أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - عبقرية الديكتاتور الفاشي!















المزيد.....

عبقرية الديكتاتور الفاشي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6671 - 2020 / 9 / 8 - 23:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عـــبــــقـــريـــة الديكتاتور الـــفـــاشــي!

لقد استطاع في سبع سنوات أنْ يقنع المصريين بأنهم مجموعةُ أصفار!
وأنَّ نهرَ النيلِ بحيرةٌ إثيوبية!
وأنَّ جيشَه الوطني لا يستطيع أنْ يعترض على التفريط في جزيرتين استراتيجيتين؛ ولا أن يقضي على ثلاثة آلاف من الإرهابيين في مساحة مكشوفة في سيناء طوال سبع سنوات، بل وخبرته العسكرية تجعل الإرهابيين يقتلون الجنود المساكين في نفس المكان عدة مرات وبنفس الطريقة اعتمادا على الجهل العسكري للقيادات.
وأنَّ كنوزَ جبلِ الحلال ومليارات الغاز كانت فياسكو!
وأن حدود مصر البحرية والصحراوية والنهرية ليست خطوطا حمراء إلا في عقله الأجوف.
وأنَّ المصريين يعملون خدمــًا لديه؛ رغم أن الطبيعي أنه يعمل لديهم!
وأنَّ الدستور لُعبة يقوم بتغيير قواعدها فيخرس الشعب كله!
وأنه قام بشراء كل الجنرالات في الجيش والشرطة.
وأن كل مصري يريد أن ينجو بحياته فقط فلا يدافع عن سجين أو مظلوم أو منهوب أو بريء يتعذب في زنزانة بقبو تحت الأرض.
وأن معتقلاته أصبحت أكثر شُهرة من معتقلات هتلر وموسوليني وأنور خوجة والقذافي وصدام حسين وفرانكو وبينوشيه وعيدي أمين دادا...
وأن المصري إذا اختفى أخوه أو أبوه أو ابنه في معتقلات السيسي يكتفي بالدعاء، ويطلب من الله التعجيل في الإفراج عنه.
وأنه لو أعاد الله بعث كل الأنبياء والرُسل مرة واحدة بكل الكتب المقدسة وتوصية خاصة من رب العالمين أن يرفع السيسي يده عن شعب مصر لما اهتزت شعرة في جسده.
وأنه يعرف كراهية المصريين للقراءة وعدم تأثرهم بالكلمة، فعاذ فسادا.
وأن السيسي يؤمن أن بناء طوبة في قصر منيف له ولأسرته أفضل من أن يأكل فقير عشاءه بثمنها.
وأنَّ مواطنــًا يرفع لافتةَ اعتراض عليه ستنتظره زنزانة.
وأنَّ عشرة ملايين مصري في الخارج يرتعشون ويرتعدون خوفا من قائمة المُترَقَب وصولهم.
وأنَّ الذين قاموا بثورة ضد الحرامي المجرم حسني مبارك سيعاقبهم السيسي.
وأنَّ القضاة والمستشارين يأتمرون بتوجيهاته وليس بقانون العدالة.
وأنَّ الجنرالات في الجيش والشرطة يملكون حق تقسيم أراضي الدولة بينهم .
وأن الخطاب الديني السلفي هو المُعبّر عن الرئيس.
وأن 25 يناير لن تتكرر.
وأن الإعلامي الذي لا يمتدح في الديكتاتور السيسي لن تفتح له أي قناة مصرية شاشتها واستوديوهاتها.
وأن الإعلاميين أنصاف الأميين والمطبّلين والمهللين والقردة والمنافقين هم خط الدفاع عنه.
وأنه على يقين من أن فترة حُكمه قد تمتد حتى تصعد روحه إلى بارئها ثم يرث ابنه المصريين ووطنهم وأرضهم.
وأن مجلس نوابه مكانه الطبيعي حديقة الحيوانات مع رئيسه ذي القدرات العقلية الضحلة.
وأن جهله وفاشيته وحماقاته وخربطاته هي فلسفة العصر فهو طبيب الفلاسفة.
وأن المثقفين والأدباء والشعراء والعلماء والأكاديميين مهمتهم خدمته أو لعق حذائه.
وأن عبقريته في التسَوّل من الأثرياء.
وأنه صنع مصرَ من جديد في إنشاء بعض الطرق والكباري في مقابل إهمال التعليم والعلاج والمستشفيات.
وأن فلسفة القروض فكر متقدم ينفق منها على عصره، ويسددها وفوائدَها أحفادُ المصريين.
وأن البحر وشواطيء الاسكندرية ينبغي أن تحتجب عن الشعب.
وأن مسجد "الفتاح" العليم المقصود به السيسي وليس الله.
وأن شمّاعة استمراره هي الحرب ضد الاخوان حتى بعد أن أصبحوا لا يملكون إلا بعض الإذاعات والقنوات الفضائية.
وأن إسرائيل لم تجد منذ النكبة عام 1948 عرّابا لها أفضل منه.
وأنه لا يحب العربَ الفقراء، فيدُه في جيوب الأثرياء وهم يتحكمون فيه.
وأن رئيسَ مصر الأقل احتراما في العالم من أي زعيم آخر.
وأن الإثيوبيين يحتفلون بسذاجته وعباطته وتخلفه فحصلوا على ما لم يحلموا به منذ آلاف السنين.
