أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة محمد لمين عبد الله - الإستقلال ليس صندوق عجائب














المزيد.....

الإستقلال ليس صندوق عجائب


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا سألنا أيَّ إنسانٍ صحراويٍّ عن هدفهِ المنشودِ، و طموحاتهِ و أحلامهِ في الحياةِ، فإنَّه سيذكرُ لنا، من بين الأشياء التي سيذكرُها، و ربّما أهمُّ شيءٍ عنده، أنّه يريدُ الإستقلالَ الوطنيَّ و بناءَ الدّولة الصّحراويّة المستقلِّة على كامل ترابِ وطنِه، الصحراء الغربية. إنّها مسألةٌ لا يوجد جدالٌ حولَها. لكنْ يجب على الكثيرين منَّا التخلي عن الفكرة السّائدة على نطاق واسع، و هي أنَّ الإستقلالَ الوطنيَّ هو شيءٌ يشبه صندوقَ العجائب. يعني: الإعتقادُ السّاذجُ الموجود عند البعض منّا، المتمثل في أنّنا، بمجرّد أنْ ننالَ إستقلالَنا الوطني، و نتمكنّ من السيطرة على أرضنا و مياهنا و أجوائنا و ثرواتنا، و بعد الفرح العارم بنشوة النّصرِ، و الإحتفالِ بالإنجاز العظيم؛ ثمّ نفتحُ صندوقَ العجائب، سيصيبُنا الذّهولُ لِما تراهُ أعينُنا من نفائسٍ ثمينةٍ، و كنوزٍ برّاقةٍ، وعجائبَ و معجزاتٍ، و أشياءٍ جميلةٍ خياليّةٍ يعجز اللّسَانُ عن وصفها. فتتحققُ، حينذاك، كلُّ أحلامِنا و طُموحاتنا، و تتجسّدُ كلُّ أمانينا و آمالنا، و تُحلُّ كلُّ مشاكلنا؛ و تنتهيٍ، إلى الأبد، آلامُنا و معاناتُنا؛ و نعيشُ في أمنٍ و سلامٍ و وئامٍ و رفاهيّةٍ و إزدهارٍ و سعادة دائمةٍ.

هذا النّوعُ من "الإستقلال" هو شيءٌ لا يوجد في الواقع. لأَنّ كلَّ دولِ و شعوب العالم التي سبقتنا، بما فيها تلك التي بلغت مرتبةً عاليّةً من التّطوّر في شتى المجالات، و تملكُ الوسائلَ و الإمكانيات الهائلة، لم تحرزْ إستقلالاً كهذا، بما يمثله من حرّيّة و عدالة و أمن و رقيٍّ، مثلما كانت تحلمُ به في البداية.

يجب علينا إدراكُ أنَّ ما سننالُه من الحريّة و الكرامة و العدالة، و ما سننعمُ به من السّلم و الأمن و الوئام و الإستقرار، في الدولة المستقلة، هو ذلك الشيء الذي يجبُ أنْ نكرِّسَه و نعملَ على تحقيقه في مختلف جوانب حياتنا الرّاهنة. و لنْ نبلغَ المرامي التي نسعى إلى تحقيقها، إلا بقدر المجهود الذي نبذلُه، و التنازل الذي نقدّمُه، و صفاءِ الرّؤيةِ التي نرسمُها، و نبل المقاصد و السلوكات و القيّم التي توجِّهُ عملَنا. إنّ عالم اليوم لا يوجد فيه شيءٌ بالمجان، و لا تستطيع أيٌّ أمّة أن تأخذَ لنفسها إلا ما تستحقُّ، و ما هيّ أهلٌ له. نحنُ لا نستطيع أنِ نطلبَ من العالم أن يقدم لنا إلا ما نستحقهُ و نثَمِّنُه بالفعل، وما نؤمنُ به حقَّاً، و نتعلّق به، و نعملُ كلَّ ما في وسعنا من أجل تحقيقه في حياتنا اليوميّة. نحنُ لن نكونَ أكثر تنظيما، و لا أَكثرَ عدلا و إنفتاحا و تسامحا، و لا أكثر حريّة و ديمقراطية، من وضعنا الحالي؛ و لن تسود بيننا الأخلاقُ الحميدة، و القيّمُ الحضاريّة؛ ما لم نبادر الآن، و دون مُماطلةٍ، و بنيّة حسنة، و بتوظيف كلِّ ما نملكه من خبرة و إمكانيات، بوضع اللّبِنات الأساسية لما نطمح أنْ نكونَه غداً.

نحنُ نستطيعُ الآن، تحديد نوع الأشياء التي نريد الحصول عليها في المستقبل، التي نتمنىّ أن يضُمّها صندوق العجائب الذي نسميه "الإستقلال". إنَّها الأشياءُ الجميلةُ، النبيلةُ، الواضحةُ، البرّاقةُ؛ التي تهفو إليها قلوبُنا، و تشتاقُها نفوسُنا. هذا التصوّر يساعدنا على بَلوَرة نموذجٍ واقعيٍّ في حياتنا المُعاشة. قد يكون نموذجا متواضعا و بدائيّاً، و يفتقر إلى الكثير من الوسائل و الشروط الضرورية، و قد يبدو للبعض أشبه باللّعبة، أو التمثيل؛ لكنّه نموذجٌ مصغّرٌ يعكسُ نوَايانا و يعبّرُ عن أحلامنا و طموحاتنا. فهو نموذجُنا الخاصُّ بنا، المناسبُ لنا، المثاليُّ، المتميّز،ُ الفريدُ؛ الذي لا يستطيعُ المغربُ أنْ يُحاكيَّه.



#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنعمل على تطوير ذواتنا
- أمور مزعجة
- نحن ساهمنا في تعيين الحكومة الجديدة؛ فلماذا التذمر؟!
- الاعلان عن منحة في النرويج لطالب(ة) صحراوي(ة)
- الحياة السريعة في البلدان المتقدمة
- الإلهام و الإبداع
- نحن و الطفرة التكنولوجية في القرن الواحد و العشرين
- شُكوكٌ متبادَلة
- بناء مؤسسات لا مخزنية
- بعد قرار البرلمان الأوروبي .. الصراحة راحة!!
- جريمة قتل خاشقجي: رسائل مُشفّرة للسعودية
- ملاحظات على هامش قضية خاشقجي
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!
- الرأسمالية، ايضا، لديها برنامج عمل وطني
- المرأة إنسان راشد؛ و الرجل كذلك
- الو، بريسيدينتي


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة محمد لمين عبد الله - الإستقلال ليس صندوق عجائب