أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام حافظ الزند - أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟















المزيد.....

أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟


عصام حافظ الزند

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أرنولد تونبي في مؤلفه القيم بحث في التأريخ والذي ترجمه بدقة فائقة جليلنا الدكتور طه باقر وفي فقرة مفتاح من الأساطير " لنغمض أعيننا هنية تجاه دساتير العلم وقواعده ونفتح آذاننا إلى لغة الأساطير" ويقول في موقع آخر في فقرة التأريخ والعلم والقصة"قيل أن من يشرع في قراءة"الإلياذة" على أنها تأريخا يجدها ملأى بالخيال.ولكن يصح القول أيضا على أن من يشرع في قراءتها على أنها خيال يجدها ملأى بالتاريخ"وتشبه جميع التواريخ الإلياذة الى الحد الذي لا تستطيع فيه هذه التواريخ أن تستغني عن عنصرالخيال بالمرة"
ونحن هنا نريد أن نعيد هنا طرح سؤال قديم قديم جدا تأريخ عمره اكثر من الفي عام طرحه نبي ( أو المصلح ،أو السابق أوالمعمد أو الشهيد)،على نبي(عيسى أبن مريم) ، وليس المهم هنا أن بعضه أو كله من الاساطير أو الحقائق التأريخية بل المهم في مناسبته يومنا الحالي الذي انقسم فيه الناس أجديد ما نحن فيه أم انه استمرارا لما كانا ،كما أننا لا نقصد عقد مقارنة أو امتداد بين قدسية السائل والمسؤول تأريخيا وبين دنيوية وضعنا الحالي بل استعرنا السؤال وقسنا(ومبدأ القياس تأخذ به الغالبية) على الجواب لنفصل بين فريقينا المعاصرين
ولنعد لقصتنا المليئة بكل عناصرالقدسية و التشوق والحكمة والتي نصل بها لسؤالنا:
هل أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟
لا يختلف احد على أن يوحنا المعمدان(يوحنا تعني يهو حنان الله رحيم) أو يحيى بن زكريأ أو يهيا
"لأنه يكون عظيما أمام الرب،وخمرا ومسكرا لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس"( لوقا-1/15 )
"يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا" (سورة مريم آيه7 مكية)
"يوحنا سوف يولد ويلتزم بالماء الجاري ويدعى نبيا في أورشليم ونحن سوف نصبغ بصباغته ونرسم بالرسم النقي " (السورة التاسعة عشر من كتاب دراشه أد يهيا )
وهكذا فأن الديانات الثلاث وفروعها وطوائفها تقدس يحيى ، فهو أبن زكريا الكاهن(أوالنبي) (زكريا تعني يذكر الله) من فرقة "ابيا"خادم تابوت العهد وزوجته اليصابات(تعني قسم الله) وهي بنت خالة مريم العذراء ومن سلالة هارون " كانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصيا الرب وأحكامه بلا لوم"(أنجيل لوقا 1 الايه6 ) ولكن زكريا وزوجته ( وكما يقول ف.ماير في كتابه يوحنا المعمدان والذي عربه القس مرقس داود) عاشا وقد خيمت عليهما ظلمة حزن شديد فلم يكن لهما ولد فقد كانت اليصابات عاقرا والعقر آنذاك منقصة ومذلة وعار وهم في سن اليأس لذا فقد اعتبرا نفسيهما تحت غضب الله، ورغم ذلك فقد بقيا صابرين يبتهلان للرب في كشف غمتهم والرب وحسب القصة لا ينسى عباده الصالحين.
