أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن أحراث - اليوم العالمي للمدرس: كذبة سوداء..














المزيد.....

اليوم العالمي للمدرس: كذبة سوداء..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 15:36
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كل الأيام العالمية (اليوم العالمي لحقوق الإنسان، اليوم العالمي للمرأة، اليوم العالمي للمدرس، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم العالمي للطفل...)، وتوأمتها الوطنية، أضحت مناسبات للضحك على الذقون وامتصاص الغضب والسعي الى تقليص درجات الاحتقان. إن كل يوم من هذه الأيام صار كباقي الأيام العادية أسودا، وللدقة كذبة سوداء. فالجهة التي صنعت هذه الأيام، أي الأمم المتحدة، تسيء اليها وتكرس هيمنة أسيادها، أي الامبريالية؛ وتفسح المجال أمام الأنظمة الرجعية للإجهاز على المكتسبات المنتزعة بفضل التضحيات الجسيمة، ولتنزيل المخططات الطبقية المدمرة، ومنها استهداف الوظيفة والمدرسة العموميتين والحق في الإضراب وباقي أشكال وقلع المقاومة...
لنقترب أكثر من المدرسات والمدرسين، بماذا نفسر تهنئة الوزارة الوصية سنويا لنساء ورجال التربية والتكوين بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، 05 أكتوبر (ذكرى إصدار التوصية المشتركة بين اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية حول أوضاع المدرس سنة 1966)، وهي المسؤولة (بالنيابة) عن تعميق معاناتهم وآلامهم (التقاعد، التعاقد، شروط الاشتغال...) والإجهاز على مكتسباتهم؟!! من المسؤل عن مرسوم تجميد الترقيات، مثلا؟!!
من يفصل "الملفات" تفصيلا، أي فرق تسد (الإدارة التربوية، الترقي بالشهادات، المكلفون خارج سلكهم، أطر التوجيه والتخطيط، دكاترة التربية الوطنية، المساعدون التقنيون والمساعدون الإداريون، المقصيون من خارج السلم ومن الدرجة الجديدة، الملحقون التربويون، ملحقو الاقتصاد والإدارة، المبرزون والمستبرزون، المفتشون، أطر التسيير المالي والإداري...؟!!
ما دلالة شعار الأمم المتحدة لهذه السنة "المدرسون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصور المستقبل"؟!!
هل الأمر يعني فعلا الشغيلة التعليمية المغربية المقموعة والغارقة في مخططات الذل والإهانات؟!! لا أعتقد أن هذا الشعار يتلاءم وواقعنا المر الذي يغيب فيه الاعتراف والتحفيز والمسؤولية والمحاسبة، ويسود فيه بالمقابل الفساد والإفلات من العقاب..
هل لشعار وزارتنا الوصية هذا الموسم "من أجل مدرسة متجددة ومنصفة ومواطنة ودامجة" أثر ملموس داخل مؤسساتنا التعليمية؟!!
شعار "جميل" يكثف معاني الحكامة والنضج؛ لكن، لا طعم ولا لون له على أرض الواقع..!!
كفى من "استبلاد" المدرس/ة ومن خلاله بنات وأبناء شعبنا..!!
فواقع التعليم ببلادنا، كما الصحة والتشغيل والسكن...، مؤشرات تفضح إمعان النظام في تفقير وتجهيل شعبنا لضمان استمراريته. إن الأوضاع المزرية للمدرسات والمدرسين لا تخفى على أحد ولا تختلف عن أوضاع الشغيلة عموما بمختلف القطاعات. وقد تفاقمت بفعل الوضع الوبائي الحالي كمشجب لتبرير الإقصاء ومصادرة الحق في الاحتجاج والرفض، وبالمقابل فرض الأمر الواقع المزري والبئيس.
