أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد بيوسف - الهوية الأمازيغية..فرصة أخيرة للبناء














المزيد.....

الهوية الأمازيغية..فرصة أخيرة للبناء


جواد بيوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 14:46
المحور: حقوق الانسان
    


كثيرا ما وضعت الأمازيغية كمواجهة للاسلام والعربية، كما توضع العربية في أعلى هرمية اللغات المحلية كمداخل إيديولوجية لتهويد بقية اللغات واخضاع الشعوب للثقافة الواحدة، فيتحول الاختلاف الى إتلاف، و الحوار إلى خناق للآخر ومعها تتلاشى جميع النقاشات وتتحول لهامش المجالس، والاوراق.
لايمكن ان تدرس تاريخ المنطقة المغربية دون ان تصطدم بالقيم التي تنبض بها الثقافة الامازيغية من حوار وتضامن وتكافل... والاهم من كل ذلك السلام

في الاتجاه الآخر الاسلام الذي ينص صراحة على احترام ثقافة ولغة السكان الاصليين كما هو الشهير في حديث النبي حول الاقباط، وهو ماينبغي اسقاطه على الكل.
غير ان ماحدث هو استغلال الاسلام لتثبيت اركان الانظمة وأحيانا لحسابات جيوسياسية كالخوف من الانقلابات التي كان يدعمها عبدالناصر ضد كل من رفض الايديولوجية القومية.
ماحدث مع عقبة هو نفسه مايقوم به النظام حاليا ومع رهط من أتباع الوهابيون (الذين يتبرأ منهم بن سلمان الآن)
في البدء كان عنف مادي قبل أن يتحول لعنف رمزي هو نفسه مايحدث مع القضية الفلسطينية. تهويد اللغة والثرات وحتى التاريخ بتلخيص تاريخ المغرب 12 (ولم تكن قبلها أكثر من ارض قاحلة ووثنيين اخرجهم الغزات الفاتحين من الظلمات للنور) وفلسطين عروسة شاغرة
"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، كما اطلق اللورد شافستبري على مشروع تجميع اليهود في فلسطين قبل حوالي قرنين. وتقزيم التاريخ واختصاره لتحقيق الشرعية التاريخية للسلطة على الارض، ان تفرض على الشعوب التعامل بلغة الآخر ماهو الا استعمار ثقافي اردت ام كرهت، هو اخضاع الآخر وتهويد كل ما يمثله، وتحويله الى كائن خاو حتى يسهل حشوه.
الايديولوجية العربية، والقومية العربية التي باسمها حوربت اللغات الاساسية وتحويل بموجبها العربية للغة أساسية في الدساتير ، هذه الايديولوجية انكشفت حقيقتها بعد حرب 73
وتحولت على لسان الانظمة القائمة من حدود ايران الى البحر الاطلسي لخطاب تصدير الازمات الداخلية، في حين ان تحرير فلسطين لن تأتي به أنظمة تساوم بشعوبها وثروة أوطانها لربح مزيد من الوقت على العروش.
اذن كان لابد من حدوث هذه الازمات لتنكشف كل تلك الايديولوجيات واهدافها، اذا كانت القومية اللغوية سقطت مع حافظ الاسد، فان الايديولوجية الدينية بمختلف تلاوينها تفككت مع الربيع العربي وسقطت معها الاقنعة. هذا المسار كان ضروريا لاسقاط الأقنعة وفهم العقل القائم على التجييش، والتزييف والنفاق. وبالوصول لهذه الحقيقة تتغير معها المفاهيم والبرادغمات، بل وحتى المسلمات. لان التقدم المتوازن لن يكون بثقافة الآخر كما يرى المسيري، وهذا مايستلزم تحرير العقل المُستعمَر بمفهوم نغوغي واثيونغو.
علينا إذن ان نعيد ترتيب الاوراق فلا تنمية بدون إنسان، هذا الاخير يُصنع من خصوصيات ثقافته؛ بلغته، ونظرته الثقافية للحياة.. كما ان القضية الفلسطينية لن تنتصر بدون استقطاب الانسانية

وحتى نتجاوز النقاش العنصري اللامتناهي كان من الضروري الانطلاق من الأفكار السابقة للقول ان من كان همه الوطن ويريد إثبات وطنية فسيكون بالوقوف مع حق الشعب في تعليم لغته وتاريخه وتراثه لا ان تستغل الوطنية في الاقصاء، والكف عن توجيه التهم لكل مدافع عن القضية الامازيغية بالخيانة والعمالة لان من يدفع لتقسيم الوطن هي السلطة وليس الانسان الذي يدافع عن هويته، و كل من يقصي حق الآخر في الوجود.
ما تتعرض له الامازيغية يستوجب رد فعل وهو ما نراه الآن، قد يكون رد فعل معتدل او متشدد حسب درجة الفعل نفسه، لان مايحدد رد الفعل هو درجة وقوة الفعل نفسه كما يقول بذلك قانون نوتن.



#جواد_بيوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرص السانحة..والمخزن
- من يحكم وسائل التواصل الإجتماعي بالمغرب
- الوطن، الوطنية، والمواطن
- باش إنجح حراك الحسيمة..
- الأخلاق أصل الدين وأصل القانون أيها العاقلون
- الارهاب فعل ورد فعل


المزيد.....




- الجزيرة ترد على قرار إغلاق مكاتبها بإسرائيل: فعل إجرامي يعتد ...
- داخلية السعودية تعلن إعدام اللحياني قصاصا.. وتوضح كيف قتل ال ...
- هنية يصدر بيانا هاما حول مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة
- اعتقالات وإزالة خيام اعتصام.. ماذا حدث في جامعات أميركية خلا ...
- إسماعيل هنية: نحرص على التوصل لاتفاق ينهي العدوان ويضمن الان ...
- أزمة المهاجرين في تونس.. كرة النار المتبادلة بين ضفتي المتوس ...
- جدعون ليفي: يجب اعتقال قادة إسرائيل بسبب جرائم الحرب في غزة ...
- شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل ...
- اتهام إسرائيل باقتراف -جرائم طبية- وتنكيل وتعذيب بمستشفى سجن ...
- عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب لإتمام صفقة الره ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد بيوسف - الهوية الأمازيغية..فرصة أخيرة للبناء