وحدة اليسار من أجل تحرير الشعوب

ادريس البويوسفي

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

منذ أن اضطر الاحتلال الأجنبي إلى الانسحاب من المنطقة العربية برمتها بدأت مرحلة جديدة من تاريخ هذه الشعوب حيث لم تستطع الأنظمة العربية التي عوضت المستعمر في مهام التسيير والتدبير تكريس مبادئ الحرية والديمقراطية التي نا ضلت من أجلها الشعوب’بل ان هذه الانظمة لم تنجح فيما بينها لخلق تكتلات اقتصادية وسياسية والشيء الوحيد الذي تفوقت في تنفيذه هو خلق تكتل وتجمع لوزراء الداخلية العرب لتبادل الخبرات والمعلوما ت في قمع الشعوب ذلك أن الهاجس الأمني كان ولا يزال الشغل الشاغل بالنسبة لهذه الأنظمة حفاظا على امتيازاتها وحكمها من الزوال ..بل إن الثور الذي غادر الحظيرة سنة 1978 لم يعد إليها بل التحقت به بقية الثيران ولم يكن الجميع يملك الجرأة في اتخاذ قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني ..فلتكن الأنظمة العربية صادقة مع شعوبها . وهاهي اليوم أصبحت العولمة والرأسمالية المتوحشة تتحالف مع الأنظمة العربية الرجعية والمهزومة على سن سياسة تجويع وتفقير الشعب الكادح المسحوق في اليوم ألف مرة , وهاهي الشعوب العربية لازالت تناضل من أجل الديمقراطية والحرية ولنبل أخلاقها لازالت تنتظر التغيير, إلا أنه من حقنا كمفكرين على الأقل في المستوى النظري أن نهمس في آذان هذه الشعوب إن الحقوق لاتعطى بل تؤخذ . وليعلم الجميع أن أضخم وأهم الميزانيات بالدول العربية ترصد للأجهزة الأمنية وتمنح لمسئولي هذا القطاع لائحة عريضة من الامتيازات كما ترصد أموال ضخمة من الضرائب التي يتفانى المواطن المغلوب على أمره في أدائها لتعزيز الأجهزة الأمنية بالموظفين والمخبرين وآليات مكافحة الشغب المرتقب ’ثم يضا ف إلى كل ذلك امتيازات لجنرالات وقادة الجيش ’ وأعتقد أن الشعوب التي استطاعت أن تنتزع الحرية والاستقلال من الاستعمار البائد لقادرة اليوم على صيانة مكاسبها وكرامتها والتفكير في كيفية فرض خيار التغيير السياسي على أنظمة بعضها رجعي والآخر أوتوقراطي وفي حالات قليلة أصبحنا نجد بعضها إصلاحي ’ ويبدو أن الانظمة العربية لازالت عاجزة عن الوصول الى قلوب مواطنيها ’وهاهي الشعوب اليوم في ظل النيولبرالية المتوحشة مدعوة للتفكيروتكسير قيود الماضي وبناء المستقبل على أسس علمية’ كما أن اليسار الاشتراكي في كل البلدان العربية مدعو للبحث عن سبل الوحدة السياسية ووضع إستراتيجية موحدة لمواجهة التطرف الديني الذي يهدد امكانيا ت التعايش بين الأديان السماوية والعمل بمبدأ الدين لله والوطن للجميع هذا من جهة ومن جهة ثانية علينا توحيد الجهود مع كل شعوب الأرض الرافضة للعولمة المتوحشة التي أصبحت تلقي بضلالها على كافة شعوب الأرض ومن هنا تبدأ مسؤولية الشعوب العربية في رفض هاذين النموذجين اللذان أصبحا يشكلان معا وجها لعملة واحدة أولى فكرية والثانية اقتصادية ... علينا إذن أن نعلن إفلاس هذه النوعية من النماذج ونخرج من زاوية الحصار المضروب على الإرادة الشعبية في كل الأوطان العربية حيث أن حالة الإفلاس هي السائدة اليوم ونسعى لأن تكون الشعوب العربية في مستوى الحدث ولديها قيمة مضافة من التفكير الثوري والتقدمي القادر على تدبير المراحل القادمة بشكل أفضل فا لتاريخ تصنعه الشعوب وليس الأفراد وعلينا أن نضمن للشعوب المقهورة عدالة اجتماعية وكرامة نكرس من خلالهما مبدأ تكافئ الفرص انطلاقا من القدرة الإنتاجية للفرد كل حسب عمله وكل حسب طاقته.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل