أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الهكسوس














المزيد.....

الهكسوس


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 22:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من هم الهكسوس؟ هم ليسوا "الملوك الرعاة"، كما كانت الترجمة سابقا، بل "الملوك الأجانب". مشكلة تتبع تاريخ الهكسوس في مصر، سببها هو أن المصريين كانوا يدونون انتصاراتهم فقط.

الهكسوس كانوا ساميين، يسمون عند العرب "العماليق". أسماء حكامهم، مثل "خيان"، "صكير"، "حار"، تعتبر أسماء السامية. غزوا مصر، أو ربما احتلوها من الداخل، بعد أن كانوا يعيشون فيها مدة طويلة من الزمن. قبور بني حسن، تبين أن الساميين كانوا في مصر. حكموا من أفاريس، شمال الدلتا (تل الضبعة حاليا بالقرب من صان الحجر).

الهكسوس (1648-1540ق م)، كانوا يعبدون الإله "ست"، إله الشر عند المصريين. "ست" هو الذي قتل أخاه، "أوزوريس" وأرسله إلى العالم الآخر. الهكسوس كانوا يعبدون أيضا الإله "ريشيف"، إله الحرب عند الكنعانيين. لكن لم نجد لهم معابد خاصة بهم.

لم يكن الهكسوس متعلمين. لا يعرفون القراءة والكتابة مثل المصريين.
لم يقدر المصريون على مقاومتهم في بادئ الأمر، بسبب كثرتهم، وبسبب النزاعات والعداوات التي كانت بين المصريين. ملوك الهكسوس، يشكلون الأسرتين، الخامسة عشر والسادسة عشر.

عاث الهكسوس في الأرض فسادا. قاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال. بعد حرب شرسة مع المصريين، تمركزوا في الدلتا وحكموها. مصر العليا (الصعيد) وبلاد النوبة، كانتا تخضعان للحكم المصري. أمراء طيبة المصريون، كانوا يدفنون في طيبة بالقرب من الدير البحري، منطقة ذراع أبو النجا.

أشهر ملوك الهكسوس، "أبوفيس". تقول الوثائق أنه قد بعث برسالة استهجان واحتقار، إلى الملك المصري "سقنن رع الثاني" (1580ق م)، والد أحمس. يطلب منه إسكات أفراس النهر في طيبة، لأنها كانت تقلق منامه في أفاريس عاصمة الهكسوس، والتي تبعد 600 كيلومترا عن طيبة. ربما كانت الرسالة مجرد جر شكل وإعلان حرب، نظرا لتزايد قوة الأمراء المصريين في الجنوب.

الكلمات المستفزة، جاءت في جزء من رسالة كاملة. لذلك، لا نعرف ماذا حدث بعد أن حشد "سقنن" جيشه، وتوجه شمالا لملاقاة الملك المغرور. لكن، هل يمكن معرفة ما قد جرى بعد ذلك؟

ذهب "سقنن" إلى الحرب (1575ق م). مومياء جثمانه بالمتحف المصري، تبين نتيجة المعركة. يبدو أنه قد قتل أثناء المعركة مما تسبب في جروح خطيرة بالرأس. لقد نقل جثمانه إلى طيبة للدفن هناك. لكن لم يتم تحنيطه بالكامل.

ابنه، "كامس" (1570-1560ق م)، آخر ملوك الأسرة السابعة عشر، والذي يعني اسمه "عودة الروح"، واصل الحرب ضد الهكسوس. شن هجوما مباغتا على معاقلهم، بقوات من الجيش وأسطول نيلي كبير. تقدم شمالا حتى وصل إلى عاصمتهم.

أسر 300 سفينة محملة بالأسلحة والذهب والفضة والمؤن. كان يبطش بالخونة الذين يتعاونون مع العدو. لوح "كامس" ولوح "كارنارفون"، يخبرانا عن مدينة الأسوار، ورسول الكهسوس إلى النوبيين، الذي انكشف ولم تتحقق مهمته.