سهل الرب لزكريا الفوز في أسمى خدمة كهنوتية وهي حرق البخور عند المذبح الذهبي الخاص في الغرفة الداخلية(القدس) وقت الصلاة وكانت هذه الخدمة يفوز بها الكاهن بالقرعة لمرة واحدة في حياته فيقوم بنثر البخور في الجمر وهكذا وعندما يبدأ الدخان بالتصاعد تبدأ الصلاة التي تقام طبعا خارجا وليس في غرفة المذبح التي لا يدخلها إلا الكاهن المقترع المشرف بهذه الخدمة لوحده وعند تلك البرهة وكانت قبة المذبح قد ضجت بالبخور ذو الرائحة الزكية ظهر الملاك جبرائيل مبشرا بأن الله قد أجاب طلبه وأن زوجته اليصابات ستلد مولودا اسمه يوحنا ( يحيى) يسبق المسيح معدا له الطريق." فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور"(لوقا1/11) وتستمر الحكاية طويلا (من يريد الاطلاع عليها سيجدها على مواقع كثيرة)و نمى الطفل وعاش حياته لا كما يحيون من في عمره"تذكر أنك مفرزلله وأنك ملتزم بنذوره" وابدى قدرات مميزة وعاش في الطبيعة ومات والده ثم ماتت امه وهو صغير وبقي وحيد في الطبيعة ثلاثين سنه ثم و ورث خدمت ابوة إذ كانت الخدمات في المعابد وراثية في عوائل معينة( وعلى غرارها أصبحت المراقد الاسلامية الدينية الشيعية والسنية بما فيها الكعبة حتى في ايام الجاهلية) ولهذه المكانة كان له دور تعميد عيسى ،ومن تلك الحادثة وبعد أكثر من قرنين سمي بالمعمدان لانه عمد يسوع ،لقد ترقى في مكانته وعلومه واصبح مقربا لمجموعة كبيرة من الناس وامتلأت الارض من شهرة المعمدان ،لذا قرر هيرودس تقريبه والسماع له بل وتحمل أنتقاداته وأنتيباس هيرودس هذا امير بدون أخلاق ورث ربع سلطان ابيه لذلك سموه رئيس ربع واراد الاستفادة من شعبية وحكمة المعمدان والقصة هنا هي الاخرى طويلة بمدها وجزرها خصوصا ٍ ولكن انغمار هيرودس في الملذات والسوء وصلت الى أنه اراد الزواج من زوجة اخيه هيروديا ولكن يوحنا كان يعارض هذا الزواج ويعتبره محرما مما حدى بهيرودس أن يأمر بسجن يوحنا من اجل أن يتم الزواج ولم يكن ذلك بمعزل عن دفع هيروديا المحبة للذة الحرام وحقدها على يوحنا على أن هيرودس كان يخاف قتل يوحنا تحسبا من ثورة مريديه ولذا فأن السجن ايضا كان بين المد والجزر فمرة يخضعه للعذاب ومرة يتركه لحاله بل ويسمح لخلصائه بزيارته بل ويستدعيه للقصر ليثنيه عن موقفه الرافظ للزواج
يحيى وعبر خلصائة كان يتتبع أخبارعيسى فهو الذي عمده وهو فوق ذلك أبن خالت أمه ويقال انه ولازالة الشك الذي انتابه ارسل اليه أثنين من تلاميذه الذين كانوا يزورونه في سجنه:"حملهم أن يسألوه هل أنت هو الآتي ام ننتظر آخر؟
وقوفوا نهارا وسط الجماهير أذ كان طابور المرضى والعميان والبائسين يمرون أمام المخلص وينطلقون وقد نالوا الشفاء والخلاص حتى الموتى كانوا يقومون وعندما انتهى عيسى من شفاء الجميع التفت الى التلميذان وبنغمة رقيقة قال لهما"إذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما.أن العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرن، وطوبى لمن لايعثر في"
منذ سبعة عشر عاما ومسيلمتنا يدعي النبوة يمنينا بالمدينة الفاضلة ولكنه يمنع عنا الماعون يلهينا ببيضة القارور وراية الشادن (تقول القصة الاسلامية أن مسيلمة كان يوهم قومه بخدع تعلمها كي يكسب البدو البسطاء الى نبوته فكان يضع البيضة في الخل لمدة الى تصبح قشرتها ذات صفات مطاطية وكان يسكب في قارورة بعض الماء ويدخل البيضة ذو الصفات الجديدة الى القنينة ولكن البيضة وبمجرد ملامتسها الماء تعود الى صفاتها الاولى الاصلية فيعرض على الناس البيضة في داخل القنينة دليل على قدرته الخارقة ، واما راية الشادن فهي بكل بساطة الطائرة الورقية فقد كانت تسمى كذلك فقد كان يربط بها ربما سلاسل ورقية ملونه ويطلقها في الظلام والايام المغبرة ليرى الناس مايتحرك في السماء ويحدث بعض الاصوات ويدعي أنها الملائكة تأتي اليه) وهكذا وعلى منوال ذاك أخذوا ينسجوا لنا الحكايات والوعود ولكن نفطنا يتدفق وترتفع أسعاره وجوعنا يكبر و يتوسع ،تزداد شرطتنا وامننا ينقص ،تتوسع مقابرنا وتضيق مدننا ،تزداد عمائمنا وتضمر ضمائرنا ، يأكل ريفنا مدننا وتقتل البداوة حضارتنا،يزداد كلامهم عن الاصلاح ويزداد معه الخراب،يزداد كلامهم عن الوطن وبيوتهم وبواسيرهم وعوائلهم خارجه،يتحدثون عن العلم والنجاح وشهاداتهم مزورة
يقول ديجول في تعليقة على احد القرارات " لا توجد حكومة في فرنسا، وانما فقط أناس يسكنون قصور الحكومة" ( سيروس سالزبرجر آخر العمالقة)ونحن نقول مستفادين من ذلك الرأي بأنه لاتوجد في العراق حكومة بل جهلة سرقوا أو اشتروا مناصب وقصور الحكومة، بل ولاحاجة لنا بالذهاب لفرنسا بل نعود الى التاريخ والى شاعرنا الرصافي الذي قال في وصف حالة وكانه يقولها اليوم
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
وانفجرالشارع في اكتوبر كما لم تراه عين مسيلمة بل أن الشرارة واللهيب انطلق من داخل اسوار البيت فتعرى المكشوف الأعرابي ليس عربيا والقارئ امي والأبكم خطيب والاعمى دليل والصلاة بلا وضوء وعكس القبلة واللص أمين والجراد أكل الزرع وأندرست المدرسة ،ومرضت المستشفى، وقوات الامن دمرت الامن، الحكام ملائكة والشعب شياطين وغدى التكليف تشريف والعادل غاشم وغدى الوطن غربة والغربة وطن وصرخ زعماء القوم في جنودهم( دفئوا تحريركم ) (صرخة خالد بن الوليد المشهورة دفئوا أسراكم والتي تعني بلغة كنانة قبيلة خالد أقتلوا أسراكم) فغدى الدم ماء ،كل هذا وذاك وغيره الكثير ولم يظهر المهدي بل ظهر آخر قالوا لنا هو المنتظر
أسألوه أحقا أنت هو الآتي؟ اجبنا إذن نتائج دون شروح : أين صوتنا ؟أين حقنا؟أين زرعنا ؟ أين ماعوننا ؟ اين دمنا ؟أين تحريرنا ؟أين وطننا



#عصام_حافظ_الزند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالذبال في السراج إذا فني زيته
- كردستان العراق زيارة وحوارات*
- مطالب ساحة التحرير
- قنديل صادق ضوء ازلي
- صادق البلادي
- شخصيات اسلامية بين العلوي والبدوي
- حلم مارتن
- ليحكمنا الانسان الالي
- شبيك..... لبيك ديمقراطي بين ايديك
- ما نحن فيه
- رسالة مفتوحة الى الرئاسات الثلاث
- في وصف حالتنا


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام حافظ الزند - أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