أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ادريس البويوسفي - تيزنيت/ اليسار وفك الحصار















المزيد.....

تيزنيت/ اليسار وفك الحصار


ادريس البويوسفي

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 08:30
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


عاشت مدينة تيزنيت ابتداء من 25/06/2006 على الساعة السابعة والنصف حالة طوارئ بعد التحاق الفوج الاول من معطلي الجمعية الوطنية لحملة الشواهد بالمغرب فرع سيدي افني وقد سبق التحاقهم بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل اجتماع طارئ لمكتب النقابة الوطنية للتعليم والذي أقر وبكل مسؤولية جميع أعضائه مسألة استقبال المعطلين بالمقر الكونفدرالي مما يجسد استمرارية هذه المنظمة في خطها النضالي الداعم لقضايا المعطلين وطنيا وتعبيرا منها عن مساندتهم في مطالبهم المشروعة والمتمثلة في الحق في الشغل.

من المؤكد أن معطلي فرع سيدي افني جاؤوا الى مدينة تيزنيت الهادئة مكسرين روتين أيامها المتشابهة حاملين معهم اختلافاتهم الفكرية والاديولوجية والتي على مايبدو أنه تم تدويبها في سبيل خوض معركة نضالية دفاعا عن حقهم الدستوري في الشغل مطالبين جميع المسؤولين الوفاء بالتزاماتهم وبالوعود التي منحت لهم خلال جلسات سابقة ..حاملين في جعبتهم تصورا خاصا بشكل المعركة التي سيخوضونها ابتداء من يوم 26/06/2006 ’ ولعل من أهم ايجابيات هذا الحضور الجماهري للمعطلين هو منحهم لبعض القوى السياسية والنقابية والجمعوية فرصة النتسيق فيما بينها ونذكر حزب الطليعة الدمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي واليسار الاشتراكي الموحد ثم المؤتمر الوطني الاتحادي أما نقابيا فقد حضرت النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الدمقراطية للشغل في حين كانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع تيزنيت حاضرة كعادتها في مثل هذه المحطات ...

لقد كان هؤلاء المعطلون والذين بلغ عددهم في اليوم الموالي 100 معطل متضامنين في معركة كانوا يعرفون بدايتها ويجهلون نهايتها دون أن يفصحوا عن أشكالها حتى للتيارات السياسية والنقابية والحقوقية التيزنيتية التي دعمتهم ماديا ومعنويا في معركتهم , هذا التكتم زاد من حيرة الجميع خاصة السلطات المخزنية والاجهزة البوليسية الظاهر منها والباطن والتي ظلت تترصد كل التحركات وبمختلف الوسائل من أصغر موظف في سلك وزارة الداخلية "المقدم " الى أعلى رتبة على المستوى الاقليمي . لقد فوجئ الجميع صبيحة يوم الاثنين 26/6/06 بازدياد كثافة التواجد البوليسي وقوات التدخل السريع والعساكر حول المقر الكونفدرالي ثم مقر حزب الطليعة الذي أصبح هو الآخر يأوي المعطلين الذين ضاقت بهم جنبات المقر النقابي ..هذا التواجد الأمني جعل الجميع يعتقد أن المعركة ستطول , وقد تشكلت لجنة للتنسيق بين الهيئات المذكورة عقدت أول اجتماع لها تلاه اجتماع آخر مع قياديي المعطلين فرع سيدي افني خلال ساعة متأخرة من الليل استمرت حتى الساعات الأولى من يوم 27/06/06 (الثانية صباحا) ...وابتداء من الساعة 12 زوالا بدأت تعرف جنبات مقرات الكونفدرالية وحزب الطليعة تعزيزات قمعية مشددة ,بل تم فرض حصار شديد على كل المسالك المؤدية الى هذه المقرات وتوصل المعطلون بخبر مفاده أن هناك نية من الاجهزة القمعية لاقتحام المقرين المذكورين ومما زاد من حالة التوثر اقدام السلطات على تشديد الحصار حتى على الطريق المؤدي الى مدينة سيدي افني منعا لتوافد أعداد أخرى من المعطلين على مدينة تيزنيت مما اعتبرناه انتهاكا لحقوق المواطنين في التنقل ..كما تعرض عدد من المناضلين بمختلف انتماءاتهم السياسية والنقابية والحقوقية لاستفزازات من بعض عناصر الاجهزة القمعية بالاضافة الى ملاحقة بعضهم بواسطة سيارات البوليس كما تم التحرش ببعض المواطنين ..وقد كانت هذه الاستفزازات اللا انسانية سببا لتتحمل الهيئات النسقة فيما بينها مسؤوليتها دفاعا عن الحق في الشغل وحق مواطني تيزنيت في التنقل بكامل الحرية وممارسة أنشطتهم التجارية بدون مضايقات فضلا عن فك الحصار المضروب على مقرات اعتصام المعطلين , وتنبيه السلطات المحلية الى ما يمكن أن تسفر عنه هذه الاجواء المتوثرة وهذه الرعونة المخزنية , وقد أصدرت هذه الهيئات بيانا في الموضوع وزع على نطاق واسع في كل من مدينتي تيزنيت وسيدي افني ,ورغم ذلك استمرت الكماشة البوليسية محكمة على كل المنافذ المؤدية الى المقرين CDT/PADS : مما استدعى تدخل الهيئات التي أصدرت البيان التنديدي ضد السلوكات المخزنية والتضامني مع المعطلين مع مبادرة لدى السلطات المحلية ممثلة في مصلحة الشؤون العامة يوم 28/06/06 دام لمدة ساعتين تم التركيز خلالهما على مطلبي فك الحصار عن المقرين والغاء حالة الطوارئ المفروضة على المدينة ثم طلب الحوار المباشر مع عامل الاقليم والذي حدد بعد أخذ ورد يوم 29/06/06 ابتداء من 10 صباحا استمر زهاء ساعة ونصف أسفر عن فك الحصار المضروب على المقرين السالفي الذكر ثم اعادة ربط مدينة تيزنيت بسيدي افني عبر الحافلات كما تقرر خلال هذا اللقاء تحكيم المنطق التفاوضي مع المعطلين وذلك في نفس اليوم وبشكل مباشر مع عامل الاقليم دام في المجموع حوالي 6 ساعات لانعلم نحن كهيئات تفاصيله لكنه انتهى بانهاء اعتصام المعطلين يوم 30/06/06 حوالي الساعة 11 و30دقيقة صباحا

