أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - بمناسبة مرور عام على انتفاضة اكتوبر الشعبية العراقية : ( انتفاضة اكتوبر الشعبية في العراق ترفع شعارات الوطن والانتماء للعراق وليس للمذهب او القومية )















المزيد.....

بمناسبة مرور عام على انتفاضة اكتوبر الشعبية العراقية : ( انتفاضة اكتوبر الشعبية في العراق ترفع شعارات الوطن والانتماء للعراق وليس للمذهب او القومية )


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدأت التظاهرات الاحتجاجية في مدن العراق عفوية في بداية الأمر وبمطالب محدودة , سرعان ما اتسع نطاقها ومشاركة اوسع الفئات الاجتماعية فيها مع تحول اهدافها المطلبية المحدودة الى اهداف سياسية عامة طالبت بالتغيير الجذري لمنظومة الحكم الطائفية والفساد القائمة منذ 2003 , وتحولت التظاهرات الاحتجاجية الى انتفاضة شعبية عارمة عمت مدن العراق المختلفة التي عانت من الظلم والفساد والتخلف . فما الفرق بين الاحتجاجات والانتفاضة ؟
معنى الاحتجاجات والتي هي كمصطلح لغوي من احتج والجمع احتجاجات وتعني احتج اعترض واستنكر كما يمكن للاحتجاج ان يتخذ اشكالا مختلفة فردية او جماعية . وقد تطورت اشكال الاحتجاج عبر التاريخ حيث كلما ضيقت السلطات في أي زمان هامش حرية الاحتجاج , كلما طورت الشعوب وسائل احتجاجها فاستخدمت الشعر والنثر والغناء والأهازيج كما وظفت النكتة تعبيرا عن نقدها واستنكارها للسلطات , كما قد تتزايد حدة الاحتجاجات فتتطور الى مظاهرات حاشدة او اعتصامات وقد يأخذ اشكالا اقتصادية مثل مقاطعة البضائع كما حصل مع مقاطعة البضائع الايرانية بسبب دورها في التدخل بالشأن العراقي حيث رفع المنتفضون شعار ( خليها تخيس ) , او اغلاق المحال التجارية وغيرها .
لقد شهدت الفترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في العراق بطريقة غير مسبوقة على مستوى البلاد وتصاعدت في 2011 و2015 والى اليوم وكانت المطالب تتركز بشكل عام حول سوء الادارة وتردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية والتغييب القسري والفساد المستشري الى درجة وصلت بالفاسدين الى اتهام الطيور البريئة بأكلها الحنطة من الدرجة الاولى وبكمية 752 طن من سايلو النجف تتجاوز قيمتها 400 مليون دينار فلتغطية سرقتهم وفسادهم اتهموا الطيور وقد تداول المواطنون تصريح الفاسدين بسخرية واسعة ونشروا صور طيور عملاقة من باب التندر , هكذا يجري الفساد في العراق . الا يدعو ذلك جماهير الشعب التي تعاني من الخروج منتفضة ضد السلطة الفاسدة ؟ وعلى الرغم من ان الدستور العراقي قد كفل حق التظاهر في المادة 38 منه الا ان كل الاحتجاجات كانت تقابل بمستويات مختلفة من القمع بما فيه العنيف . وبات القمع باستخدام العنف والعنف المفرط هو الاسلوب الأكثر وضوحا في تعامل السلطات العراقية ( الديمقراطية !) مع التظاهرات السلمية . كما ادى انتشار الميليشيات المسلحة المرتبطة بالأحزاب الدينية وبأجندات خارجية رافضة للتظاهرات الى اغتيال الناشطين والاختفاء القسري والاعتقال غير القانوني , وهذا التعبير الجديد لديمقراطية الاسلام السياسي الحاكم .
