أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شاكر - الجابري وتناسي الإشكال!














المزيد.....

الجابري وتناسي الإشكال!


علي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يتبنّى أحد المفكرين مقولة الممارسة النقدية للمنظومات الفكريّة لأيّ أمّة من الأمم، فلا بدّ أنْ تكون هذه المقولة سارية على جميع ما وصل لنا من تاريخهم بكلّ لوازمه، فلا تبعيض في هذه المقولة بالضّرورة! فشخص مثل الجابري قد تبنّى هكذا مقولة، ومارس الحفر المعرفي، والنّبش الفلسفي، لكلّ المنظومة العربيّة، لكنّه لم يلتزم بلوازم كلامه عندما كان يقترب من التّابوهات، فقد تعثّر، وهذا ما هو معروف عندنا أنّ لكلّ جوادٍ كبوة! حيث الملاحظة الدّقيقة من (أدونيس) عليه في محلّها، فهو عنده أي الجابري لا يعدو كونه فقيهاً جديداً! والّتي أُوافق أدونيس في جزء منها، وبناءً عليها كتبتُ مقالي هذا! فمثلا عندما يأتي الحابري محاولاً تقديم رؤيته، وتأصيل مدخليّة للقرآن الكريم، كي تكون بوّابة للدخول إليه، يقف ألاستاذ الكبير عند إشكالٍ يُشكّل أساس المشكلة الّتي جاء ليعالجها، لكنْ يا للحسرة يتجاوزها بقفزة بهلوانيّة أشبه بحركات الطّرزان تاركاً ذلك الإشكال المعرفي دون جواب، فهو يقول: (إنّ القرآن الكريم لا يدخل تحت مقولة التّراث، في دراستي للقرآن! وإنّما فهم المسلمين فقط ما ينضوي تحت هذه المقولة كالتّفاسير التي ظهرتْ عليه)!.
لاحظ تعليقه حيث أخرج القرآن كنصٍّ إلهي من منظومة التّراث، وقفز دون أن يُحرّر محلّ النّزاع قديماً، وحديثًا فهي أساس المشكلة الّتي يقوم عليها النّص القرآني! فلم يحلّ لنا الجابري ثلاث إشكالات هي محلّ النزاع عند القارئ مثل: حقيقة الوحي، حقيقة القرآن، حقيقة النبوة!.
فمثلا ما هي حقيقة الوحي؟ أهي حقيقة معرفيّة متمثّلة بملك اسمه جبرائيل أم لا تعدو كونها حقيقة وجوديّة نابعة من ذات الرّسول بسبب انقطاعاته وخلواته لله، فأصبح يتكلّم بكلامٍ إلهي؟ فالقرآن لفظٌ ومعنىً من النبي نفسه! وهو منسوب لله، لا من الله منسوب للنبي كما يقول بهذه الرّأي الكاتب (أحمد القبنجي)!.
بعدها ألم تُلاحظ إشكالات المسلمين قديماً عندما نقلها الزّركشي في كتابه عن حقيقة القرآن من حيث اللفظ، والمعنى؟ حيث أقوالهم الثلاثة فيها:
1_ إنّ اللفظ والمعنى من من الله وجبرائيل نزل به من اللوح المحفوظ.
2_ إنّ المعاني نزل بها جبرائيل وعبّر بها الرّسول بلغته العربيّة.
3_ إنّ المعاني أُلقيتْ على جبرائيل فعبّر بها للنبي بلغة العرب.
واعطفْ النّبوة على هذين المفهومين، وبيّن ما هي حقيقة النّبوة مفهوماً، ومصداقاً، فتحرير هذه المفاهيم الثّلاثة كفيل بحصول الثّقة، بما كتبته في تفسير القرآن أيّها الجابري الكبير! وهو سيكون قريبا من الإنصاف، والموضوعيّة، والبحث العلمي دون القفز على مقدمات تعتقد بأنها مسلّمة عندك، ولعلّي أُرجع قفز الجابري على هذه المقدّمات دون مناقشتها إلى احتمالين:

الأوّل: انطلق من مسلّمة كون القرآن كلاماً إلهي، وهو قطعي الصّدور ظنّي الدّلالة دون أنْ يبحث في أصل هكذا مسلّمة، لكنْ هذا الأشكال مدفوع فالجايري صاحب المشروع الموسوعي الغزيز ، لا يرد عليه هكذا إشكال، ولا يمكن أنْ يقول قولا الّا بعد الفحص، والبحث، والدّليل، فهو ساقط من الاعتبار عندي!.
الثّاني: قد يكون الجابري عارفاً بهذا المقدمّة! لكنّه قفز عليها لكونه يخشى سطوة السّلطة الدّينيّة، وحتّى السّياسيّة! فامتنع بمراوغة ثعلبية من الدّخول بهكذا إشكال، قد يؤدي إلى اندثار حتّى اسمه لو صرّح بما يتبنّاه في وقتها! ولعلّ دغدغة الخصم في كتابه للملك طلال ما يجعلني أتكهّن هذا القول فيه، ويكون محلّ اطمئنان عندي تجاه ما أقدم عليه!.
آه منك أيها الجابري العظيم! قد أضعتْ الخيط والعصفور:

ألستْ وعدتني يا قلب أنّي
إذا ما تبتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حُبّ ليلى
فما لكَ كُلّما ذُكرتْ تذوبُ.



#علي_شاكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفةٌ مع التّرجمة والمترجمين
- حجاب أو لا حجاب، ذلك هو السؤال


المزيد.....




- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...
- ماكرون يعلن عن خطة لتسريع الإنفاق العسكري في فرنسا
- تحطم طائرة في مطار ساوثند شرقي لندن وإغلاق المطار حتى إشعار ...
- المستشار الألماني يرفض خطة إسرائيل لإنشاء -مدينة إنسانية- بر ...
- الإعلام الإسباني يرفض رواية إسرائيل ويكشف جرائمها بغزة
- سوريا.. عشرات القتلى جراء اشتباكات بين مقاتلين بدو ودروز في ...
- الإيطالي يانيك سينر يتوج بأول ألقابه في ويمبلدون بعد الفوز ع ...
- لماذا يلمح نتنياهو إلى انتكاسة محتملة بمفاوضات الدوحة؟
- مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة
- ترامب بين مطرقة بوتين وسندان نتنياهو.. حلم نوبل في زمن الحرب ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شاكر - الجابري وتناسي الإشكال!