وأن فرحته بوصف ترامب له بــ"ديكتاتوري المفضَّل" لن تدوم طويلا.
وأنه لا يلتقي مصريان إلا ويسخران منه، لكن السخرية لا تُسقط الطواغيت.
وأن مئة ألف معتقل هي الوجبة الأولى لاستعباد المصريين قبل اعتقال الشعب كله.
وأن الجبان فقط من تتفتح له كل الأبواب.
وأن الوشاة هم حُماة القصر.
وأن عددا هائلا يعتقلهم بدون محاكمة ولكن بقانون الطواري:" أنا أو ولاد الكلب"!
وأن مئة مليون مصري يعادلون فِرْدة حذاء في قدمه اليُسرى، حتى لو أغضبهم هذا الكلام وصاحوا: لا تقترب من كرامتنا.
كيف أقنع السيسي المصريين بأنهم صُمٌّ، بُكْمٌ، عُميٌ.. في عهده.
وأن كل كلمة في الهاتف والنت والتلفزيون والراديو وقسم الشرطة تصل إليه قبل أن ينطقها المواطن.
وأن تأثير المسيحية والإسلام في مناهضة الظلم صفر على الشمال.
وأن المصريين يخشونه أكثر من خشيتهم رب الكون العظيم.
وأن من لا يخافون منه، يفزعون من الأصدقاء والأحباب والزملاء والأهل فالوشاية أضحت دينَ الشعب .
كيف استطاع السيسي الجاهل والفاشي والمتعاون مع الاحتلال والقاتل ورافض علاج المرضى السجناء السيطرة على أعرق شعوب الأرض؟
لابد أن يكون هذا الديكتاتور الجاهل عبقريا في معرفة كلمة السر التي تُدخله في صدور المصريين فيتحولون إلى أرانب تجري إذا شمّتْ رائحتــَه؟
يُضْرَب المثل بالمصريين في الدنيا كلها في عهده بأنهم يخافون من خيالــِهم، ويخشون بعضَهم، ويعرفون أن الزنزانة الضيقة القذرة هي السكن الملائم لمن يتنفس أمامه.
لو نزل إبليس بنفسه واستولىَ على الحُكم فسيترك للمصريين دقائق معدودة يصرخون أو يتنفسون أو يعترضون على استحياء؛ أما هذا الرجل فهو مصنوع في المجلس العسكري وأكمل المصريون صناعته ليتحول إلى دراكيولا العصر بابتسامة ومَســْكــَـنَة قبل أن يُرهب و.. يُخيف.
صدّقوني إذا قلت بأننا قد نستيقظ ذات صباح ونكتشف أن السيسي باع مصر كلها، شعبا وأرضا وبحرا ونيلا وخيرات، وأنه قبض الثمن، وأن رقابَ المصريين ستنتقل إلى ديكتاتور آخر، عربي أو عبري أو أمريكي أو سلفي متطرف أو قائد عسكري.
لو اقتنع المصريون بأن من حقهم الغضب إذا سُرقوا، وأهينوا، وظُلموا، وتعذبوا، وحُرموا من السكن أو التعليم أو الطعام أو الشراب أو التنفس أو حق الكلام والاحتجاج؛ فإن نهاية السيسي تصبح قاب قوسين أو أدنى من الهروب من قصر الاتحادية.
لو ألهمني اللهُ كلمةَ السرِّ التي تُغضب أبناءَ شعبي لما ترددت لحظة في كتابتها أو الصراخ بها!
لي رغبة أن أطرح سؤالا حرجا لن يغضب منه السيسي؛ لكن أبناء مصر سيغضبون!
هل هناك من يملك دليلا واحدًا أنَّ المصريين أحياء؟
يقرأ المصري هذه الكلمات التي تتصدع لها الجبال عن الظلم والقهر فيقول: المهم أنا وأبنائي وأسرتي وليذهب الآخرون إلى الجحيم، فلست أنا الذي سيغير الكون.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 8 سبتمبر 2020



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاطعوا إسرائيل و.. لا تقاطعوا الإمارات!
- الإنصات لأنفاس الأرانب!
- هل تريد أنْ تربح رضا الرئيس؟
- كورونا والسجناء وأوهام الأمل الكاذب!
- معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!
- فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!
- رؤيتي للرئيس السيسي!
- متى بدأ المصريون يكرهون القراءة؟
- الفضيلة أن نقتل جميع النساء!
- عبقرية المصافحة بين الرجل و .. المرأة!
- تمنياتي لسوزان مبارك بالشفاء!
- ماذا لو كان عبد الناصر؟
- كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!
- معجزة السيسي بدون منازع!
- الخِطابُ الجنازة!
- أسباب الفشل المؤقت للإطاحة بالسيسي!
- رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!
- رؤيتي لمحمد علي!
- مصريون وسوريون يشتعلون في الشاورما!
- هل أُراجِع نفسي و.. أعتذر عن كتاباتي؟


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - عبقرية الديكتاتور الفاشي!