أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - التطبيع بين الأمس واليوم















المزيد.....

التطبيع بين الأمس واليوم


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 29 - 15:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


(الاستراتيجية تبنى على الواقع والمستقبل وليس على الماضي)
حتى نعرف عمق التحولات السياسية في العالم العربي في الجانب المتعلق بالصراع العربي أو الفلسطيني/ الإسرائيلي نقارن بين ما جرى عندما قام الرئيس المصري محمد أنور السادات بزيارة القدس ثم توقيع معاهدة صلح أو سلام مع الكيان الصهيوني 1979، وما يحدث الآن من توقيع دولتين عربيتين – الإمارات والبحرين-(اتفاقية سلام) معه. في الحالة الأولى قررت الدول العربية نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس، ومقاطعة مصر، وخرجت مظاهرات مليونية في أغلب العواصم العربية منددة بالتطبيع، وبعد ثلاث سنوات تم اغتيال السادات في حادث المنصة في 6 أكتوبر 1981من طرف جماعة متطرفة مصرية بتهمة الخيانة لأنه طبع واعترف بالكيان الصهيوني.
اما الآن فالتطبيع يتم مع دولتين ليست في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، وجامعة الدول العربية تبارك التطبيع، وغالبية الدول العربية صامتة إن لم تكن موافقة، والقيادة الفلسطينية تقف شبه وحيدة ليس في مواجهة الدولتين المطبعتين بل في مواجهة عديد الدول العربية الصامتة أو المعارضة للتطبيع بتحفظ، والجماهير العربية منشغلة بهمومها الداخلية أو مقهورة وغير قادرة على التعبير عن رأيها بحرية. في الحالتين كانت واشنطن هي الوسيط في عملية التطبيع إلا أنها في الحالة الأولى كانت وسيطا عن بعد أما في الحالة الأخيرة فهي العراب والمحرك الرئيس للتطبيع.
هذا هو الفرق بين عرب الأمس وعرب اليوم، ولكن أيضاً هناك فرق واختلاف كبير بين ما كان عليه الفلسطينيون بالأمس وزمن كامب ديفيد وما هم عليه الآن، حيث أن صلاية الموقف العربي تجاه التطبيع يتأثر بالموقف الفلسطيني تجاه الكيان الصهيوني، وكما تقول الأنظمة العربية لا يمكن أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
في السبعينيات كان الفلسطينيون موحدين في الداخل والخارج في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، يمارسون الكفاح المسلح أو العمل الفدائي في كل أرجاء فلسطين المحتلة وفي خارجها، كان شعارهم هويتي بندقيتي والهوية الوطنية بهذا المعني كانت جامعة للكل الفلسطيني بل تتسع لتشمل غير الفلسطينيين، لم تكن هناك مساومة على الحقوق الوطنية، كان الشعب الفلسطيني صاحب أنفة وعزة وكرامة لا يمكن شراؤه بالمال من أي طرف عربي أو إقليمي، كان هناك قيادات ذات شأن ووزن واحترام فلسطينياً وعربياً ودولياً ويُحسب لها ألف حساب، وكان الراحل أبو عمار ينتقل من دولة عربية إلى أخرى ومن مؤتمر إلى آخر لا يكل ولا يمل مقبلاً رأس الصغير والكبير.
أما حال الفلسطينيين اليوم، فقد أوقفوا تقريبا المقاومة بكل أشكالها بل فقدت هيبتها عندما أصبحت ورقة للمساومة على المال والمساعدات كما يجري على حدود قطاع غزة، وتعترف منظمة التحرير بإسرائيل والسلطة تنسق مع دولة الاحتلال، والانقسام يتعمق مصحوبا بصراع على سلطة هزيلة تحت الاحتلال، والأحزاب تخوِّن وتكفِّر بعضها البعض عبر الفضائيات وكل أشكال التواصل الاجتماعي، تتفكك الهوية الوطنية والأواصر الاجتماعية والأسرية، تفعَل استراتيجية الإلهاء فعلها في المواطنين المسحوقين تحت وطأة الفقر والجوع والبطالة وأزمات الكهرباء والمياه والتنقل والسفر عبر الحدود، كما تحول الفدائيون والمجاهدون إلى موظفين يعتاشون على مساعدات وأموال أقرب للرشوة الجماعية من أصحاب أجندة عربية وإقليمه ودولية.
بالتأكيد ما أوصل القضية الفلسطينية لهذا الحال هو الاختلال الكبير في موازين القوى مع الكيان الصهيوني وهو احتلال تعزز مع تحولات عربية وإقليمية ودولية صبت في طاحونة دولة الاحتلال، ولكن هذا لا ينفي وجود تقصير وأوجه خلل في النظام السياسي الفلسطيني وفي النخب السياسية، حتى التقارب الأخير ما بين حركتي فتح وحماس والتوافق الذي تم في تركيا على إجراء انتخابات خلال ستة أشهر لا يجد مصداقية عند الشعب أو يأخذه مأخذ الجد.
