المدرسة العمومية 3/ على خلفية تسرب امتحانات الباكالوريا

ادريس البويوسفي

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 07:24
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

تصاحب عملية الاستعداد للامتحانات الباكالوريا من طرف الوزارة والاكادميات إجراءات أمنية مع الاستعانة بهذه الأجهزة في مختلف المراحل, هذا الجهاز الأمني المغربي مشهود له بالهراوة وطنيا وبالكفاءة دوليا... ؟؟ في مختلف الملفات وقد بحثت في تاريخ تسريب
امتحانات البكالوريا فوجدت أنها كانت تنتهي دائما بتحميل مسؤولية التسريب لأصغر موظفي القطاع العام و هم فئة الأعوان, و مما زاد الأمر استغرابا هذه المرة هو الجمع بين عونين و التلاميذ, و تحميلهم مسؤولية أمر عظيم يتعلق بوضع مستقبل 280ألف مرشح لاجتياز امتحانات الباكالوريا في يد السماسرة حتى أن الإنسان ليخجل مما رددته وسائل الإعلام الوطنية على لسان الوزارة الوصية بأن التسريب شمل مادتين فقط وأن الامر محصور في أكاديمية جهة مكناس تافلالت وكأن المغاربة غير معنيين بالتطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم بأسره وأقصد بذلك إمكانية التواصل عبر الهواتف المحمولة والشبكة العنكبوتية وهي وسيلة للتواصل خاصة إذا تعلق الأمر بتسرب امتحانات يوما قبل موعد إجرائها كما أن الخرجة الإعلامية للوزارة الوصية حصرت التسرب في ثانوتين فقط من الجهة المذكورة ويمكن أن نعتبر هذه المسألة أكبر دليل على أن الوزارة المسؤولة تتعامل باستخفاف مع الامتحانات المصيرية لأبناء الشعب المغربي.ولنفترض أننا في بلد أكثر ديمقراطية وأكثر حرص وبشكل حقيقي على مبدأ تكافئ الفرص لكان الأمر قد وصل إلى حد تقديم وزير التعليم لاستقالته من منصبه ومحاسبة المسئولين الحقيقيين والمباشرين عن عملية التسريب إلا أن الأمر في المغرب وحتى الساعة في هذا الملف ينطبق عليه المثل الشعبي والقائل "طاحت الصومعة علقوا الحجام "وفي هذه النازلة علقوا أبسط موظف بالأكاديمية أو المؤسسة موضوع تسريب الامتحانات حسب البلاغ الرسمي وهو العون وتحميله المسؤولية تاركين ورائه طاقما مهما من المسئولين الأتقياء والشرفاء..... !!!!,,, ?????????????????????, !.
والذين لاذنب لهم في كل ماجرى والمضحك في الأمر كله هو أن العون لم يكن وحيدا بل كان مع بعض التلاميذ وأم تلميذة تمتهن الخياطة ولم أكن أعلم أن للخياطات دور في إعداد ووضع الامتحانات ونسخها وتوزيعها على الاكاديميات في كافة التراب الوطني والحمد لله الذي أصبح للخياطات دور في امتحانات الباكالوريا ..
إن الأمر برمته يستدعي أكثر من وقفة للتأمل ’ فالوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم ومنذ دخول المغرب مرحلة الرهان على القطاع الخاص أصبحت الساحة التربوية تتعرض للتصفية والتفويت بل وصلت إلى حافة الإفلاس من جراء ما يعيشه القطاع من عشوائية وارتجالية دافعة بالمدرسة العمومية إلى الهاوية ..حتى أن ما يعتبرونه إصلاحا ليس إلا تقليص للحاجيات على مستوى العنصر البشري وتشويه للمقررات على المستوى المعرفي والتكوين البيداغوجي ..كما أن البرامج الدراسية والمقررات أصبحت عملية تجارية محضة ويعلم الجميع أن طبخ المقررات الدراسية وإنجازها يتم في إطار من الزبونية والمحسوبية والكل يعلم كيف أنجزت بعض المقررات بل حتى أن بعضها يتعارض ولايتلائم مع ما نطمح اليه من حيث التكوين بل يتعارض مع بعض القيم كالتسامح والانفتاح والمساواة ..وذلك يجعل هذه المقررات بعيدة كل البعد عن طموح بناء مجتمع حدثي وديمقراطي يؤمن بالاختلاف والحرية والعدالة الاجتماعية ..وما يزيد من ارتجالية الوزارة والابتعاد عن المسؤولية التاريخية التي ناضل من أجلها الشعب المغربي وهي ضمان تعليم شعبي ديمقراطي ومدرسة عمومية للجميع ’و تنزل من حين لآخر مذكرات مثل إعادة الانتشار بالإضافة إلى التراكم الخطير الذي تعرفه ملفات التجمع العائلي بل يحرم عدد كبير في أوساط أسرة التربية والتعليم من اختار مدن للاستقرار بها في حين نجد عدد كبير من الموظفين الأشباح متمركزين بالمدن الكبرى غالبيتهم زيجات لكبار المسئولين....

إن ما نطرحه من خلال هذا الملف يجعل من قطاع التربية والتعليم في حاجة ماسة إلى حسن التدبير والى الشجاعة الأدبية في اتخاذ قرارات مصيرية ..وكان على المسئولين بهذا القطاع التفكير بمصير 280ألف مرشح بدل استغفال 30مليون مغربي يستثنى من ذلك العارفين بكل صغيرة وكبيرة والذين يعلمون علم اليقين أن تسريب امتحانات الباكالوريا لايتحمل فيه المسؤولية عون أ وحرفي أو تلميذ ’ فلنكن جادين ولنبحث عن المسؤولين الحقيقيين عن مسألة التسريب ...وحتى نعيد المصداقية لهذه الشهادة وطنيا ودوليا لابد من أن نكون صادقين مع أنفسنا أولا ومع المرشحين ثانيا وهم أبناء الشعب المغربي وليسوا أبناء المسؤولين عن عملية التسريب لآن هؤلاء اختاروا لأبنائهم مدارس خصوصية جدا بل ربما يتابعون دراستهم بالخارج فلنعلن أمام الملأ بأن هناك خلل يستدعي إعادة الامتحانات وطنيا وليس بثانويتين ولا حتى جهويا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل