أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله أبو شرخ - العلمانية الآن !














المزيد.....

العلمانية الآن !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 01:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شاهدت قبل قليل فيديو للشيخ الشعراوي يقول فيه لجمهور غفير من البسطاء.. ( لا يموت ظالم حتى ينتقم الله منه ) .. هذا الشيخ الذي يحكم في جمهور العرب والمسلمين حتى بعد موته. سأقدم قراءة خاصة لمقولة الشعراوي لكن ليس لنفيها أو تأكيدها بل لقياس أثرها على مجتمع القانون ومنظومة العدالة، وبعدها إلى تعريف واضح للعلمانية وضروراتها في تأسيس الدولة الحديثة !

لم يقل الشيخ بأن الظالم يجب أن يقم للمحاكمة ويعاقب بالسجن أو بدفع غرامة، وأن ترد المظالم إلى أهلها، بل اكتفى بتخدير الجمهور بالانتقام السماوي الذي سيأتي لاحقاً بعد الموت ! هل تلاحظون أن مقولة الشعراوي تعمل على تدمير العدالة في المجتمع، إذ يكفي المظلوم أن ينتظر الانتقام السماوي ولا يطالب السلطة الحاكمة بأن تعيد له حقه المغتصب !!!!. يا سيدي أبنائي شباب خريجون بلا وظائف، وثمة شركات احتكارية مخالفة للقانون تمارس النهب والسلب والبلطجة في فرض أعلى الأسعار العالمية لأسوأ خدمات ممكنة بلا حسيب ولا رقيب، ونحن ندفع فاتورتين كهرباء وفاتورتين مياه، وأكوام القمامة ملقاة في الشوارع، والحكومة تمارس سياسة الاستحمار فتلجأ للاقتراض بعد أن أغرقت آلاف الموظفين في الديون، التي نجمت عن غلاء المعيشة والفقر وتآكل الراتب، والمستشفيات يا سيدي الشيخ تجبر المرضى على شراء أبسط أدوات العلاج من الخارج فيما ندفع مستحقات التأمين .. وآلاف القضايا الاجتماعية والإشكاليات القانونية التي يجب البت فيها " هنا في الحياة " قبل الموت !

قبل قليل أيضا صعقنا لخبر مقتل صراف في خانيونس من أقرب صديق له، وقد كان الصراف يحمل مبلغ 150 ألف دولار إلى بيت صديقه القاتل من أجل فكها الذي أخذها ثم أطلق عليه النار، فهل ينتظر أهل الضحية الانتقام السماوي في الآخرة على رأي الشعراوي ؟؟!
إن دغدغة عواطف البسطاء والجهلاء بعالم ما بعد الموت على حساب الأمن والسلام والاستقرار في الحياة الدنيا هو عمل فاسد ومضلل، ثم نسأل لماذا انعقدت السيادة في العالم العربي للفوضى والفساد والإدمان والفقر والجهل والبطالة !!!
يختلف المثقفون العرب في مفهوم العلمانية، حيث يعرفها الأغلبية بأنها فصل للدين عن الدولة، والحقيقة أن هذا الفصل هو نتاج العلمانية وليس العلمانية نفسها. العلمانية اصطلاحا تعني بلغة أصحابها secularism، وترجمتها الحرفية " الدنيوية " التي يراد بها الحياة التي نحياها الآن قبل الموت. الحياة التي يظلم فيها الناس بعضهم، فتسعد فئة قليلة بثراء فاحش مقابل أغلبية حول خط الفقر لا تجد عملا شريفا ولا ثمن دواء ولا تعليم حقيقي ولا ضمان اجتماعي من شيخوخة أو مرض، هذا لو تنازلنا عن الترفيه في المسارح والسينمات والنوادي أو الاستجمام على الشواطيء في إجازة الصيف، وهي بالمناسبة حقوق طبيعية وعادية في جميع الدول التي أنعم الله عليها بعقول مفكرة !

لابد من القول بأن العلمانية وحدها لا تكفي بدون ديمقراطية، فقد كان ستالين وهتلر علمانيين، لكن الديمقراطية لا تصلح للمجتمعات الجاهلة كما يقول برنارد شو، حيث أغلبية من الجهلاء ستقرر مصير الدولة !
أما لماذا لا تصلح الديمقراطية في المجتمعات العربية القلبية، فهو لأن أهم أركان النظام الديمقراطي هو حرية التعبير، التي لا يحجبها الحاكم فقط، بل ويقاومها المجتمع الجاهل نفسه !

خلاصة القول، أن حرية التعبير نفسها، تكفل للشيوخ هذه الحرية، شريطة ألا تتجاوز صلاحياتهم مهمة الوعظ والإرشاد برقابة الدولة، والأهم هو ألا يحتل رجل دين منصبا سياسياً، فتفسد السياسة والدين معا، وتحاصر العقول ويحرم التفكير ويزندق المنطق ويدمر العلم، وهو حرفياً ما أدى لهزيمة الأمة العربية حضاريا في شتى المجالات طيلة ألف عام أو يزيد، من السياسة للاقتصاد مرورا بالزراعة والصناعة والتكنولوجيا والطب والفضاء والبرمجة وهندسة الجينات وثورة الكمبيوتر.
يقول شاعر العروبة أحمد مطر:
مقفلةٌ مخازن العتاد
مشرعةٌ نوافذ الفساد
رمادنا من تحته رماد
فجاهدوا أيها العباد
حي على الجماد !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاختلافات الفكرية والثقافية بين الشرق والغرب !!!
- من التطبيع إلى تفاصيل الهزيمة الحضارية !
- تحليل الموقف الفلسطيني من صفقة القرن !!!
- إلى الرئيس محمود عباس .. هل حان وقتها ؟!
- قراءة في مبادرة د. عدنان مجلّي السياسية
- عن جدل المرسوم الرئاسي !
- خرافة الدعم الإيراني لغزة بالمال والسلاح !!!
- لماذا يجب المطالبة بدولة ديمقراطية واحدة ؟؟!
- عن خرافة التعدد الفكري والثقافي !!!
- قصة قصيرة - فراشات وسام !
- بكائية على أطلال غزة الموسيقية !
- غزة تصحو على انتحار جديد !!!
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والإخوة في الوطن العربي الكبير
- رسالة مفتوحة إلى الإخوة في الجامعة العربية
- قصة العملة المشفرة !
- لا مناص من حل الدولة الديمقراطية الواحدة !
- لماذا المشاركة الفلسطينية في الانتخابات الإسرائيلية ؟!
- النهضة العربية على هامش صفقة القرن !
- على هامش تصريحات زياد النخالة !
- اللوثة العقلية .. السخافة والجريمة !! .. هل من نهاية ؟؟؟!


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله أبو شرخ - العلمانية الآن !