أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي في السودان















المزيد.....

الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي في السودان


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 09:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعتبر قطاع الصناعة في السودان صغيرا نسبيا حيث ان الصناعات التحويلية والتعدين يساهمان معا بأقل من ثلث الناتج المحلي للبلاد , كما يستخدم فيهما نسبة قليلة جدا من الأيدي العاملة . اما الصناعات السائدة في البلاد فتتمثل بإنتاج بعض الأغذية والمشروبات وتكرير السكر وانتاج الزيوت النباتية وصناعة الصابون والمنسوجات القطنية , كما ينتج السودان الأحذية والأسمدة الكيميائية والاسمنت , ويدخل تكرير النفط ايضا ضمن النشاط الصناعي في السودان وكذلك صناعة الالبان . وتعد صناعة النسيج من اقدم الصناعات في السودان حيث تم انشاء عدة مصانع للغزل والنسيج في البلاد وتم رفع شعار يشجع على ارتداء ما يصنعه السودانيون بأيديهم لتقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك . كما تعد السودان ثالث اكبر دولة في قارة افريقيا من حيث انتاج السكر وتصنيعه , ويعتبر انتاج السكر من الصناعات الرئيسة في البلاد .اما بالنسبة الى صناعة الالبان في السودان فهي تواجه كثيرا من الصعوبات التي جعلت 50% من الألبان المنتجة خارج الدورة الاقتصادية باعتبار انها تنتج في القطاع الرعوي وشبه الرعوي وادت الى تدني استهلاك الفرد من اللبن الى 80 لتر في العام , بينما اشارت منظمة الصحة العالمية الى أن استهلاك الفرد يجب ان يصل الى 250 لترا في العام . هذا ويتم انتاج الالبان في السودان عبر ثلاثة أنظمة : الرعوي , وشبه الرعوي والحديث . وتقدر الألبان المنتجة في السودان بحوالي 7 مليون طن معظمها في القطاع الرعوي وشبه الرعوي و50% منها خارج الدورة الاقتصادية. ومن اهم المعوقات التي تواجه صناعة الألبان في السودان هي : تدني الانتاجية اضافة الى أن الأبقار غير متخصصة في انتاج الألبان وبعيدة عن الأسواق وعدم توفر وسائل التبريد الكافية. اما الانتاج في القطاع الحديث فهو افضل بكثير. .. يبلغ معدل نمو انتاج القطاع الصناعي في السودان وفقا لإحصائيات عام 2017 بنسبة ( 2,5 % ) فقط , ويمكن القول ان اسهام قطاع الصناعة في اقتصاد البلاد تبلغ نسبته ( 2,6%) فقط . كما توجد في السودان صناعة مهمة الا وهي صناعة الاسمنت وهي من الصناعات الاستراتيجية وتعتمد على توافر المواد الخام خاصة الطين والكلس. وصناعة الاسمنت في السودان لها ميزات اقتصادية واجتماعية لأنها من الصناعات المولدة لصناعات اخرى وتسهم في انعاش صناعة البناء والتشييد بجانب النمو والتوسع المضطرد لسوق العمل والنمو السكاني مما يجعل صناعة الاسمنت ومنتجاتها صناعة رابحة لا خسارة فيها .
توجد بعض الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي في السودان والمتمثلة بـ :
• ضعف قدرة السلع الصناعية على المنافسة الداخلية او العالمية .
• ندرة الطاقة او ارتفاع اسعارها ما يؤدي الى توقف الانتاج .
• التوجه العالمي لإلغاء حماية السلع المحلية .
• ضآلة بعض الاستثمارات الموجه للصناعة .
• ضعف البنى التحتية.
• ارتفاع الرسوم والضرائب المفروضة على الصناعة .
• عدم تقيد بعض الصناعات بالمواصفات والمقاييس واجراءات مراقبة الجودة .
• ارتفاع تكاليف الانتاج بالمقارنة مع بعض الدول المتقدمة اقتصاديا بسبب تدني المستوى التكنولوجي والانتاجي واسباب اخرى .
• ضعف البنى المؤسسية الصناعية والأطر التنظيمية والتشريعية الخاصة بتطوير الانتاج الصناعي وكيفية تسويقه.
• عدم توفر الحماية للمنتجين والمستهلكين .
• سياسة اغراق السوق المحلية بالمنتجات الصناعية المستوردة وعدم قدرة الصناعية المحلية على منافستها ولأسباب عديدة .
• محدودية الأسواق المحلية التي تؤثر على التسويق ومن ثم الانتاج .
• محدودية وصول الكثير من المصنوعات الوطنية الى اسواق الدول المتقدمة .
• صعوبة استيراد المكائن والمعدات اللازمة للإنتاج الصناعي وغلاء اسعارها اضافة الى الجمارك والرسوم المفروضة عليها مما يرفع من تكلفة الانتاج .
• ضعف دراسات الجدوى الاقتصادية .
