خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 01:52
المحور:
الادب والفن
إعلان تعزيه
في الصباح وخلال تناوله فجان قهوته الأخير كان يتصفح جريدة الأمس أكمل قراءة صفحاتها بذهن ثاقب ويردد مع نفسه المقالات التي تصف الوجع الدفين الذي يلاحقه فيتعاطف معها ويحضنها ربما سيتنام معه في قيلولته وعند المساء . لم يبق في صفحات الجريدة غير الإعلانات المولع بها إعلانات وظائف ودعايات تعري ما فيها و سطور منشورة للتعازي لا حظ إعلان تعزية لا يمكن مشاهدته لصغر حجم كلماته وقلة سطوره وفي مكان غريب مدموج مع خطوط الصفحة الخاصة بعالم الفن قراءه مرة وأعاد قراءته عدت مرات وهو يرتجف ويتصبب عرق من جبينه وصدره وكفي يديه وقدميه الإعلان يشير الى موت رجل يحمل اسمه وتاريخ ميلاده وعنوانه ويحدد موعد التشييع في الزمن الذي هو فيه يتصفح الجريدة ومكان العزاء المحدد في الجامع الذي يجاور منزله . في الحال قص الإعلان من الجريدة ووضعها على الرف وفيما بعد علق إعلان التعزية في مقدمة باب منزله الخارجي وذهب مسرعا الى مقبرة المدينه ، وجد دفاّن وقرب قبر حفر منذ الأمس . حين وصوله سلم عليه وقال أعذرني فقد تأخرت عليك كثيرا.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