أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شجاع الصفدي - حادثة فرنسا وميزان الوعي














المزيد.....

حادثة فرنسا وميزان الوعي


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مقتل المدرس الفرنسي أثير الكثير من اللغط ، وتعاظمت الفروق بين المسلمين أنفسهم في التعامل مع الحدث، هناك من تبنى فكرة أن هذا انتقام مناسب لنصرة الرسول الكريم، وهناك من تعاطف مع القتيل واعتبره عملا إرهابيا،وهناك من لم يكترث للأمر واعتبره جريمة عادية مثل الكثير من الجرائم التي تقع في أي مكان في العالم، وأيضا هناك من نصر موقف فرنسا أكثر من أرباب الفرانكفونية أنفسهم .
في خضم كل ذلك أين الصواب وأين الخطأ ،من الملزم بالاعتذار ومن يجب عليه التوقف عن المغالاة وصنع الالتباس في المواقف العامة ؟
أولا: قتل المدرس هو جريمة لا يفترض أن يختلف على ذلك اثنان، لكن المدرس القدير يعرف طريقة تفكير تلامذته، ويفهم الإيماءة لكل منهم ، وعرضه للرسوم وهو يدرك مدى حساسيتها، يعني إما أنه تعمد استفزاز تلامذته المسلمين مستهترا بهم ، أو أنه غبي مستهتر ،ومعلم فاشل بكل المقاييس كونه لم يحسن تقدير ردات الفعل المحتملة ولم يعرف طبيعة التركيبة النفسية والأخلاقية لتلامذته .
طبعا قتله ليس بطولة، وربما كان الأجدر خوض صراعات قانونية ورفع دعوى ضده، وتنظيم وقفات احتجاجية داخل المدرسة وكان ذلك سيوقفه عند حده ،ويجنب المسلمين في أوروبا الكثير من السوء بعد الواقعة .
ثانيا : تصريحات الرئيس الفرنسي والتي لم تحظ في الإعلام الأوروبي بما نسبته 1% ,مما حظيت به في الإعلام العربي، تؤكد أن شعوب الملهاة، نحن نهوى جلد الذات وتقمص دور الضحية بشكل غريب ، فما أن يسىء لنا أي شخص أو جهة حتى ننشر الإساءة مثل النار في الهشيم ، وما كان يطلع عليه مئات يصبح معروضا للملايين، فهل هناك جرم بحق رسولنا الكريم أكبر من تعميم ما قاله المسيؤون إليه؟
ومن جانب آخر ، لدي سؤال صريح يحتاج إجابة صادقة من كل من أفتى في التصريحات، هل سمعت خطاب ماكرون وقرأت ترجمة دقيقة قبل أن تدلي برأيك في الأمر؟.
البون واسع جدا بين ثقافتنا وثقافتهم ، تفكيرهم وتفكيرنا،تعاطيهم مع القضايا العامة وتعاطينا معها، لذلك نقطة الالتقاء مستحيلة لأن المثقفين منا أيضا لا يمكنهم الانسلاخ عن أصولهم واندفاعهم العاطفي في القضايا الحساسة التي تمس التابوهات المحظورة ، بينما من ينسلخون ويعيشون دورا إنسانيا متقمصا لهم مآرب أخرى في الغالب.
كم منا اتخذ موقفا بناءً على ما نقلته الجزيرة ومواقع التواصل الاجتماعي وبنى عليها فكرته وقاتل لترسيخها في أذهان الآخرين؟
كل ما أدعو إليه هو التفكير قبل التصرف، الاطلاع على حيثيات أي قضية قبل إبداء الرأي، لن تخسر شيئا إذا تنوعت مصادرك ولم تستقِ ما تقوله من مصدر واحد قد يكون مغلوطا .
ثالثا : بعيدا عن ردات الفعل الكلامية والتصريحات النارية ، لا يجب الاستهتار بالمقاطعة، من يسخر من مقاطعة البضائع الفرنسية مخطيء، المقاطعة المنهجية والمخطط لها جيدا تؤثر كثيرا ، بل وتشكل عبئا ثقيلا وعنصر ضغط على الرئيس الفرنسي من الداخل ، لأن الاقتصاد هو العنصر الثقيل في الموازين كلها، وحينما يتأثر أباطرة الاقتصاد يصبح الساسة أكثر هشاشة وانصياعا لما يريدونه ، تخيلوا وقف الاستيراد من فرنسا في كل الدول العربية ولكاقة الماركات والسلع والمنتجات، توقف حقيقي عن التعامل مع كل ما هو فرنسي ، حينها ستشكل مواقف ماكرون عبئا على اقتصاد فرنسا و سيتعرض لضغوط هائلة، تجبره أن يغير سياساته وغالبا لن ينجح في انتخابات أخرى، بينما أكثر ما يدعم نجاح ماكرون مرة أخرى هو التشدد والهجوم عليه وجعله بطلا مدافعا عن حرية الرأي أمام الشعب الفرنسي دون مواقف مؤثرة بشكل واقعي .
من جانب آخر يجب خوض معارك قانونية حقيقية، من يريد أن يناصر رسوله ودينه ممن يصرفون الملايين في غير محلها، يمكنه أن يحشد جيشا من المحامين الدوليين ،ويخوض الحرب القانونية بشراسة ضد صحيفة تشارلي هيبدو ، وضد الحكومة الفرنسية وحتى ضد الرئيس الفرنسي ، يمكن رفع عشرات القضايا والدعاوى المختلفة من عدة جهات ، وتكثيف ضغط هائل لدفع القضايا لتحقيق نجاح هام ، وإن طال الوقت فإن وجود تلك الدعاوى هو جرس إنذار لمن يستخف بملايين المسلمين ويتراجع خطوة للوراء ، لكن من يأمن ردة الفعل يغالي في الفعل، ومن يجد ردة فعل دموية تصب في صالحه سيغالي أكثر في غيّه فهو مستفيد تماما من كل نقطة دم تسيل ويجني من ورائها الملايين ويزداد انتشارا وشهرة .
أما الشعارات والأيقونات واللعنات والفوتوشوب والسخرية التي لا هدف لها ، كل ذلك لن يجدي نفعا ولن يؤثر في مواقف الرئيس الفرنسي ولن يجعل وضع المسلمين في أوروبا أفضل حالا.



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلّة منام
- الفلسطيني تحت ضرس الإعلام العربي
- سلاح الإعلام بين الحنكة وسوء الاستخدام
- وليد الصدفة
- خديعة الحرب الكبرى
- قطاع غزة والانتخابات الإسرائيلية المقبلة
- دمكَ ماء
- القضية ما بين نقل السفارة وتحديد عدد اللاجئين
- الشعوب العربية ولعنة الديمقراطية
- الخامس من يوليو علامة فارقة في تاريخ اتحاد الكتاب الفلسطينيي ...
- معادلة القصف بالقصف بين الواقع والمكابرة
- نادلة الغاب
- قرار إلغاء الامتحانات النهائية وآثاره السلبية
- المصالحة الضيّقة حد التمزق
- شعب من حجارة الشطرنج
- بطانة الرئيس بين عملقة وتقزيم الخصوم
- غزة التي تؤرق العالم!
- قُلْ يا وردُ ما تشاء
- عملاء ولكن،،،
- دعوةٌ للخاتمة


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شجاع الصفدي - حادثة فرنسا وميزان الوعي