ومع عودة التظاهرات في الأول من تشرين الاول / اكتوبر 2019 بدأ الخناق يضيق على النظام السياسي الطائفي برئاساته الثلاث ولذلك لجأت السلطة وميليشياتها المسلحة المدعومة من ايران الى استخدام الرصاص الحي بهدف قتل المتظاهرين السلميين وتصفيتهم للحفاظ على مراكزهم ومنافع ومغانم السلطة فكانت الحصيلة اكثر من 700 شهيد من الشباب المسالم الذي يحمل العلم العراقي ويرفع شعار ( نريد وطن ) , كما ازداد عدد الجرحى والمصابين لأكثر من 25 ألف جريح ومصاب , ومن يحاول اسعافهم يقتل ويلقى باللوم على ( الطرف الثالث ) , الى جانب اعداد كبيرة من المعتقلين . وقد تميزت تظاهرات اكتوبر برفع المتظاهرين لسقف المطالب بشكل كبير وعدم قبولهم بالإصلاحات الجزئية الترقيعية .
يمكن حصر اسباب الاحتجاجات الشعبية في العراق بسببين رئيسيين هما :
اولا : اسباب اقتصادية : حيث يعاني العراق من مشكلات اقتصادية كبيرة على الرغم من انه يعتبر من اغنى البلدان بالثروة النفطية والثروات المختلفة الاخرى حيث يحتل العراق المركز الثاني في الاحتياطي النفطي العالمي وهو ثاني اكبر بلد منتج للنفط بعد السعودية في اوبك ويتلقى مداخيل مالية كبيرة من تصديره لما يقرب من اربعة ملايين برميل نفط . غير ان هذه الواردات المالية الكبيرة التي يحصل عليها العراق لم يكن لها دور يذكر في تقليل مظاهر الفقر ومعالجة البطالة او تطوير البنى التحتية او تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب العراقي او تطوير الخدمات التعليمية والصحية والخدمات العامة او بناء المدارس التي مازالت طينية في كثير من المناطق او بناء المستشفيات او اقامة المشاريع الاستراتيجية او اصلاح الكهرباء التي انفق عليها نحو 65 مليار دولار وهي تراوح مكانها او توفير الماء الصالح للشرب وغيرها العديد من الامور التي لم تتحسن في ظل الثروات الكبيرة التي يملكها العراق . بل بالعكس فقد ازدادت الاوضاع سوءا بسبب سوء الادارة والفساد الكبير ونهج المحاصصة الطائفية فقد ارتفع معدل الفقر والفقر المقع في العراق بشكل كبير خاصة في المحافظات الجنوبية وارتفعت نسبة البطالة بين الشباب والخريجين واصحاب الشهادات العليا الذين تمت مواجهتهم بالرصاص الحي والغاز القاتل لأنهم يطالبون بتوفير فرص العمل التي اصبحت حكرا على ابناء المسؤولين واقاربهم بغض النظر عن توفر شروط التعيين . ويرجع هذا الخلل الجسيم بين قدرات العراق المالية الحقيقية وبين الأوضاع الاقتصادية الصعبة للشعب العراقي الى الفساد الكبير المتفشي في اجهزة الدولة ومؤسساتهاة المدنية والعسكرية وسوء الادارة الذي يظهر واضحا من خلال استيراد العراق للمنتجات النفطية والغاز من ايران على الرغم من كونه دولة نفطية كبيرة . فماذا يعني ذلك غير سوء الادارة والفساد ؟ الى جانب الهدر المالي الكبير وغياب الرؤى الاقتصادية الذي ميز الحكومات العراقية منذ العام 2003 . كما احتل العراق بفضل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 المراتب الاولى من بين دول العالم الأكثر فسادا حسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية , هذا الفساد الذي يستنزف مئات المليارات من الدولارات من 2003 دون ان يستفيد منها الاقتصاد العراقي والشعب العراقي . منذ 2003 والى اليوم وشعبنا محروم من الماء النقي الصالح للشرب والذي اصبح عبئا ماليا اضافيا للأسر العراقية الى جانب حرمانه من الكهرباء المستمرة على الرغم من انفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع وبدون أي نتيجة وشكل ايضا عبئا