أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مرعي - رواية : وطأة اليقين الكاتب: هوشنك أوسي قراءة في كتاب بقلم : بسام مرعي














المزيد.....

رواية : وطأة اليقين الكاتب: هوشنك أوسي قراءة في كتاب بقلم : بسام مرعي


بسام مرعي
كاتب

(Basam Marie)


الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


رواية : وطأة اليقين
الكاتب: هوشنك أوسي
23-9-2020
هاجس العابرين والماكثين
((فائض الخراب والدمار الذي تعيشونه وترونه وتعلونه، تمعنوا فيه جيداً ، لكونه سيصبح مداميك عمارة الذاكرة التي ستتوارثونها جيلاً إثر آخر ، وستتصارعون على هذا الإرث ، حتى يقضي الليل فجراً كان منتظراً))
يبدأ الكاتب هوشنك أوسي روايته برسم صورة سوداوية، لواقع أسود وحياة لزجة دبقة صعبة التنفس لدرجة الاختناق، ملؤها العبودية والذل والفساد والنفاق، الذي يملىء كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية السورية، وذلك من خلال إحدى الرسائل التي يرسلها أحد الشخصيات المحورية (حيدر السنجاري ) إلى صديقه هاكوب زردشتيان٠
أن تعيش كل هذا الوطأة ، والوجع النفسي والخوف من كل شيء، من الاستبداد وصانعيه ، من الديمقراطية المزعومة والمحتملة، في ظل واقع مأساوي ، هذا يعني أنك مكبل بسوريتك المطعونة من كل جانب ومن كل صوب .
يبدأ قطار الحياة في الرواية بالمسير، مارا بمحطاته المتنوعة، بداية مع كاترين في بلجيكا لتمهد لنقاش سياسي وفكري وفلسفي، ينم عن نضج ووعي سياسي للواقع العربي والسوري بشكل خاص، وتعكس اللغة الحواريةرجوهرها ومواقفها من خلال لقاءات بين ولات وكاترين، بداية مع الشرارة التونسية ، التي أضرمها بروميثيوس تونس البوعزيزي ، ليشعل النار في هشيم الأنظمة العربية، مع مقاربة لشرارة المقاومة الكوردية، من خلال مظلوم دوغان في سجن ديار بكر في تركيا ٠
وكأن عصراً جليديا بدأ بالذوبان، لتبدأ مرحلة جديدة في الواقع العربي ، مع غروب متأمل للأصنام المتسلطة على رقاب شعوبها كما في تونس ومصر.....
تأتي أهمية رواية /وطأة اليقين /في طرحها لقضايا المنطقة العربية ككل وأزماتها، من خلال بعض شخصياتها الحاضرة في الرواية، ومن خلال بيت - شاتو- بيت اللاجئين في بلجيكا كشخصية درغام أبو ياسر الفلسطيني، ومن خلاله يتم سرد الكثير مما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتفرعاتها، والقوى المحركة والفاعلة فيها داخليا وخارجياً .
وهكذا تبدأ القيامة السورية كبصيص ضوء في نفق مظلم، لتقلب الكثير من المفاهيم والادعاءات والنظريات القديمة فيما يخص علم الاجتماع السياسي، بل وتهز كيان العالم ككل .
لعل سيرة حياة الكاتب تلقي بالكثير من ظلالها على مجريات الرواية، ويتضح ذلك من خلال التعمق في البنية الايديولوجية لحزب العمال الكوردستاني ومنظومته الفكرية الماركسية، وتجلياتها في الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية، ولا يخفى أن هذه النقطة تضيف للرواية بعدا فكريا أعمق كونها تلامس كبد الوقائع٠
يجدرالقول إن في الرواية رؤى متباينة ومختلفة، تحددها ثنائية المكان واختلافهما، مابين أرض الوطن والمهجر كمواطن وكلاجىء، وذلك من زاوية ووجهة نظر وملامسة السوري متنفساً هم بلده، ومن ثم نظرة الأخر الأوربي والذي قد تختلف وتتباين نظرته من المتضامن كما في شخصية كاترين، التي عاشت جزءاً من حياتها في دمشق، ولها دراية وإطلاع وقرب من العواصم العربية كتونس ومغرب، وذلك القرب خلق لديها القدرة والمرونة في تفهم طبيعة هذه المجتمعات، بخلاف ذلك الأوربي الذي يتاجر بمآسي الأخرين وبجراحهم، ويعمل جاهداً لإطالة أمد الحرب، لأنها تمد بلاده بالرخاء والصحة والأمان، كما في شخصية الطبيب الجراح فاندرويه المرتبط بشبكة مافيوية، تعمل في تجارة الأعضاء البشرية للمعتقلين السوريين، وهي مرتبطة بدورها ببعض أزلام النظام السوري، الذي يدير هذه الشبكة في سبيل صفقات مالية مشبوهة، ومن خلال سيناريو وحبكة روائية شيقة لا تخلو من خيال سينمائي .
لغة الكاتب المتقنة الفلسفية تجلت واضحة أكثر مايكون في المناجاة والتأملات الصوفية في نهاية الرواية، بلغة جميلة لاتخلو من الشاعرية، تلك الشاعرية المعتقة بالحكمة ٠
في النهاية هذه الرواية شاهد آخر إضافي، ورؤية مكثفة وعميقة للثورة السورية والواقع العربي ككل، ولابد من الرجوع والبحث في صفحاتها الغنية .



#بسام_مرعي (هاشتاغ)       Basam_Marie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب اختلال العالم للكاتب امين معلوف
- الغرانيق لرسول حمزاتوف الترجمة من الروسية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مرعي - رواية : وطأة اليقين الكاتب: هوشنك أوسي قراءة في كتاب بقلم : بسام مرعي