أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - عوامل تراجع القطاع التربوي في العراق , ومن المسؤول عن ذلك ؟















المزيد.....

عوامل تراجع القطاع التربوي في العراق , ومن المسؤول عن ذلك ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 08:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتبر العراق حسب المنظمات الدولية المتخصصة من اسوأ بلدان العالم في مستوى وجودة التعليم , حيث تراجع التعليم كثيرا بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 والى اليوم فهو يسير بخطى حثيثة نحو الكارثة . وقد ساهمت عدة عوامل في هذا التراجع اولها تفشي الفساد في وزارة التربية كباقي الوزارات العراقية الاخرى وبدون رادع, وابرز مؤشر على ذلك الفساد هو عقد طباعة الكتب المدرسية حيث سبق وان تم شراء اجهزة طباعة من المانيا لغرض طباعة الكتب المدرسية في العراق وبمبلغ 22 مليون دولار , بينما سعرها الاصلي 15 مليون دولار حسب التقارير ووزعت السبعة ملايين دولار بين الفاسدين.؟ غير ان المطبعة لم تدخل الخدمة بسبب معارضة بعض الفاسدين في وزارة التربية الذين لهم ارتباطات بالأحزاب المتنفذة وبالتالي تم احالة طباعة الكتب المدرسية الى مطابع خاصة تعود ملكيتها الى أولئك الفاسدين بعقود تصل الى ملايين الدولارات , غير ان كثير من مدارسنا تعاني من النقص في التجهيز بالكتب والقرطاسية ولكل عام على الرغم من صرف ملايين الدولارات لطباعة تللك الكتب والتي تتم طباعتها بورق رديء ما يعرضها للتلف السريع بهدف اعادة طبعها كل عام لأغراض الربح بدلا من طباعتها بجودة عالية لتستمر لأعوام. وقد اثر هذا النقص في الكتب والمناهج الدراسية سلبا على المستوى التعليمي للطلاب , وقد تمر فترة طويلة من العام الدراسي دون حصول الطلاب على كتبهم وقرطاسيتهم والمتمكن منهم قد يلجأ الى شراءها من باعة الكتب المتوفرة لديهم والمفقودة من مخازن التربية وبأسعار عالية لا يتمكن اولياء امور الطلبة من ذوي الدخل المحدود من شرائها خاصة اذا كان لديهم اكثر من طالب في المدرسة . ان أمر توفير الكتب والقرطاسية من مسؤولية الدولة ووزارة التربية. خاصة وان هناك عائلات فقيرة قد تجبر ابنائها على ترك المقاعد الدراسية بسبب عدم قدرتهم المادية في توفير ما يحتاجه ابنائهم في المدارس .
يلاحظ ايضا انهيار البنى التحتية للتعليم وتعرض ابنية المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز الابحاث والدراسات العلمية وابنية المكتبات العامة الى عمليات سلب وحرق وتخريب في احداث 2003 وما بعدها, وكشف تقرير لوزارة التربية عام 2009 عن وجود 6690 مدرسة بحاجة الى ترميم و 6879 مدرسة غير صالحة للاستخدام واشار التقرير الى الحاجة لبناء 1600 مدرسة ابتدائية ومتوسطة واعدادية واليوم ازدادت الحاجة لبناء المزيد من المدارس بسبب زيادة اعداد السكان . ومعظم مدارسنا اليوم تعاني من نقص الماء الصالح والحمامات الصحية النظيفة وتردي التجهيزات والمعدات الكهربائية ونقص المراوح والانارة وضعف الاهتمام بالنظافة والافتقار الى زجاج النوافذ ونقص الرحلات حيث يفترش الطلاب الارض في بعض المناطق الى جانب وجود مدارس طينية واكتظاظ الصفوف بأعداد غفيرة من الطلبة ونقص الملاكات التدريسية والتعليمية وخاصة لبعض المواد كالرياضيات والفيزياء واللغة الانكليزية وغيرها .اضافة الى بعض الادارات السيئة وغير الحريصة والفاسدة .فكيف سيكون التعليم بمستوى جيد في ظل هذه السلبيات وعدم اهتمام الحكومة ؟
لقد انعكست هذه الاوضاع السلبية في التعليم على مستوى الطلبة وقدراتهم اللغوية والعلمية بشكل كبير اضافة الى تفشي المعتقدات الطائفية المتطرفة وتفاقم الغيابات والتسرب من المدارس لأسباب اقتصادية وتفشي الامية والجهل بعد ان كاد العراق يقضي عليها عام 1991.
وسجلت الحكومة العراقية اسوأ سلوك لها تجاه التعليم حينما عجزت عن طبع المناهج الدراسية للعام 2015 – 2016 وحملت الطلبة واسرهم مسؤولية توفيرها علاوة على عدم توفيرها مباني مدرسية وتبديد الاموال المخصصة لذلك ضمن ملفات الفساد. كما انتشرت في العراق ظاهرة الدروس الخصوصية على نطاق واسع وعلني في ظل تغاضي الحكومة. الى جانب المدارس والكليات الخاصة التي تثقل كاهل العائلات ضمن سياسة الحكومة بخصخصة التعليم.
يلاحظ ايضا الطبيعة الطائفية التي سيطرت على واقع التعليم في العراق حيث تجبر الفتيات على ارتداء الحجاب وبعض المدارس تعلم اللطم وصلاة الجنازة وبث سموم الطائفية ومنع الاختلاط في المدارس وتحريمه . اذكر في سبعينات القرن الماضي وعن تجربة شخصية كانت المدارس التي عملت فيها مدرسا في ثانوية العزير وثانوية المجر الكبير في محافظة ميسان وثانوية ام قصر في البصرة مدارس مختلطة بالجنسين ولم تحدث فيها اي مشاكل جراء الاختلاط وكذلك الحال في اعدادية الفاروق المسائية في محافظة البصرة كانت مختلطة وكانت الدروس الخصوصية محرمة وتؤخذ التعهدات على المدرسين بعدم ممارستها. كما لم تكن هناك اية توجهات طائفية في مدارسنا كما هي اليوم .
من الضروري اليوم العمل على اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها واعتبار هذا القطاع من الأولويات المهمة وتخصيص الموارد المالية والمادية والبشرية اللازمة له مع توفير الابنية المدرسية وفق المواصفات العالمية, واعتماد فلسفة تربوية – تعليمية تقوم على قيم المواطنة وعلى تعزيز الفكر التنويري ونقل المعارف المستندة الى احدث ما توصلت اليه العلوم في جميع مجالات المعرفة وتنمية قدرات الطالب على التفكير النقدي وعلى فهم واستيعاب منجزات العلم والحضارة المعاصرة واعادة النظر في نظام ومناهج التعليم وطرائق التدريس بما يتفق وتأمين مستلزمات التقدم التقني والمادي وارساء قاعدة تعليمية متطورة وتشجيع البحث العلمي والابتكار وربط العملية التعليمية بعملية التنمية الشاملة في البلاد واهدافها الكبرى وادراج تعليم المعلوماتية ضمن المناهج في مرحلة مبكرة واشاعة استخدام وسائلها في المدارس . وعلى وضع خطط علمية لاستكمال عملية مكافحة الامية وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة وتفعيل الزاميته في الدراسة الابتدائية ومعالجة ظاهرة التوسع المتنامي للتعليم الاهلي واثاره على النظام التعليمي ككل. مع شمول مرحلة رياض الاطفال بالسلم التعليمي والزامية التعليم على وفق ما جاء في الدستور. وضرورة اصلاح التعليم العالي والعمل بمبدأ استقلالية الجامعات وصيانة الحريات العامة فيها , خصوصا حرية الطلبة في التعبير عن مطالبهم وطرح مشاكلهم وفي اختيار ممثليهم وعلى ترسيخ ثقافة التعدد واحترام الرأي الاخر ونبذ الاقصاء والتهميش ورفض التعصب والتطرف بكافة اشكالهما.
فماذا ستفعل الورقة الحكومية البيضاء في هذا المجال ؟



