أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شاكر - وقفةٌ مع التّرجمة والمترجمين














المزيد.....

وقفةٌ مع التّرجمة والمترجمين


علي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6725 - 2020 / 11 / 6 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


من المعروف بين المشتغلين في حقول التّرجمة من المختصين مدى خطورة هذه المهمّة، فهي لا تقلّ أهميّة عن التّأليف نفسه إن لم نقل: هي تأليف، ولكنْ من نوعٍ آخر، ولعلّ مناظرة( السّيرافي) المشهورة مع( متّى بن يونس) في نقده للترجمة، وبيان خطورتها عل المعنى ما تكشف ذلك، فإنْ لم يكن المترجمُ عالماً بالنّظامَين الّلذين يُترجم منهما، وإليهما، فهو حتماً سيقعُ بإشكالاتِ (قلب المعنى، وتشويهه)!، ولهذا يطرح السّيرافي سؤالا على( متّى بن يونس) قائلاً: على أنّك تنقل من السّريانيّة فما تقول بمعانٍ متحوّلة من يونان إلى لغة أخرى سريانيّة، ومن هذه إلى لغة أُخرى عربيّة؟.
لعلّ قولهُ: (لابن يونس) يُشير إلى ما اصطلح عند المحدثين، والمعاصرين ما يُعرف بمقولة: التّرجمة خيانة، وعن هذه الأولى خيانة الخيانة!.
على سبيل المثال -لا الحصر- فلو جئنا لإحدى ترجمات (رواية البؤساء)؛ (البائسون) سيُلاحظ المطالع العادي، ومن العنوان الأوّلي للترجمة أنّ الرّواية تتحدّثُ عن الطبقة المحرومة، والفقيرة في فرنسا، يقرأ بعدها محتواها فيلاحظ أنّها منطبقة مع العنوان، تلك الرواية الّتي مثّل دورها(جان فالجان) بعد خروجه من السّجن، وبداية عذاباتهِ، وهذا طبيعي للمطالع العادي.
أمّا أنا ولكوني متذوّق، ومطّلع على الثّقافة العربيّة لا أقبل بهذا التّصور إطلاقا، فمن العنوان الأوّلي سأتصورُ أنّها تتحدّثُ عن الشُّجعان؛ لكون ( البؤساء) جمعاً لمفردة (بئيس) وهو الأيّد الشّجاع، كما تقول معاجم اللغة العربيّة، بينما عندما أذهب لمحتواها أجدها تُخالف العنوان تماماً!، فما حدا عمّا بدا؟ صحبتني في الحجاز وأنكرتني في العراق؟!. لهذا كان الصحيح به أنْ يُترجمُ العنوان إلى (البائسون) جمع( بائس)، لكنّ المترجم؛ ولكونه قليل الثّقافة اللغويّة، أوقع نفسه في سوء التّرجمة من العنوان الأوّلي للكتاب فكيف يا ترى بباقي الرّواية؟!، حيثُ يتصوّر المطالع العادي أنّ الّذي ترجم العنوان ضليعاً في صنعتهُ، لكن وياللحسرة لمجرد أنْ تبدأ -كمختص- بقراءة محتوى الرّواية ستتفاجأُ أنّ محتواها يُخالف العنوان، فهي تتكلّم عن الفقراء والمحرومين!.
طبعاً، وإنْ برّروا سوء ترجمته بأنّ الإشكال مدفوعٌ عنه؛ لكونه خللا فنّيا في وقتها شأنهُ شأن التّرجمات الشّعبيّة في حينها، لكن تبقى هفوة واردة عليه كما ذكر مصطفى جواد ذلك حمله عليه ضعفه اللغوي!.
بناءً على ما تقدّم يُدّون المفكر المغربي (عبداللّه العروي) في مقدّمة كتابه الصّادر بعد سنة 1967(الآيديلوجيّات العربيّة المعاصرة): نقده اللاذع، والشّديد لهذه التّرجمات العربيّة، واصفاً إيّاها، بالمشوّهة، والردئية، والنّاقصة، فهي لم تكتفِ بتشويه اللفظ، وخلخلتهِ، بل تعدّتْ إلى قلب المعنى بكلّ جرأة، ويُحصي بعدها ما لا يقل عن 145 خطأ قد ارتكبهُ المترجمون مع نصوصهِ المترجمة، ولهذا يقول ما نصّه: إنّنا نحكم على تراجمة اليوم (أنّهم) لا يتقنون العربيّة كأسلافهم، ولا يعرفون المتداول من لغات اليوم، بل لا يعودون مثل أسلافهم إلى المراجع الّتي تُساعدهم على فهم مقاصد الكُتّاب المعاصرين، يبدو وكأنّ المترجم المعاصر يُمسك القلم باليد اليمنى، والكتاب الّذي يريد تعريبهُ باليسرى مكتفياً بما في ذهنهِ من مفاهيم، ومفردات!.
بعدها يتساءل: كيف لأساليب كتّابٍ معاصرين لي، أمثال فوكو، ألتوسر، جان لاكان، جاك دريد، مع تحذلقهم وتصنّعهم، وشغهم بالتّورية، والإيماء، واعتمادهم المتواتر على تمثّل الجذور اليونانيّة، واللاتينيّة للمفردات الفرنسيّة، وإحياءهم لمصطلحات قديمة لم تعد تذكر في القواميس المتداولة؟ كيف تُترجم؟.
يجيب قائلا: إذا كانت ترجماتهم قد عُرِّبتْ على النّمط الّذي أشتكي منه، وإذا كانت هذه التّرجمات النّاقصة، والمشوّهة هي الّتي تُغذّي وحدها منذ عشرين سنة أفكار نُقّادنا، ومترسّلينا هل لما يقول هؤلاء أدنى علاقة بما يقول أولئك؟! يعني فوكو ودريدا وألتوسر ولاكان، أهذا النّتاج حديث حقاً أم لا يعدو كونه هجيناً؟ كيف كان ينظر إليه الغربيون لو تُرجم إلى لغاتهم؟ أينظرون إليه استثماراً لآرائهم أم اقتباساً محرّفاً؟!.



#علي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب أو لا حجاب، ذلك هو السؤال


المزيد.....




- شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
- السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و ...
- الجزائر.. قضية الفنانة جميلة وسلاح -المادة 87 مكرر-
- بمشاركة قطرية.. افتتاح منتدى BRICS+ Fashion Summit الدولي لل ...
- معرض الرياض للكتاب يناقش إشكالات المؤلفين وهمومهم
- الرئيس الايراني: نأمل ان نشهد تعزيز العلاقات الثقافية والسيا ...
- -الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
- -قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال- ...
- الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شاكر - وقفةٌ مع التّرجمة والمترجمين