ماليا اضافيا للعائلة العراقية في ظل انعدام الرقابة الحكومية على اصحاب المولدات الأهلية اضافة الى معاناة الشباب واصحاب الشهادات العليا من البطالة حيث فرص العمل متوفرة حصرا لأبناء المسؤولين واقاربهم بغض النظر عن توفر الشهادة والخبرة وشروط التعيين . وقد شهدت الفترة من 2003 والى اليوم تعيين ابناء المسؤولين واقاربهم في عدد كبير من السفارات والقنصليات العراقية في الخارج اضافة الى الوزارات في الداخل. وقام احد المسؤولين بتعيين ابنته وزوجها اللذين يحملان الجنسية البريطانية ويعيشان في بريطانية بصفة دبلوماسيين بسفارة العراق في لندن كما عين نفس المسؤول 30 من اقاربه بسفارات العراق في الخارج. كما تم تعيين ابناء المسؤولين في السفارات العراقية في لندن وكندا وايطاليا والفاتيكان وفي بعض الدول العربية.. ومن الضروري اليوم تقييم مؤسسات الدولة في الداخل والخارج وتدقيق التعيينات فيها التي ينبغي ان تكون على اساس الشهادة والخبرة وتوفر ضوابط التعيين وان تراعى العدالة الاجتماعية في التعيينات , لا ان تكون التعيينات على اساس المحسوبية والمنسوبية والانتماء الحزبي ودرجة القرابة من المسؤولين . وينبغي على مجلس النواب فتح ملف التعيينات في السفارات العراقية وفي الوزارات المختلفة واستضافة الوزراء المعنيين بهذا الشأن . فهل يستطيع ذلك ؟ اشك في ذلك ... وبسبب معاناة الشباب والخريجين من البطالة فقد اضطر الكثير منهم الى الهجرة خارج العراق بحثا عن فرص عمل تليق بهم حيث تلقفتهم الدول الأخرى التي لم تنفق شيئا على تعليمهم . وعلى سبيل المثال فإن الأطباء العراقيين في السويد يشكلون حسب الاحصاءات حوالي 2 % من اجمالي العاملين في المجال الطبي السويدي. لم ير شبابنا في ظل النظام السياسي القائم على نهج المحاصصة والطائفية والفساد وجود آفاق لمستقبل قريب يكون في مصلحة الشعب في ظل النخب الحزبية المتنفذة المسيطرة على المال العام من خلال قوانين انتخابية مفصلة على مقاساتهم ومواد دستورية غير قابلة للتغيير من اجل البقاء والتشبث بالسلطة والحصول على مغانمها . افليس من حق الشعب الانتفاض على السلطة وسوء ادارتها وفسادها ؟
ومن فساد السلطة ومؤسساتها , تشير التقارير الى ان المخصص للمشاريع الاستثمارية في موازنة العراق الاتحادية للفترة من 1/1/2019 ولغاية 30/9/2019 ( 33) تريليون دينار انفق منها ( 9 ) تريليون دينار , فأين ذهبت الأموال المتبقية البالغة ( 24) تريليون دينار ولم ينفذ بها أي مشروع استثماري ؟ ولذلك افلا يحق للشباب وشرائح المجتمع الاخرى بالانتفاض ؟
مع وجود موازنات انفجارية لم تقدم الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم اية خدمات او انجازات في كافة المجالات. ومن جهة اخرى تشير تقارير الامم المتحدة ووزارة التخطيط العراقية الى ان من يعيش تحت خط الفقر في العراق حوالي 30% من الشعب مما حدى بالناس ارسال اولادهم الى الشارع للتسول بدلا من المدارس لكسب عيشهم على الرغم من كون التعليم في العراق الزامي في المرحلة الابتدائية, في ظل غياب دور الدولة. كما تشير الأرقام الى ان 45% من الموازنة الاتحادية تذهب لصرفيات الرئاسات الثلاثة وبذخها فمن اين تأتي الخدمات وتوفير فرص العمل للعاطلين في ظل هذه الأوضاع وسوء الادارة والاقتصاد الريعي .؟ الا يحق لأبناء الشعب المحروم الانتفاض ضد الظلم والفساد وسوء الادارة ؟
هذه العوامل وغيرها ادت في الأول من اكتوبر 2019 الى هبة جماهيرية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب سرعان ما تحولت الى انتفاضة شعبية والتي يمكن اعتبارها حركة شعبية واسعة لمقاومة الظلم والفساد وسوء الادارة. والانتفاضة هي تحرك ثوري باختلال التوازن مع قوة متسلطة وهي تتراوح في طبيعتها التنظيمية بين الفعل العفوي الذي ينشأ نتيجة افتقاد الأطر التنظيمية الفاعلة والقادرة والفعل المنظم الذي يرى في الفعل الجماعي وسيلة ضغط ناجعة . فكانت انتفاضة اكتوبر عفوية لحظة انطلاقتها. كما تعتبر الانتفاضة الشعبية شكلا من اشكال النضال والتي اتخذت الطابع السلمي واخذت تمارس ضغطا على الجهات المسؤولة من اجل حل المشاكل القائمة وكانت اولى ثمارها تقديم الحكومة لاستقالتها . وتشير الانتفاضة الشعبية الى ظهورها من رحم المجتمع دون هوية معينة والتي تعبر عن معاناة المنتفضين والتي اعتبرها المتنفذون تهديدا لمصالحهم لذلك واجهوها بالقوة المفرطة والتي ادت الى قتل اكثر من 700متظاهر سلمي وجرح واصابة اكثر من 25 ألف من المتظاهرين السلميين وتدعي السلطة انها لا تعرف من قتلهم .
ثانيا : اسباب سياسية : وتتمثل باستمرار المحاصصة التي تولد فسادا اداريا كبيرا الى جانب عدم وجود مشاركة سياسية فعلية اذ لا توجد شخصيات جديدة وجديرة بالعملية السياسية فكانت اشبه بتدوير للوجوه القديمة التي سئمها الشعب وكشف فسادها . وقد لجأت الأحزاب السياسية المتنفذة الى تزوير الانتخابات وحرق وسرقة صناديق الاقتراع لضمان بقائها في السلطة وخدمة مصالحها والسيطرة على المال العام بعيدا عن قناعة الشعب . كما عجز البرلمان العراقي عن تشريع قوانين تلبي مطالب لا وتطلعات المواطن العراقي البسيط , هذا البرلمان الذي وصفته صحيفة (الديلي ميل ) البريطانية بأنه افسد مؤسسة في التاريخ يقبضون رواتب خيالية غير موجودة حتى في واشنطن ولا يقدمون مقابلها أي قانون يمس حياة المواطنين ...
تسعى القوى السياسية المتنفذة الى تأبيد بقائها في السلطة والاستفادة من مغانمها والاستيلاء على المال العام على حساب الوطن والشعب وهذا ما نراه اليوم من صراع شديد حول قانون الانتخابات الذي تريده حسب قياساتها وفي خدمتها وليس في خدمة ومصلحة الشعب والوطن . لذلك بقي العراق وسيبقى اذا استمر هذا النهج بلدا متخلفا يعاني من الأزمات العديدة على الرغم من ثرواته الكبيرة اذ ان هم هذه القوى هو مصالحها اولا وليس مصلحة الشعب والوطن . وكل هذا افلا يحق للشعب الخروج منتفضا على فساد السلطة وظلمها ؟
لقد تحولت التظاهرات والحركة الاحتجاجية الاجتماعية في العراق الى انتفاضة شعبية والتي هي مقاومة شعبية مستمرة تجمع بين التصاعد والخبو نتيجة الظلم والفساد والتخلف والتبعية , هذا الظلم الذي وقع على الجماهير من قوة مستبدة تعمل لصالح اهوائها وديمومة بقائها في السلطة . وبهذا الصدد يمكن التمييز بين مفهوم الانتفاضة ومفهوم الثورة , فالانتفاضة تنشأ مباشرة مع نشوء الظلم وتستمر في حالة خبو وتصاعد وارتقاء حتى يتم التخلص من هذا الظلم وتتميز بأن مداها الزمني مفتوح , بينما الثورة على عكس الانتفاضة فمداها الزمني قصير وعليها ان تنجز مهامها بسرعة حتى لا تأكل نفسها وتضيع انجازاتها , كما انها لا تعرف الخبو , فاذا قامت لبد ان تحقق كل اهدافها مرة واحدة حيث ان نفسها قصير بينما الانتفاضة ذان نفس طويل . والانتفاضة من منظور الثورة هي مرحلة تحضيرية بينما الثورة من منظور الانتفاضة هي مرحلة نهائية لقطف الثمار . وتعتبر الثورة اعلى مراحل الانتفاضة وان الانتفاضة هي خطوة تحضيرية للثورة . اذن ما حدث من حراك احتجاجي وتطوره بعد اكتوبر 2019 يمكن ان نطلق علية انتفاضة شعبية بكل معنى الكلمة .