قد تكون هذه صراحة مؤلمة ولكنها تعبير عن واقع عربي ودولي لا تهب رياحه حسب ما تشتهي السفن الفلسطينية، ولا يمكن للفلسطينيين أن يطلبوا من العرب ما يفتقدونه أنفسهم وهو وحدة الموقف، ولا ما كانوا يطلبونه قبل عقود، ولا يبدو في المدى القريب عودة الأمور العربية والدولية وحتى الفلسطينية إلى زمن السبعينيات والثمانينيات.
تطبيع بعض الأنظمة مع الكيان الصهيوني ليس نهاية الكون ويجب ألا يزعزع قناعة الشعب الفلسطيني بعدالة قضيته لسببين: الأول أن الأوضاع قبل تطبيع الإمارات والبحرين لم تكن وردية حتى نقول بأن التطبيع الجديد هو الذي أوقف أو عطل حصاد الانتصارات، والسبب الثاني أن الفلسطينيين هم أصحاب القضية والحق، والصراع واقعيا وبعيداً عن الأيديولوجيا والشعارات صراع فلسطيني إسرائيلي منذ مؤتمر مدريد للسلام 1991 ولن يكون هناك سلام لا في فلسطين ولا في الشرق الأوسط إلا باستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة.
لا نريد أن نقلل من خطورة تطبيع دولتي الإمارات العربية والبحرين مع إسرائيل، ولكن في نفس الوقت يجب عدم تهويل الأمر وكأن كل الأمة العربية تُطبِّع مع إسرائيل أو كأن هاتين الدولتين بالفعل كما يقول ترامب ونتنياهو ستحددان مسار السلام في العالم العربي وربما في العالم!!!، فنحن نتحدث عن دولتين تعترفان بإسرائيل وحتى إن أضفنا الأردن ومصر يكون العدد 4 دول من مجموع 22 دولة عربية، لا داع للهلع والتشنج تجاه تطبيع هاتين الدولتين وعلى القيادة الفلسطينية التفكر بالدول غير المطبعة وكيف تحافظ على ثباتها في مواقفها، أيضاً كيف تستعيد العلاقة الأخوية بين الشعبين الإماراتي والبحريني مع الشعب الفلسطيني، وليس من الحكمة التسرع في التخلي عن العمق العربي بالرغم من كل ما فيه من سوء، لأنه في حالة فقدان هذا العمق فإن البديل مشروع الشرق الأوسط الذي تعمل واشنطن على بنائه وانفراد إسرائيل بالشعب الفلسطيني، كما لا يمكن المراهنة على المحور القطري التركي حيث في هاتين البلدين أكبر القواعد العسكرية الأمريكية، كما أن قطر تعترف بصفقة القرن وتركيا عضو في حلف الأطلسي وبينها وإسرائيل علاقات دبلوماسية.
وأخيراً ولأن الاستراتيجية تُبنى على الواقع والمستقبل وليس على الماضي ولأن العالم يتغير، نتمنى على القيادة الفلسطينية الشرعية التفكير والعمل استراتيجيا ليس بما كانت عليه العلاقة تاريخياً بين فلسطين والعالم العربي ولا على المأمول من العرب بل بما عليه الواقع وباحتمال أن تعترف كل أو أغلبية الدول العربية والإسلامية بإسرائيل، وهذا يتطلب وضع استراتيجية وطنية تعتمد على الممكنات الفلسطينية وعدم المراهنة على العالمين العربي والإسلامي وكأنهما عمق استراتيجي ثابت ومضمون للفلسطينيين، وفي نفس الوقت التفكير بكيفية تصويب العلاقات مع الأنظمة العربية حتى وإن كانت مطبعة مع إسرائيل.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما انتخابات أو قيادة مفروضة من الخارج
- المطبعون يُجرِمون العرب ويبرئون الكيان الصهيوني
- بعد 27 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو
- تدهور غير محمود وغير مسبوق للعلاقات الفلسطينية العربية
- اغتيال السلام باسم السلام
- حول اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية
- عندما يتحول بعض العرب إلى مرتزقة في أوطانهم!
- التباس الخطاب السياسي وبؤس حوامله الإعلامية
- على الفلسطينيين أيضاً مراجعة مواقفهم وسياساتهم
- الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُ ...
- لبنان وفلسطين
- هل يمكن للدولة الواحدة أن تكون بديلاً عن حل الدولتين؟
- المزيد من التنازلات لن يجلب السلام
- الواقعية السياسية المفترى عليها
- مصر في مواجهة تهديدات غير مسبوقة
- للمشهد السياسي الفلسطيني اوجه متعددة
- العروبة ليست تهمة
- الموجة الخامسة للديمقراطية (دمقرطة الديمقراطية)
- الفلسطينيون ومعادلة (الرواتب أو الوطن)


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - التطبيع بين الأمس واليوم