أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنية الحسيني - الشرارة الاولى تبدأ من المسجد الأقصى














المزيد.....

الشرارة الاولى تبدأ من المسجد الأقصى


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





لم يكن مستغربا أن يكون المسجد الأقصى الشرارة التي فجرت الانتفاضة الثانية عام 2000 بعد اقتحامه من قبل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال في ذلك الوقت. ومن المرجح أيضا أن يكون المسجد الأقصى الشرارة التي ستشعل النار في الاراضي الفلسطينية الان. فالمسجد الاقصى ليس فقط أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للفلسطينيين، بل هو أيضا رمز وطني جامع يحشد الكل الفلسطيني حوله، مسلم ومسيحي، فتحاوي وحمساوي، من يافا أو من الخليل . وقد يشكل الفلسطينيون اليوم بالتحامهم لنصرة الأقصى عهدا جديدا، يقف الشعب بكامل طاقاته متصديا للاحتلال الذي غالى بتبجحه، ولتكن هبة الفلسطينيين نصرة للاقصى اليوم الخطوة الاولى في طريق رفض إستمرار الاحتلال.

تعد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى مثال فاضحا لقباحة الاحتلال وهمجيته. فمنذ سقوط القدس في حرب عام 1967، عمل الكيان المحتل وعبر سياسات مدروسة على ضم المدينة المقدسة وتشويه هويتها العربية، وتبديل تركيبتها السكانية، وعزلها عن محيطها الفلسطيني في سبيل خلق مدينة ذات طابع يهودي. كما سعى الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى وتغيير وضعه القانوني وتقسيمه زمانياً ومكانياً وتحويله من مسجد إسلامي الى معبد لليهود.

وتخضع مدينة القدس وضواحيها التي احتلت عام 1967، والذي يقع المسجد الأقصى ضمن نطاقها قانونيا تحت سلطة الاحتلال، وتنطبق عليها أحكام اتفاق لاهاي لعامي 1899 و1907، وأحكام اتفاق جنيف الرابع عام 1949، والبروتوكولات التابعة له. كما ترسم العديد من قرارات مجلس الأمن الواقع القانوني الذي تعيش في ظله الاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام 1967ومن ضمنها مدينة القدس، حيث تؤكد تلك القرارات على عدم شرعية الاحتلال لتلك الاراضي، بل وطالبت تلك القرارات الكيان المحتل بالانسحاب منها، وعلى رأس تلك القرارات القرارين 242 و338 الصادرين عامي 1967 و1973.

ويقع المسجد الأقصى تحت رعاية الحكومة الأردنية قانونيا بصفتها الوصية على شرق القدس وخدمة المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية فيها. وتنطبق على المسجد الأقصى أحكام المادة 22 من اتفاق لاهاي عام 1907 التي تحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية أو الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب، كما تخضع لاحكام المادة 27 من نفس الاتفاق في الملحق الرابع منه، والتي تنص على وجوب اتخاذ القوات المحتلة كل الوسائل التي تضمن عدم المساس بالمباني المعدة للمعابد وللفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية. وتلزم بنود معاهدة لاهاي لعام 1954 قوات الاحتلال حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة. وتنص العديد من قرارات مجلس الأمن على عدم قانونية أية إجراءات يقوم بها الاحتلال لتغيير واقع المسجد الأقصى منها القرار 252 عام 1968، والقرارين 267 و271 عام 1969 والقرار 453 عام 1979 والقرارات 465 و476 و478 عام 1980 والقرار 1073عام 1996. وانطلاقا مما تقدم، ليس من حق قوات الاحتلال الاسرائيلي تغيير أو تبديل أو ترميم أي جزء من المسجد الأقصى، أو حتى من المدينة المقدسة.

ولم تعد سرا تِلْك المخططات التي وضعها الاحتلال لتغيير مكانة المسجد الأقصى من مكان مقدس للمسلمين إلى آخر لليهود، عندما بدأ بترجمة تلك المخططات إلى إجراءات. فقامت سلطات الاحتلال بتحويل المدرسة التنكزية، الواقعة عند باب السلسلة، وهي وقف إسلامي وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى إلى كنيس يهودي. كما سعى الاحتلال لإنشاء مجمع تعليمي يهودي في حي جبل المكبر الفلسطيني. وأقدم الاحتلال على إقامة شبكة سلال معلقة قرب الأماكن الإسلامية المقدسة، وبنى عشرات الأعمدة الضخمة التي تقطع الحوض المقدس تحت مسميات تهويدية. كما قام الاحتلال بتغيير أسماء بوابات المسجد الأقصى، وأسواره الإسلامية، وبدلها بأسماء توراتية. وأقدم الاحتلال على هدم المباني والآثار الإسلامية في منطقة حائط البراق، وحفر شبكة أنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، وصاحبها بعمليات سرقة للتاريخ وتزوير للآثار. ولاتزال سلطات الاحتلال تواصل حفرياتها الضخمة في موقع مدخل حي وادي حلوة القريب من المسجد الأقصى. وتأت جميع تلك الإجراءات وعلى مدار نصف قرن من الاحتلال لتتوج بالمخطط الإسرائيلي المعلن والذي يسعى لاعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لدولة الاحتلال عام 2020.

وتعد المخططات والاجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس وفِي المسجد الأقصى جريمة حرب، بموجب قواعد القانون الدولي. فنص ميثاق محكمة نورمبرغ في مادته السادسة الفقرة الثانية على أن أي اعتداء من قبل القوات المعتدية أو المحتلة على الآثار والمباني التاريخية من دون سبب تعد جريمة حرب. كما تعتبر معاهدة لاهاي عام 1954 اجراءات الكيان المحتل ضد المسجد الأقصى جريمة حرب أيضاً. وتعتبر القدس القديمة مسجلة رسمياً ضمن لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث دعت جميع قراراتها كيان الاحتلال للتوقف الفوري عن هذه الحفريات لمخالفتها القوانين الدولية، بما في ذلك الاتفاق الدولي الخاص بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972.

نعم يستحق المسجد الأقصى أن نلتحم من أجله، فكل ممارسات الاحتلال بحقه تعد جرائم، وجميع ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين هى جرائم، والوحدة والعمل الشعبي الجماعي هو السبيل الوحيد للوقوف في وجه جميع تلك الجرائم.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎اتفاقية أوسلو والنفق المظلم
- لماذا لم تلحق فلسطين بثورات الربيع العربي؟
- الفلسطينون يغيرون شروط اللعبه
- الاسلاميون والربيع العربي
- طبيعة الدور الإيراني في الشرق الأوسط
- مفاوضات عرجاء نتائج متوقعة وأخطاء متكررة
- أزمات تنذر بالانفجار
- ثمن الانقسام
- إسرائيل لم تسع يوماً للسلام
- الولايات المتحدة حقائق لا تحقق الأمنيات
- هل الفلسطينيون متسسللون في أرضهم؟
- السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنية الحسيني - الشرارة الاولى تبدأ من المسجد الأقصى