ان ما يميز انتفاضة اكتوبر الشعبية في العراق :
1) نبذ مجمل الطبقة السياسية الحاكمة على اعتبار انها لم تعد جزءا من الشعب العراقي رغم محاولة بعض السياسيين والاحزاب المتنفذة ركوب الموجة والتظاهر بدعمهم للجماهير . بينما حقيقة الأمر هي ان هؤلاء كانوا متنفذين في السلطة ولم يقدموا شيئا لأبناء الشعب لا لذلك انعدمت ثقة الجماهير بهم .
2) اصطبغت شعارات المنتفضين بالصبغة الوطنية والانتماء للعراق الواحد وليس للمذهب او القومية رغم اندلاع الاحتجاجات من صميم المكون الشيعي .
3) المشاركة الواسعة لكل طبقات وفئات المجتمع العراقي ومن كلا الجنسين شيبا وشبابا كما شارك فيها الطلبة بشكل واسع منحت زخما اضافيا للانتفاضة .
4) تم ترديد الأناشيد الوطنية والقاء القصائد وتم تزيين الجدران خلال الاعتصامات بمختلف الصور واللوحات الوطنية المعبرة برزت فيها الفنانات العراقيات بشكل خاص , كما صدر العدد الاول من صحيفة ( التوك توك ) ونظمت المحاضرات المختلفة في ساحات الاحتجاج .
موقف الحزب الشيوعي العراقي من الانتفاضة :
وقف الحزب الشيوعي العراقي موقفا داعما لانتفاضة اكتوبر ومشاركا فيها وقدم الحزب خلال مسيرة الانتفاضة عشرات الشهداء والجرحى كذلك جرى اعتقال وتغييب عد-د من رفاقه بسبب مشاركتهم الفاعلة . كما اصدر الحزب العديد من المواقف التي تصب في مجرى مطالب الناس واتخذ قرارات حاسمة كان ابرزها تقديم ممثلي الحزب في مجلس النواب استقالتيهما بسبب عجز البرلمان عن ايجاد حلول آنية لتلبية مطالب المنتفضين , كذلك قدم ممثلو الحزب في مجالس المحافظات استقالاتهم احتجاجا . وفي 23 /10 / 2019 طالب الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمر صحفي باستقالة حكومة عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة من عناصر وطنية كفؤة نزيهة وفعالة , حكومة يتم تشكيلها بعيدا عن المحاصصة الطائفية ومنظومة الفساد , وطالب الحزب بالوقف الفوري لقمع المتظاهرين .
