أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - الانتخابات الأميركية...هل من مفاجآت!















المزيد.....

الانتخابات الأميركية...هل من مفاجآت!


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 17:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


استيقظ الأميركيون والعالم بأسره، أمس، على خبر صاعق عن إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته بفيروس كورونا. وما زال الوقت مبكراً لإصدار أحكام سريعة، ولكن من المؤكد أن هذا الحدث سيترك آثاره القوية وبشكل قد يكون حاسماً على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثالث من الشهر القادم. وبعيداً عن سيناريوهات تفترض الأسوأ، فمن المؤكد حدوث اضطراب في الحملة الانتخابية بما فيها المناظرات المقررة والجولات المخطط لها، كما أنه من المؤكد أن فيروس كورونا الذي حاول ترامب جاهداً إقصاءه عن الحملة الانتخابية سيكون محورها الأساسي.

وقبل الخبر الصاعقة بدأ العد التنازلي للانتخابات الأميركية، والمقررة في الثالث من تشرين ثاني القادم، وسط حالة تخبط واستقطاب عالية تسيطر على المشهد الأميركي، انعكست بوضوح خلال المناظرة الرئاسية الأولى قبل أيام. وشكلت شخصية الرئيس دونالد ترامب المثيرة للجدل مصدراً لتلك الحالة، خصوصا بعد تلميحه أكثر من مرة بعدم نيته تسليم السلطة في حال خسارته في الانتخابات بحجة التزوير فيها، جاء آخرها خلال تلك المناظرة. أثار موقف ترامب هذا مخاوف الاميركيين من وقوع حرب أهلية، فقد تنبأ توماس فريدمان، الصحفي الأميركي الشهير، بأن بلاده قد تكون مقبلة على حرب أهلية. ولكن الحرب الاهلية ليست بالضرورة ما قد ينتظر الولايات المتحدة الان، اذ صدر العديد من التصريحات الرافضة لموقف ترامب من قبل أقطاب الحزب الجمهوري. كما أن النظام الأميركي قد تجاوز في الماضي خلافات حول نتائج الانتخابات بين مرشحين للرئاسة عبر القضاء.

يعتبر تلميح ترامب بعدم التسليم بنتائج الانتخابات في حال خسارته لها شاذاً وغريباً في مجتمع ديمقراطي يعتمد عملية الانتقال السلمي للحكم منذ عقود عديدة. الا أن ذلك الموقف لترامب يأتي في سياق سلسة من المواقف والسياسات التي وصمت حقبته، وانعكست في حالة الاستقطاب والانقسام الكبير الذي أصاب المجتمع الأميركي ما بين البيض والملونين، والمحافظين والليبراليين، والجمهوريين والديمقراطيين. وعلى ما يبدو أن ذلك الموقف جاء نتيجة قلقه من أن تأتي نتائج الانتخابات لغير صالحة، بعد أن أكدت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع نسبة تأييده ضمن قطاعات رئيسة في المجتمع الأميركي، بما فيها الجماعات الصهيونية المسيحية (الافنجليلكلز)، والتي ضمنت له النجاح في الانتخابات السابقة.

وانخفضت شعبية ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة مقارنة بانتخابات عام 2016، بين كبار السن ومحدودي الدخل والسود والملونين، كما تراجعت نسبة تأييده من قبل شريحة الشباب من الافنجليكلز والأرثوذكس البيض. جاء ذلك التراجع في ظل انتقاد واسع لادائه في التعامل مع جائحة كورونا وارتفاع معدلات البطالة وتصاعد موجة العنف العرقي.

فقد دعم أداء ترامب حوالي 84٪ من البروتستانت البيض قبل عدة أشهر، وانخفضت تلك النسبة إلى 68٪ في شهر تموز الماضي. كما تراجعت نسبة تأييد الكاثوليك البيض له من 48٪ في العام الماضي الى 36٪ هذا العام. وكان ترامب قد حشد دعم 81٪ من الافنجليلكلز في الانتخابات السابقة، في أعلى نسبة تأييد حصدها مرشح جمهوري للرئاسة منذ انتخابات عام 2004، الا أن 75% منهم فقط أبدى ارتياحه لأدائه مؤخراً.

ورغم عدم تجاوز نسبة تأييد ترامب من قبل الأمريكيين اليهود 15٪، وكذلك من قبل الأميركيين من أصول لاتينية وأفريقية سوداء 5٪ من مجمل نسبة تمثيلهم الكلي (30٪) عام 2016، الا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى مزيد من التراجع في نسبة تأييدهم له. ويحصد الحزب الديمقراطي عموما ما بين 70-80٪ من أصوات اليهود وثلثي أصوات الملونيين، و90٪ من أصوات السود.

ورغم ذلك لا يزال 38٪ من الأميريكيين يؤيدون طريقة تعامل ترامب مع الجائحة ويدعمه 58٪ من المسيحيين و58٪ من البيض و53٪ من النساء البيض. فيحتضن معظم الافنجليكلز ترامب، خصوصا أولائك الذين يصوتون له على أساس أيديولوجي، ويشكلون ثلث قاعدته الانتخابية، ودافعوا عنه بقوة عندما تصاعدت أصوات لعزله.

ويشكل الافنجليلكلز أكبر كتلة انتخابية منظمة ومتماسكة في الولايات المتحدة، يتراوح ثقلها الانتخابي ما بين ربع وخمس القوى الانتخابية في البلاد. تكونت هذه الكتلة خلال حقبة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، فباتت منذ ذلك الوقت قوة مؤثرة في صنع القرار السياسي الأمريكي، من خلال تأثيرها على نتائج الانتخابات.