ولعل القارئ لهذه الكرونولوجيا التي قدمناها من قلب الحدث سيظهر له مايلي :
أولا- مدى حرص المخزن المغربي في كل مناسبة على استعراض القوة بدعوى الحفاظ على الأ من ’ في الوقت الذي تتحول فيه العديد من التظاهرات السلمية الى حصار أو الى عنف غير مبرر كما حدث في تظاهرة سلمية لعمال البلديات بمدينة الرباط أسفرت عن مصرع عامل لم يتجاوز عمره 24 سنة وجرح مالايقل عن 30 عامل آخر في بلد أصبح ينعت بالمغرب الجديد الا أن الوقائع تثبت أن المنطق الامني لازال هو السائد .
ثانيا – أهمية أسلوب الحوار ومنطق التفاوض الذي اختارته الهيئات الساسية والنقابية والحقوقية التي احترمت مبادئها وجماهريتها وكما هو الشأن في كل المعارك الشعبية ظلت وفية لأسلوبها في تبني هموم الشعب المغربي
ثالثا – ان هذه المعركة ساهمت في توريط حزب اسلاموي اختفى عن الأنظار طيلة هاته المعركة ومن المؤكد أن هذا الحزب الذي يسعى الى التمخزن أكثر فأكثر لم يعهد ولايعرف لغة الاعتصامات ولا كيفية الالتحام بقضايا الشعب الكبرى ويفضل بدلا من كل ذلك منطق شراء الاصوات عن طريق اللجوء الى الصدقة وهو لايعلم بالمثل الصيني القائل علمه كيف يصطاد السمكة ولاتعطه السمكة ولو علموا ذلك لوفروا على أنفسهم الاحراج الكبير الذي عاشوه بمرارة طيلة أيام الاعتصام والحصار الذي عاشته مدينة تيزنيت التي عادت الى هدوئها لكن هذه المرة بشموخ واعتزاز أبنائها ووعي بما تزخر به ساحتها من أبناء هذا الوطن والقادرين على تغليب منطق الحكمة والمصلحة العامة بعيدين كل البعد عن منطق الارتزاق......



#ادريس_البويوسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة العمومية 3/ على خلفية تسرب امتحانات الباكالوريا
- دفاع عن المدرسة العمومية -2-
- الحركة العمالية بين النقابي والسياسي
- العمل النقابي صراع لايجسده الدين
- دور المفكرفي تغيير الوضع العربي
- وحدة اليسار من أجل تحرير الشعوب
- فرنسا./لنستخلص العبر والدروس
- بين أروبا والعالم العربي
- المدرسة العمومية بالمغرب


المزيد.....




- رسميا الان.. تحديد موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ...
- بزيادة” 100 ألف دينار عراقي”.. سلم رواتب المتقاعدين في العرا ...
- “جدد هنا minha.anem.dz” رابط تجديد منحة البطالة الجزائر واحص ...
- عاجل “زيادة 15000 دينار ضمن الراتب”!.. “حكومة الجزائر” تُعلن ...
- “بعد الزيادة” سلم رواتب الموظفين الجديد العراق 2024 وطريقة ا ...
- زيادة عاجلة على رواتب المتقاعدين.. “الحكومة الجزائرية” تزف ب ...
- WFTU Statement on the World Day for Safety and Health at Wor ...
- بيان اتحاد النقابات العالمي بشأن اليوم العالمي للسلامة والصح ...
- إطلاق وزارة المالية العراقية رواتب المتقاعدين لهذا الشهر في ...
- المرصد العمّالي يطالب بتعزيز آليات الرقابة على السلامة والصح ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ادريس البويوسفي - تيزنيت/ اليسار وفك الحصار