لقد كان النوبيون في صف الهكسوس. مما جعل مصر محاصرة بالهكسوس من الشمال، والنوبة من الجنوب. في هذه الأثناء، قتل الملك "كامس"، بعد أن قضى في الحكم 5 سنوات فقط.

أحمس، أخو كامس، أكمل بنجاح مهمة طرد الهكسوس من مصر، التي بدأها أبوه وأخوه. وقام بمطاردتهم حتى فلسطين. أحمس الأول، هو أول ملوك الأسرة الثامنة عشر.

بعد قتل الملك كامس، انتقل الحكم إلى أحمس الأول الذي لم يكن يبلغ من العمر سوى 10 أعوام. قامت والدته بحثه على التدرب على القتال مع المحاربين القدامى. هذه هي الروح الحقيقية للمرأة الصعيدية التي تطلب الثأر لنفسها ولوطنها.

عندما بلغ أحمس سن ال 19، قام بعض من رجاله بالتقاط رسالة مبعوثة من ملك الهكسوس إلى ملك النوبة، يحثه بالزحف على طيبة. مما جعل أحمس يسرع بالهجوم على الهكسوس، فهزمهم في عدة معارك. ثم قام بشن عدة هجمات خارجية عليهم في أراضيهم الأصلية.

لم تقتصر جهود أحمس الحربية على مقاتلة الهكسوس، فقد تحول بعدها إِلى جنوب مصر. قاد ثلاث حملات كبيرة متوالية، استهدف فيها بلاد النوبة، لتأديب ملوكها الذين تعاونوا مع الهكسوس ضد مصر. بذلك، تعود مصر لكي تحكم بأبنائها، ملوك طيبة العظام.

تجربة الهكسوس، بينت للمصريين خطر الغزو الأجنبي. مما جعل الدولة الحديثة، تؤسس جيشا نظاميا محترفا ومدربا لأول مرة في تاريخ مصر. وقاموا بتحديث أسلحتهم، ولم يعد يعتمدوا على المشاة فقط. وأصبح لمصر أسطول بحري قوي، وانضم سلاح الفرسان والعربات الحربية إلى الجيش.

بعد نهاية حكم الهكسوس، بدأ عصر النهضة الثاني في مصر وكان بداية الشروق للإمبراطورية المصرية، التي عرفت أقصى امتداد لها في عصر الملك العظيم تحتمس الثالث. حيث تحولت الاستراتيجية المصرية، من الدفاع عن مصر من داخلها، إلى الدفاع عنها من خارجها.

فامتدت الدولة المصرية، من العراق إلى ليبيا، ومن تركيا إلى الشلال الرابع في السودان حالياً، وإلى القرن الإفريقي حتى أثيوبيا وبلاد بوت (إريتريا والصومال).

من كتابي "قصة التاريخ المصري القديم"
يمكن تنزيله بالمجان من هذا الموقع:
https://archive.org/details/zakariael_att_201612



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الله يرى الحقيقة، ولكن ينتظر - ليو تولستوي
- دعوة حكامنا لقراءة ماكبث
- المفيش والبح
- الإيمان في مواجهة الإلحاد
- تحرير العقول من الخرافات
- رعب محاكم التفتيش
- أوديسة الفضاء، 20001
- دعوة لحكامنا لقراءة مونتسكيو
- تأملات في مسألة الدين والتدين
- الوقوف في الغابة في مساء ثلجي، لروبرت فروست
- العلم هو الحل للوقاية من الفيروسات
- العالم بدون موسيقى ذنب لا يغتفر– قصة حياة بيرليوز
- فوازير رمضان
- حوار مع كوفيد-19
- الطريق الذي لم يسلك، لروبرت فروست
- كورونا، البحث عن لقاح
- من دفتر الهجرة، أول زيارة للوطن
- كورونا، إيه حكايته
- تشارلي شابلن، فيلم العصر الحديث
- كنت شاهدا لحادث البرجين


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الهكسوس