ويدعم الافنجليلكلز إسرائيل انطلاقاً من قناعات دينية، ومن هنا جاءت تسميتهم بالصهيونية المسيحية. كما أنهم يدعمون عموما الحزب الجمهوري، انطلاقا من مواقفه الأكثر محافظة من الناحية الدينية والأكثر تشددا من الناحية القومية، مقارنة بالحزب الديمقراطي. ويعارض الافنجليكلز التوجهات العلمانية والانفتاح الليبرالي، ويحاربون هجرة الملونين إلى الولايات المتحدة، ويرفضون التزاوج عبر الاثنيات، خصوصا ما بين البيض والسود، ويعادون المسلمين.

ويعارض الافنجليلكلز قوانين استيعاب اللاجئين في البلاد، خوفا من أن يؤثر ذلك على نسبة الأغلبية البيضاء مقارنة بالاقليات الملونة. ويهتم المسييحيون المحافظون عموما، والافنجليلكلز خصوصاً، بالمحكمة الدستورية العليا وعملية اختيار قضاتها، والتي تأتي اعتماداً على ترشيح رئيس الدولة، لضمان التوازن الأيديولوجي لصالحهم. فقرارات القضاة في المحكمة العليا تعكس توجهاتهم في قضايا حساسة خلافية في المجتمع الأمريكي كالاجهاض وزواج المثليين وحرية امتلاك السلاح وغيرها.

وتعكس سياسات ترامب ومواقفه طوال فترة ولايته حرصه على كسب تأييد الافنجليلكلز، فقد أحاط نفسه بممثلين عنهم، على رأسهم نائبه مايك بنس، وبين كارسون وزير الإسكان، ومايك بومبيو وزير الخارجية وغيرهم. كما عمل على تعيين قضاة وموظفين كبار من الاتجاه المحافظ لحماية مواقف ومصالح الافنجليكلز ومكانتهم ووجودهم السياسي في البلاد. فجاء تعيين ترامب للقاضية المحافظة إيمي كوني باريت قبل أيام، لخلافة القاضية الراحلة روث غينسبورغ، ضمن ذلك السياق.

ويتقدم بايدن في استطلاعات الرأي على صعيد الانتخابات الوطنية بفارق يترواح ما بين سبع وعشر نقاط،، الا أنه لا يمكن اغفال أهمية المجمع الانتخابي في حسم المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة. ففي انتخابات عام 2016 ورغم تفوق مرشحة الرئاسة هيلاري كلنتون على المرشح دونالد ترامب بفارق يزيد عن ثلاثة ملايين صوت خلال التصويت القومي، خسرت كلنتون معركتها الانتخابية الكلية لخسارتها الأصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي. ويعتمد تصويت المجمع الانتخابي على أصوات الولايات، حيث تمثل كل ولاية في المجمع الانتخابي بعدد أصوات محدد يعكس عدد سكانها، ويحصد المرشح الفائز في الولاية جميع الأصوات المقررة لها في المجمع الانتخابي. ويبلغ مجمل عدد أصوات المجمع 538 صوت، ويحتاج النجاح لحصد 270 صوتاً منهم.

ومن المعروف أن معظم الولايات الأميريكية تؤيد بشكل مستمر أحد الحزبين، باستثناء ست ولايات متأرجحة، يسعى كل حزب خلال الانتخابات لكسب تأييدها. وتعتبر فلوريدا ساحة معركة انتخابية هامة، فهي أهم الولايات المتأرجحة الست لامتلاكها 29 صوتا في المجمع الانتخابي. وانخفضت نسبة تمثيل الافنجليكلز في الولاية ما بين عامي 2016 و2020 بما قد يؤثر على نتائج انتخابات الولاية لصالح جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي. ويتقدم بايدن بفارق كبير في ثلاث ولايات متأرجحة هي ميتشيغان وبنسلفانيا ووسكنسن، وخسارة دعم تلك الولايات قد يعني خسارة الانتخابات.

واخيراً، هل ستكلل الانتخابات الرئاسية الأميركية بقبول نتائجها والانتقال السلمي للسلطة؟ ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال، فقد أعلن ترامب أكثر من مرة أنه سيعتبر الانتخابات مزورة في حال عدم فوزه فيها. موقف ترامب هذا يضع الديمقراطية الأميركية في موضع اختبار جاد، خصوصا بعد أن دعا الجماعات العنصرية المسلحة البيضاء المؤيده له بالوقوف على أهبة الاستعداد.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيجلب انتخاب جو بايدن الجديد للفلسطينيين؟
- اجتماع الأمناء العامين... هل يمكن أن يشكل نقطة تحول؟
- انفجار بيروت: الجريمة التي وضعت لبنان على المحك
- الاستراتيجية الصهيونية للاحتلال في الضفة الغربية وآليات مواج ...
- خطوة الضم آتية ...ماذا بعد
- التباس العلاقة بين فتح وحماس
- إعلان بلفور أكبر جرائم هذ العصر
- الخيارات الفلسطينية المتاحة لمواجهة مؤامرات الاحتلال
- لماذا لم يعلن ترامب عن صفقته رسمياً من أمام الجمعية العامة !
- الشرارة الاولى تبدأ من المسجد الأقصى
- ‎اتفاقية أوسلو والنفق المظلم
- لماذا لم تلحق فلسطين بثورات الربيع العربي؟
- الفلسطينون يغيرون شروط اللعبه
- الاسلاميون والربيع العربي
- طبيعة الدور الإيراني في الشرق الأوسط
- مفاوضات عرجاء نتائج متوقعة وأخطاء متكررة
- أزمات تنذر بالانفجار
- ثمن الانقسام
- إسرائيل لم تسع يوماً للسلام
- الولايات المتحدة حقائق لا تحقق الأمنيات


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - الانتخابات الأميركية...هل من مفاجآت!