أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - لماذا لا نرى الحوائط الزجاجية الشفافة، لدرجة أن أغلبنا كثيرا ما يصطدم بها؟














المزيد.....

لماذا لا نرى الحوائط الزجاجية الشفافة، لدرجة أن أغلبنا كثيرا ما يصطدم بها؟


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 09:09
المحور: الطب , والعلوم
    


الاجابة باختصارٍ شديد: لا نرى الزجاج؛ لأن شفافيته تسمح للضوء بالمرور من خلالها، بلا انعكاس وبلا امتصاص لأي من موجاته.

التوضيح المبسط:
لا ترى أعيننا المواد الشفافة ومنها الزجاج والمياه النظيفة؛ لأن الشفافية، من الناحية الفيزيائية، هي خاصية للمواد التي تسمح للضوء بالمرور من خلالها، لذا؛ لا تعكس ولا تمتص حزمة الضوء المرئي. والانعكاس هو الآلية التي ترى بها أعيننا الأشياء، والامتصاص هو ما يُكسب المواد ألوانها؛ الأمر الذي يساعد العين على رؤية الأجسام بألوانها في حدود أطياف الضوء المرئي، فالمعروف أن اللون يرتبط بالامتصاص الانتقائي للأطوال الموجية المختلفة للضوء المرئي. وبما أن الموجة الضوئية تمر بشكل فعال من خلال الزجاج دون أي تغيير في خصائصها؛ يمكن لنا- نتيجة لذلك - أن نرى مباشرة كل الموجودات خلف هذا الحائط الزجاجي، ومن خلاله، كما لو أنه ليس موجودا؛ ولذا؛ نصطدم به متى ما غابت عنا المعلومة بوجوده مسبقا!
والطريف، أن نسبة الضوء المرئي (التي لا نرى إلا من خلالها فقط) تقدر بـ 0035٪ من الطيف الكهرومغناطيسي بأكمله، بمعنى أن أقل من 1٪ من كل الضوء الذي يصل إلينا موجود في الطيف المرئي؛ لذلك فالعين البشرية محدودة بشكل لا يصدق في نطاق رؤيتها.
والأطرف من ذلك؛ لو افترضنا نظرياً، واستطاع البشر أن يروا في جميع الأطوال الموجية للطيف الكهرومغناطيسي؛ فإن السماء الليلية ستكون مشرقة تقريبا مثل سماء النهار! ولو استطعنا الرؤية بموجات الراديو، مثلاً؛ فيحتمل ألا نتمكن من ملاحظة أشياء يقل قطرها عن مئات الأمتار، وسوف نتمكن من رؤية محطة الفضاء الدولية أثناء عبورها السماء، وفي النهار سنكون قادرين على رصد أقمار الأرصاد الجوية NOAA و Meteor في كبد السماء؛ لأطوالها الموجية الراديوية الهائلة، ولن نتمكن من رؤية أيدينا أمام وجوهنا؛ لأنها باتت شبه شفافة كالزجاج تحت الضوء العادي؛ وذلك لانخفاض ترددها كثيرا عن ترددات الضوء المرئي! أو كالطريقة التي يبدو بها الجلد شفافًا بمستشعرات الأشعة الطبية السينية، ذات التردد الأعلى بكثير من تردد الضوء المرئي.
ولكن أجهزة الاستشعار عن بعد تقوم بتعويضنا عن فداحة هذا النقص الطبيعي والمحدودية البيولوجية في مجال إبصارنا؛ بعيونها الصناعية (مجساتها) فائقة التقنية. فيعتمد التصوير الفوتوغرافي، مثلاً؛ في الاستشعار عن بعد (سواء الجوي منه أو الفضائي)، في أغلبه، على الضوء المرئي(VL).

وللراغب في الاستزادة بغرض الإلمام والإحاطة بالموضوع:
توضيح أكثر بالأمثلة: بمجرد أن تسقط أشعة الشمس على سطح الأرض؛ يتم امتصاص بعض هذه الطاقة عند أطوال موجية محددة وتنعكس بقية الطاقة بواسطة المواد السطحية. الاستثناءان الوحيدان لهذه الحالة هما إذا كان سطح الجسم عاكسًا مثاليًا أو جسمًا أسود حقيقيًا. مع العلم بأن توافر مثل هذه الأسطح في الطبيعة نادر جدًا. وعند النظر للشكل المرفق سنجد أن المنطقة المرئية من الطيف الكهرومغناطيسي المحدودة، نستطع بها تمييز ألوان الأشياء والكائنات؛ فلون أي كائن ما هو إلا الضوء المرئي الذي لا يمتصه ذلك الكائن. فعلى سبيل المثال؛ نرى الورقة الخضراء؛ خضراءٌ، لأنها تمتص الأطوال الموجية الزرقاء والحمراء من الضوء المرئي الأبيض الساقط عليها، بينما تعكِس الطول الموجي الأخضر لتكتشفه أعيننا. ونرى السيارة الحمراء؛ لأنها امتصت الأطوال الموجية الزرقاء والخضراء، وعكَسَتْ الطول الموجي الأحمر؛ لتكتشفه أعيننا... الخ.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يلعب مع الكبار كمن يلعب بالنفط والنار
- أبشع حرب جرثومية ضمن الأوبئة التي ضربت الأرض عبر التاريخ (در ...
- الخلط المحمود (العلم، العلمانية، والعولمة)
- الاشتقاق اللغوي
- أحلام العلماء تتحقق
- -أسوأ الاحتمالات- و-الاتجاه المعاكس- استراتيجية مقترحة للتفك ...
- -أسوأ الاحتمالات- و-الاتجاه المعاكس- استراتيجية مقترحة للتفك ...
- لماذا تبدو لنا النباتات خضراء؟
- كاردانو يحاور أبوللو
- الفوارق البيولوجية التطورية المعقدة (من وحي التطور الأحيائي ...
- تكتيكات العلاقات الشخصية بين الجنسين (دراسة اجتماعية في نسبي ...
- قالوا: -ناقصات عقلٍ ودين-
- رائِحةُ النُبْل (قصة قصيرة)
- التطور بين التنظير والتدليل من وحي التطور الأحيائي (10)
- الغوصُ في بحارِ العدم (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 4)
- رقصةُ الزمكان في حضرةِ الجغرافيا
- اعتقادات مغلوطة (العواطف بين العلم والدين)
- الآفاق النانوية والإعجاز العلمي (الحقيقي)
- الأوضاع الجيوستراتيجية المصرية الحالية بين القوة الناعمة وال ...
- الأوضاع الجيوستراتيجية المصرية الحالية بين القوة الناعمة وال ...


المزيد.....




- الحزب الحاكم في تركيا يلقي باللوم في خسارته على مواقع التواص ...
- فرنسا مستعدة لـ-تمويل البنية التحتية- لنقل الطاقة النظيفة من ...
- رسميًّا.. بأي عمر يعتبر الشخص -كبيرا بالسن-؟
- الإمارات تستقبل 25 من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرط ...
- فرحهم بمشاهدة أحلى كرتون للأطفال..حدث تردد قناة تنة ورنة على ...
- في تشيلي.. صحراء أتاكاما مكب نفايات للملابس العالمية!!
- خطر فضائي .. العثور على بكتيريا متحورة في محطة الفضاء الدولي ...
- لأول مرة .. العلماء يستخدمون تقنية جديدة لرؤية الخلايا السرط ...
- غوغل تضيف ميزة مهمة لتطبيق -Meet-
- فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - لماذا لا نرى الحوائط الزجاجية الشفافة، لدرجة أن أغلبنا كثيرا ما يصطدم بها؟