مرحلة أرتباك ثقافي وحضاري ، فهم يقبلون الحداثة المادية - من أختراعات وأكتشافات علمية وتكنولوجية وطبية ، وبذات الوقت يرفضون العقلية الحداثوية للفكر الغربي ، وهذا بعينه الأنفصام العقلي ! ، فهم مواكب متشبذة بالماضي ، لا حاضر لهم ، ومستقبلهم مجهول ، فالعقل الحداثوي يؤسس ويضع لبنة حضارات وهم " من أفكارهم يتقيأون علينا ! " .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرسول ونسائه بين المعلن والمخفي
-
أضاءة حول أستبداد الموروث الأسلامي على عقلية المسلم
-
قراءة لحديث - من أطاعني فقد أطاع الله .. -
-
مريم العذراء .. والتقاطع التأريخي للقرآن
-
أضاءة حول بناء النص القرآني
-
معجزات رسول الأسلام بين المنطق والخرافة
-
أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي
-
الأستخدام السياسي للقرآن
-
أنفصال الأسلام عن العقل الأنساني
-
أضاءة لحديث - من بدل دينه فأقتلوه -
-
قراءة لعملية التطبيع بين الأمارات وأسرائيل
-
في الشخصية المحمدية - الجزء الرابع / الأخير - محمد .. الشخصي
...
-
في الشخصية المحمدية – الجزء الثالث
-
في الشخصية المحمدية – الجزء الثاني
-
في الشخصية المحمدية / الجزء الأول
-
قراءة نقدية في الموروث الأسلامي و تحريف التوراة والأنجيل
-
قراءة في لغة كتابة القرآن .. مع تساؤلات أخرى !!
-
أضاءة في النقد الديني ..
-
قراءة حداثوية ل - سورة الفاتحة - وثقافة الكره والحقد
-
تساؤلات في الوجود
المزيد.....
-
خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض
...
-
تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل
...
-
“toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة
...
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
-
الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق
...
-
أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم
...
-
رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا
...
-
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|