دور المرأة العراقية في الانتفاضة :
لم تكن المرأة العراقية غائبة عن المشهد في الأحداث الكبيرة حيث نزلت الى الشارع وساحات الاحتجاج وهتفت وحملت العلم العراقي وطالبت بالحقوق كتفا الى كتف مع الرجل ونالت نصيبها من القمع والقتل والاعتقال والتغييب فقد استشهدت على سبيل المثال ( سارة طالب ) في البصرة والتي قتلت مع زوجها وكل (جريمتها) انها كانت تهتف ضد الفساد وتقدم الاسعافات الأولية للمتظاهرين الذين يسقطون بالرصاص الحي وقنابل الغاز القاتل . وكالعادة سجلت الجريمة ضد مجهول تابع للطرف الثالث . كما استشهدت مؤخرا الدكتورة ريهام يعقوب وصديقتها بنيران السلطة ( الديمقراطية !!!). وعلى الرغم من العنف والاقصاء الذي تتعرض له النساء المشاركات في الانتفاضة الا ان المرأة العراقية نزلت مع المتظاهرين طبيبة ومسعفة وشاعرة ورسامة ومؤازرة للمتظاهرين السلميين حتى تحقيق المطالب .
ستستمر الانتفاضة الشعبية حتى يتوفر القوت والماء الصالح للشرب والكهرباء وحتى تتوفر فرص العمل والعدالة الاجتماعية وحتى نقضي على الفساد وعلى نهج المحاصصة والطائفية وان يكون للعراق قراره المستقل بعيدا عن تأثيرات دول الجوار والدول الاخرى وحتى يتم تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي واقامة الدولة المدنية الديمقراطية لا بد من مواصلة الانتفاضة وتفكيك ما موجود ووضع البديل محله وتوفير رؤية برنامجيه للانتفاضة مع اعتماد التنظيم والتنسيق وتوحيد المواقف والصفوف .
فلنواصل الانتفاضة ونعمل على تعميقها وتطوير شكلها وعملها وتشخيص الأولويات وتوسيع قاعدة الانتفاضة وتحقيق اهدافها .
فتحية للمرأة العراقية الباسلة وللشباب والطلبة وكل شرائح المجتمع العراقي المساهمين في الانتفاضة وتحية لأصحاب التوك توك الذين لديهم دورا مميزا في دعم المنتفضين .
وتحية لانتفاضة اكتوبر في عامها الأول وليسقط ( الطرف الثالث ) القادم من (الارجنتين)
فـ ( هبوا ضحايا الاضطهاد... ضحايا جوع الاضطرار ) ..



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة الفساد في العراق لا تقل اهمية عن محاربة الارهاب
- هل ساهمت العائدات المالية النفطية الكبيرة في العراق بتحسين ا ...
- على ابواب اقرار الموازنة ... الفساد يبدأ من الموازنة
- هل يوجد فساد مالي واداري في العراق في عهد الاسلام السياسي ال ...
- ما الذي سيؤدي اليه استمرار الأوضاع الاقتصادية في العراق على ...
- تحديات اقتصادية ينبغي على الحكومة العراقية الجديدة معالجتها
- مؤشرات الدولة الفاشلة , العراق نموذجا
- هل تطور التعليم في العراق بعد خصخصته؟
- هل تعاني الرأسمالية من أزمات ؟
- بمناسبة اليوم الدولي للسلام في 21 أيلول / سبتمبر ( تشكيل الس ...
- في العراق .. أيهما السائد الولاءات الوطنية أم الولاءات الطائ ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسياحة في 27 ايلول / سبتمبر ..( اهمال ...
- صراع القوى السياسية المتنفذة في العراق حول قانون الانتخابات ...
- هل يحتاج التعليم في العراق الى اصلاح جذري ؟
- الى متى يظل الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا استيراديا استهلاك ...
- اليوم الدولي للديمقراطية في 15 أيلول / سبتمبر والموقف العراق ...
- نتائج سوء توزيع الثروة الوطنية والدخل القومي في العراق
- ماهي نتائج سوء الادارة والتخطيط وغياب الرؤى الاقتصادية على ا ...
- هل توجد صناعة في العراق ؟
- هل تفتقر موازنات العراق الاتحادية للشفافية ؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - بمناسبة مرور عام على انتفاضة اكتوبر الشعبية العراقية : ( انتفاضة اكتوبر الشعبية في العراق ترفع شعارات الوطن والانتماء للعراق وليس للمذهب او القومية )