إنه بدل الأسلوب التقليدي للإشادة الفارغة والعاطفية وبدل إطلاق المبادرات والمشاريع المرتجلة والمستحيلة بدون متابعة أو تقييم (البكالوريا المهنية والمسار المهني مثلا، حيث نستغرب كيف فُصلا على مقاس التعليم العمومي فقط) وبدون محاسبة (البرنامج الاستعجالي مثلا)، المطلوب الاستجابة الواقعية لأبسط المطالب العادلة والمشروعة. فنجاح أي مبادرة أو مشروع تربوي (جماعات الممارسات المهنية مثلا أو ما يتصل بها كمشروع المؤسسة أو الأستاذ/ة الرئيس/ة أو منسق/ة الحياة المدرسية أو APT2C...) رهين بتوفير الشروط اللازمة للتحفيز والتنزيل، وفي مقدمتها الاستجابة الفورية للمطالب المستحقة.
إن المدرس/ة لا يحتاج الى الكلام المنمق من طرف الوزير أو غيره، كما لا يحتاج الى الشعارات البراقة من طرف من يدعي الدفاع عنه. لقد "شبع" الكلام المنمق والشعارات الفارغة، والوعود أيضا. وصار مثخنا بجراح التهميش والإهمال ومتخما من مسلسلات "الإصلاح" التي لا تنتهي، وآخرها "الرؤية الاستراتيجية"..
نتفهم التخليد الرمزي لهذه المحطات من طرف المعنيين والمتضامنين معهم، كتعبير عن تسجيل الاعتزاز وإعلان الحضور الإيجابي والمنتج من جهة، وكلحظة حميمية لتقاسم الحزن والفرح من جهة أخرى. لكن ما لم تتحول هذه المناسبات الى بؤر تعبوية حارقة لمواصلة النضال المنظم، ودائما من طرف المعنيين وليس بالوكالة، فلن يكون هناك اعتزاز ولا اعتراف ولا حضور، ولا تقاسم حتى...
إن الأيام الدولية ليست أعراسا للاحتفال، كما ليست مآتم للتباكي..
ومن بين نقط ضعف الشغيلة التعليمية اليوم ضعف الذاكرة النضالية وفقدان الثقة في العمل النقابي والسياسي والجمعوي والسقوط في الفئوية (التشرذم النقابي) والأنانية المفرطة وتسلط قيادات انتهازية غارقة في وحل المساومة والرضوخ للأمر الواقع المسطر من طرف المؤسسات المالية الدولية، صندوق النقد الدولي والبنك العالمي..
لا بديل عن العمل النقابي المؤطر، لكن ليس بمعنى تمجيد الإطارات الميتة والقيادات والرموز البيروقراطية وتغذية أطماعها المادية والمعنوية، والتعايش مع تواطؤها وقبول مهادنتها الماكرة وأساليب عملها القائمة على الكولسة والغموض والتضليل؛ والأخطر "الاجتهاد" والسعي الحثيث الى تبرير كل ذلك الإرث الثقيل من التخاذل والإساءة الى الشغيلة وعموم شعبنا. إننا مع العمل النقابي المكافح كآلية ميدانية وواجهة نضالية لانتزاع المكتسبات بالنسبة لكافة الشغيلة، وخاصة العمالية. علما أن مسؤولية المدرس/ة قائمة فيما يخص الانخراط الفعلي والمستمر في المعارك النضالية في شموليتها والمساهمة في رقيها وتطويرها رغم إكراه الواقع السياسي الموبوء. وللشغيلة التعليمية رصيد نضالي تاريخي (تضحيات وبطولات 1979 مثلا، وما ترتب عنها من توقيف وطرد واعتقال...)، لابد من صيانته وتخصيبه وتلميعه بمزيد من التضحيات والبطولات...
إنها معركة متواصلة.. فما حك جلدك مثل ظفرك...
كل التحية والتقدير لنساء ورجال التعليم..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد مولدي: لحظة فرح..
- -المناضل- المنشار
- عمال امانور: شموخ في زمن الرضوخ..
- صلادي ومبروم.. فارسان ترجلا قبل الأوان
- رسالة مفتوحة الى مجهول
- معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري 1984-1991
- إضراب رمزي عن الطعام اليوم
- مراكش، المدينة العالمية تحترق..
- فلسطين..
- للباطرونا -رب- يحميها..
- كورونا تعرف -لالّة ميمونة-
- الهيئات الحقوقية المغربية تحتضر..
- رموزنا تقتلنا..
- أمجاد عمال امانور وأمجاد المعتقلين السياسيين..
- عمال أمانور في مواجهة أخطبوط
- الشيخ إمام: رسالة وبندقية..
- ودروس أمريكا أيضا..
- لماذا تكذبون؟!!(*)
- عمال امانور أبطال مرحلة..
- عمال امانور، أولا وأخيرا..


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن أحراث - اليوم العالمي للمدرس: كذبة سوداء..