أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حسن البحيري بلبل حيفا














المزيد.....

حسن البحيري بلبل حيفا


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


الراحل حسن البحيري شاعر ومثقف فلسطيني تجرع طعم التشرد والغربة المر. وهو من مواليد العام 1919 في وادي النسناس في عروس الكرمل حيفا.
تعلم في مدارسها الابتدائية حتى الصف الرابع، ولم يكن بوسعه مواصلة دراسته نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة في تلك الحقبة، فعمل في سكة الحديد، ولكن ذلك لم يؤثر ولم يقف عائقًا أمام بزوغ موهبته الشعرية وثقافته، فقد أقبل على القراءة والمطالعة وتثقيف نفسه، وعزز قدراته اللغوية والثقافية والمعرفية، وشق دربه في ميدان الشعر ودراسة التراث.
وعلى أثر النكبة العام 1948 هاجر حسن البحيري من حيفا إلى سوريا، وهناك أشغل مراقبًا للقسم الأدبي في الإذاعة السورية بدمشق، ورئيسًا لدائرة البرامج الثقافية في المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون السوري حتى تقاعده.
وفي العام 1990 فاز حسن البحيري بوسام القدس تقديرًا لمنجزاته ومساهماته الأدبية والثقافية المكرسة بمجملها لخدمة قضايا الوطن الفلسطيني.
وفي تشرين الأول العام 1998 وافته المنية بمستشفى الشامي بدمشق ودفن في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك.
نشر البحيري مجموعة من المجاميع الشعرية، وهي : " الأصالة والاسحار، أفراح الربيع، ابتسام الضحى، حيفا في سواد العيون، لفلسطين أغني، ظلال الجمال، الانهار الظمأى، تبارك الرحمن، جنة الورد، رسالة في عيد، لعيني بلادي، سأرجع، ألوان، دعابة من الجد والهزل، وخمرة الشعر".
وكان الشاعر الفلسطيني ابن غزة الراحل هارون هاشم رشيد أنجز عنه دراسة هامة وقيمة بعنوان "حيفا والبحيري"، صدرت طبعة منها سنة 1986 عن دار الشفق في كفر قرع.
كان البحيري مشدوهًا بجمال الطبيعة، وقد أخذته حيفا وكرملها، بجمالها الخلاب الفتان، وغمرت وجدانه وخياله أشعارًا وجدانية ورومانسية، تغنى فيها بالوطن وترابه، بأسلوب شعري رقيق وجميل وعذب. فشعره كالحجارة يُقاوِم، وكالورد يُفْرِح الروح ويثير الشجن.
لنسمعه يقول:
من "كرملِ" الأحلام غّنّى للصّبَا
لحن المنى فَصَغى الهوى يتسمَّعُ
ثُمَّ استحال غناؤُه ونشيدهُ
دَمْعًا مسسابِلُهُ ضنىً .. وتوجُّعُ


يقول هارون هاشم رشيد : " وهو في غنائياته عن وطنه حتى في أصغر رملة أو قشة أو قرنفلة أو زنبقة أو نرجسة، وفي شدوه للكمان والعود إنما يرد بذلك على اولئك الذين يشيعون عن وطنه أنه كان دائمًا فراغًا لا جمال له ولا ثقافة ولا أهل ولا ناس ولا روائع ولا مفاتن".
حسن البحيري شاعر وجداني ملتزم جاءت أشعاره صدى وسجلًا وتجسيدًا لأحداث وطنه وهموم وجراح شعبه، غنى للوجدان الفلسطيني النابض، وحمل بلدات وطنه وطبيعتها الغنّاء في قصائده وأشعاره الرقيقة البديعة، ونجد الوطن عنده ورد ونرجس وسوسن وياسمين وعبهر وشحارير وكنارات ونوارس ومراعي واغنام ورعاة.
ومن شعره الحنيني الذي يغني مدارج صباه، بعد ان طوحته رياح الغربة والتهجير بعيدًا عن حيفا وكرمله:
فَلسطين يا لهفة الضلوع
يعزّ على الدهر سلوانها
ويا حرقة في مسيل الدموع
يفيض من القلب هّتَّانها
وخريطة الوطن ترتسم بألوان الطبيعة في كل كتابات ودواوين البحيري الشعرية، وكلما أعدنا قراءتها نجد الوطن بدفئه حاضرًا فيها، ونحس بالمكان/ حيفا، تعيش في دواخلنا بمساحاتها وشوارعها ووادي نسناسها وبيوتها العتيقة وحاراتها وازقتها العريقة وبحرها وكرملها.
وإذا كانت المعاناة هي التي تحفز وتعزز الموهبة، وتوجهها وتطورها، فإن معاناة حسن البحيري ليست معاناة شخصية، وإنما هي معاناة الشاعر المبدع الذي يمتلك الحس والحساسية التي تشغله بالهم والوجع العام، المعاناة التي يتماهى فيها الذاتي، والمتعلقة بالسؤال الإنساني والوطني والاجتماعي.
حسن البحيري صوت شعري مميز، وإن تعددت نغماته، طاقة إبداعية وموهبة شعرية اتصفت بالغزارة والقدرة على التجلي في ميادين الشعر. انخرط في الهم الفلسطيني، وانشغل به، وأصبح جزءًا من مشهده، في ظل واقع مفعم بالمآسي والنكبات والجراحات والأوجاع والآلام المستمرة. إنه قصيدة الوطن الخالدة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعد المشؤوم
- نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- - وليمة لأعشاب البحر- للكاتب السوري حيدر حيدر
- في ذكرى مولد الهدى
- اتفاق التطبيع السوداني وأبعادة المشروع الامبريالي الأمريكي
- - أفكار وخواطر - إصدار جديد للكاتب المربي حسني حسن بيادسة
- الأهداف الاسرائيلية من التطبيع مع العالم العربي ..!
- على هامش اتفاق التطبيع بين السودان واسرائيل
- الكاتب والشاعر شاكر فريد حسن عنوان المنارة وشعلة الثقافة وال ...
- الحالة الفلسطينية والمطلب الملح
- الإرهاصات الأولى للأغنية السياسية الكردية
- صوت الغضب
- عدد جديد من - الإصلاح - الشهرية الثقافية وملحق تكريمي للكاتب ...
- - جرافيتي على جدران القلب - للشاعر فرحات فرحات
- لهب القصيد
- ماجد أبو شرار و- الخبز المر -
- - لكع بن لكع - حكاية مسرحية لإميل حبيبي
- في مواجهة سياسة التطبيع ..!!
- مع كتاب - الاتحاد السوفييتي لي - لمعين بسيسو
- عطا القيمري كاتبًا ومثقفًا ومناضلًا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حسن البحيري بلبل حيفا