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( هذي الشطرة عدنا أحباب ونمر عليهم ...... غير الوفا والطيب ...
- في العراق كيف نحمي منتجاتنا الوطنية؟
- ضرورة دعم القطاعات الانتاجية في العراق القادرة على التصدير
- ( يل رايح العراق مر بالجبايش..)
- دور الاقتصاد في المجتمع العراقي من وجهة نظر الماركسية
- التنمية البشرية والاجتماعية في العراق والسعي للأفضل .
- تخبط الاقتصاد العراقي
- عجز الوزارات العراقية والحكومات المحلية في تنفيذ الموازنة ال ...
- هل يبقى العجز المالي قائما ومستمرا في موازنات العراق العامة ...
- في العراق , هل ستتمكن الورقة الحكومية البيضاء من معالجة سلبي ...
- هل ستكون المدارس والجامعات الأهلية في العراق بديلا عن الحكوم ...
- دور الأحزاب في الحياة السياسية والديمقراطية في العراق
- من انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق تأمين السكن الحديث ل ...
- من المسؤول عن تراجع دور الدولة الاقتصادي في العراق ؟
- هل حققت الحكومات المتعاقبة في العراق تنمية اقتصادية - اجتماع ...
- لماذا لا يودع العراقيون اموالهم في المصارف العراقية ؟
- من المسؤول عن الخلل الكبير في الاقتصاد العراقي وتعمق سمته ال ...
- العراق واليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 اكتوبر
- كل شيء في العراق بحاجة الى اصلاح وتغيير ,ولكن من يفعل ذلك ؟
- هل يعاني العراق من تفاوت مكاني في التنمية بين المحافظات المخ ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - عوامل تراجع القطاع التربوي في العراق , ومن المسؤول عن ذلك ؟