• ضعف تدريب الأيدي العاملة الفنية ,
وبهذا الصدد يرى الحزب الشيوعي السوداني ضمن برنامجه ان تضع استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية قضية التصنيع في دائرة اهتمامها باعتبار أن التصنيع يشكل جوهر التنمية . وهو عملية لا تقتصر على الصناعة فحسب انما تشمل كل قطاعات الاقتصاد الوطني فهذه العملية تعني دخول الآلات والأجهزة والوسائط في قطاعات الاقتصاد كافة ورفع درجة التزود التكنولوجي لهذه القطاعات وما يصاحب هذه العملية من تأهيل الكوادر البشرية والارتقاء بالقدرات المؤسسية مما يفضي الى الارتقاء بكفاءة استخدام الموارد وزيادة انتاجيتها . ويؤكد الحزب الشيوعي السوداني في برنامجه على ان تحقيق عملية التصنيع لأهدافها يستدعي مشاركة العاملين في ادارة المنشآت واتخاذ القرارات وكفالة حقوقهم في الأجر المجزي والضمان الاجتماعي , وانجاز هذه العملية يفضي الى احداث تحولات جذرية في القاعدة الانتاجية بتوسيعها ومضاعفة قدراتها وتغيير هيكلها , كما يفضي الى توسيع صفوف الطبقة العاملة وصغار المزارعين ومتوسطيهم وكذلك صفوف الرأسمالية المستثمرة في دائرة الانتاج وامتداداتها والمثقفين الوطنيين مما يعني تبلور اصطفاف طبقي جديد لقوى اجتماعية قادرة على الوقوف في وجه قوى الاستعمار الحديث وحلفائه في الداخل والحاق الهزيمة بمشروعهم على قاعدة نشأة وتبلور علاقات انتاج جديدة تفتح الطريق امام تطور القوى المنتجة بشقيها المادي والبشري . ويشير الحزب الشيوعي السوداني الى ان الصناعة التحويلية هي مصدر تزويد كل قطاعات الاقتصاد الوطني بحاجاتها من ماكينات واجهزة ومعدات وأدوات , كما انها القاعدة التي ترتكز عليها عملية توطين وتطوير التكنولوجيا. ولكي تصبح الصناعة التحويلية قاطرة للتنمية لا بد من ان تتسع قاعدتها خاصة القطاعات المحرضة للطلب على التكنولوجيا الحديثة وانتاجها . وضمن هذه القطاعات تركز استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية على قطاع بناء الماكينات والمعدات وادوات الانتاج . وتسعى لتوجيه الاستثمار ايضا في الصناعة التحويلية نحو التصنيع الزراعي وتمكينها من تلبية احتياجات الزراعة من مدخلات الانتاج المتنوعة أي الآليات والمعدات والمبيدات والأسمدة وغيرها بحيث تتراكم الأسس المتينة لتكامل الزراعة بشقيها النباتي والحيواني مع الصناعة في اطار الخطط المرحلية وتفعيل الطاقات العاطلة . الاهتمام بصناعة الاسمنت وصناعة مواد البناء الاخرى والصناعات الكيميائية والبتروكيميائية وتوجيه الصناعة التحويلية لتوفير السلع الاستهلاكية وذلك لتلبية احتياجات السكان الأساسية في المدن والأرياف وعلى نحو خاص السلع الغذائية المصنعة والأدوية البشرية والبيطرية والمنسوجات والملبوسات والأحذية , هذا الاهتمام بتلك الصناعات هو اداة استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية لتوسيع قاعدة الصناعة التحويلية ودفعها الى الأمام لتحتل مركزا متقدما في هيكل الاقتصاد الوطني بالإضافة الى ذلك فإن هذه الاستراتيجية تسعى لأن تصبح الصناعة التحويلية قادرة على خلق فرص استخدام وفيرة لاستيعاب الزيادة السنوية في الأيدي العاملة جنبا الى جنب مع ضرورة تطوير القاعدة الوطنية للتكنولوجيا , لذا فإن البديل الوطني الديمقراطي للتنمية يجمع بين الصناعات ذات الاستخدام الكثيف للأيدي العاملة والصناعات ذات الكثافة الرأسمالية , كما يجمع بين الصناعات كبيرة الحجم والصناعات متوسطة وصغيرة الحجم . هكذا هو موقف الحزب الشيوعي السوداني من التصنيع فلندعم هذا الموقف من اجل تطوير الصناعة الوطنية وتحويل البلاد من بلد مستورد ومستهلك للمنتجات الأجنبية الى بلد مصدر للمنتجات . ومن الضروري العمل على توفير مجموعة من المتطلبات التي يعتمد عليها نمو الصناعات التحويلية مما يحفزها على النمو والتطور بأفضل الأشكال ومن اهم الأمثلة عليها المواد الأولية الخام والطاقة حيث تتمثل القاعدة الأساسية لتنفيذ عمل الصناعات التحويلية في استخدام المواد الأولية وتحويلها الى شكل آخر لذلك يعتمد تحقيق النمو لهذه الصناعات على الاستفادة من جميع اشكال الموارد المتاحة بأفضل الوسائل مع الحرص على توفير العاملين الأكفاء.



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق تاسع بلد في العالم بموارده الطبيعية , وأول بلد في الع ...
- من المسؤول عن تراجع الثروة السمكية في البصرة وفي العراق عموم ...
- العراق البلد الزراعي الأول في العالم , يستورد سلة غذائه من د ...
- ماذا ستفعل الورقة الحكومية البيضاء للبنى التحتية في العراق ؟
- هل حققت الحكومات العراقية المتعاقبة وعودها الاصلاحية ؟
- عوامل تراجع القطاع التربوي في العراق , ومن المسؤول عن ذلك ؟
- (( هذي الشطرة عدنا أحباب ونمر عليهم ...... غير الوفا والطيب ...
- في العراق كيف نحمي منتجاتنا الوطنية؟
- ضرورة دعم القطاعات الانتاجية في العراق القادرة على التصدير
- ( يل رايح العراق مر بالجبايش..)
- دور الاقتصاد في المجتمع العراقي من وجهة نظر الماركسية
- التنمية البشرية والاجتماعية في العراق والسعي للأفضل .
- تخبط الاقتصاد العراقي
- عجز الوزارات العراقية والحكومات المحلية في تنفيذ الموازنة ال ...
- هل يبقى العجز المالي قائما ومستمرا في موازنات العراق العامة ...
- في العراق , هل ستتمكن الورقة الحكومية البيضاء من معالجة سلبي ...
- هل ستكون المدارس والجامعات الأهلية في العراق بديلا عن الحكوم ...
- دور الأحزاب في الحياة السياسية والديمقراطية في العراق
- من انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق تأمين السكن الحديث ل ...
- من المسؤول عن تراجع دور الدولة الاقتصادي في العراق ؟


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي في السودان