أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - تسيالزم اخناتون يقول.. الجنون بعينه















المزيد.....

تسيالزم اخناتون يقول.. الجنون بعينه


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6671 - 2020 / 9 / 8 - 20:19
المحور: الادب والفن
    


مجلة دوائر ضوء ، تعنى بالشؤون الثقافية و الأدبية.
فقرة حوار مع أديب

حاوره : الكاتب المغربي حسن مستعد


طارق سعيد أحمد الذي لم يحرق السفن ، لكنه أحرق مسودة ديوان كان قاب قوسين من أندلس المطابع .
هل يمكن لجندي أن ينظم الشعر ، بدل رص الصف و ترديد نشيد الوطن ؟ هل يمكن لمحارب ، بدل إطلاق الرصاص ، يرفع عقيرته لتلاوة القصيد ، و رمي الورود .

تمرده على الموروث الشعري ، و النظم النمطي ، يجعل المتلقي لولوج عالمه الشعري أكثر صبرا و أناة . هو يحلق في عالم آخر ، عالم التجريب و البحث عن غير السائد و المهيمن لذى قبيلة الشعراء .
متفرد ، متميز ، مدهش ، مذهل .
هو نيرون الصغير ، لم يحرق روما و إنما أحرق الشعر ، نيرون إنتشى برائحة الحريق ، و طارق لم يطرق باله أن لعنة احتراق الحروف ما زالت تطارده ، و رائحتها احتلت خياشيمه.
يحلق خارج السرب ، لا يتوانى في حقن ذاكرة القارئ ليحثه على قلب الطاولة على الموروث النمطي الذي لا يبارح مكانه قيد أنملة . و البحث في فضاءات الإبداع و الخلق و التجديد الواسعة في سماوات الشعر ، عن آفاق جديدة تؤدي للعالمية .
ديوانه المعنون ب " تسيالزم " ( أخناتون يقول ) ، المثير للدهشة و الغرابة لتسميته ، و المتفرد حد التطرف في أشعاره . حسب ما رواه في إحدى حواراته لإحدى المنابر الثقافية ، ( أنه حاول تمييز نصوصه تحت إسم يحميه من الإنصهار في ما كان يرفضه من نصوص ترهلت حتى القيح . لذلك انتزع الحروف الأولى من إسمه t.s
و ألصقها بالنصف الأخير من ال " سيريالزم " ).
هل هو سالفادور دالي الشعر ؟ أو أخناتون الموحد ( هذا الملك الذي حكم مصر القديمة لمدة أربعة عشر عاما ، و ذلك ما بين 1352 ق.م - 1338 ق.م . إذ تولى الحكم بعد والده أمونحوتب الثالث ، و كان إسم أخناتون آنذاك ، ( أمونحوتب الرابع ) . بداية حكمه كانت في مدينة طيبة ، ثم انتقل منها ليتخذ لنفسه عاصمة في مدينة تدعى ( أخيتاتن ) ، و كلمة أخيتاتن تعني في اللغة المصرية القديمة ( أفق قرص الشمس ) ، و هي منطقة واقعة على طول الساحل الشرقي لنهر النيل.
هل يريد طارق سعيد أحمد ، هذا الشاعر الفرعوني الجديد ، أن يكون إمبراطورية للشعر مترامية الأطراف ؟ كانت دعوة أخناتون إلى الوحدانية و محاربة الرموز التعدديةالوثنية ، و التفرغ لعبادة الإله الواحد ، و طارق يدعو إلى الفردانية و قيادة ثورة شعرية على السائد من الموروث النمطي ، و خلق رؤيا متجددة و فضاء أرحب يسع كل المتمردين.
لا يخطئ عندما يرميك بسهم الإندهاش و الإنبهار ، حد الجنون ، حد التوحد معه ، حد معانقة دينه الشعري الجديد .
إنه الجنون بعينه ، لكن شاعرنا أعاد عقله إلى صوابه . أما أنا ، فعلي الإسراع إلى الحوار كي لا أجن .

إنه الشاعر المصري و الصحفي : طارق سعيد أحمد.



- مرحبا و أهلا وسهلا بك في فقرة حوار مع أديب ، في مجلة دوائر ضوء ، سعيد جدا أن أستضيفك.

- و أنا بدوري جد سعيد ، و لي الشرف أن أحظى بمقابلتك ، و أشكرك على دعوتي لهذا الحوار ، و الذي أتمنى أن يثري المجال الثقافي عامة و الشعري خصوصا .

1 - س : من هو الشاعر طارق سعيد أحمد؟

- ج : كان يتسع هذا السؤال كلما شرعت في الإجابة عليه ، ومن ثم يُلقيني في عمق ما بداخلي.
ومع ذلك ورغم ذلك ، طفت على سطح الذاكرة صورته وهو يكتب نصا على حائط غرفته الكائنة في حي عين شمس الشرقية بالقاهرة ، وهو حي نصف شعبي يتفق مع الشريحة المتوسطة وقتذاك ، هذا الطفل الصبي الشاب الذي عُجن بواقعه حتى التشبع وشكلته أفكاره البكر قبل أن يقرأ كتابا واحدا في الشعر ، إلى الصف الثاني الإعدادي كان من الأوائل في دراسته قبل أن يخطفه شيطان الشعر ويهمل دروسه ، حتى تغيرت نظرة أقرانه إليه حينما قدم أوراقه في مدرسة ثانوية "صنايع" كانت فيما بعد تجربة ألقت برتوشها عليه ، حيث اكتشف مثلا أنه الوحيد في الصف الدراسي الذي يحتفل بعيد ميلاده!، ثم التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة ليستكمل دراسته التي أهملها بنظام التعليم المفتوح ، ومع دوران وتقلب الحياة عمل حدادا وصانع مفاتيح وبائع ورد في فترات احتياجه للمال

2 - س : كيف كانت البدايات؟

- ج : الأولى : بدأت بالكتابة على كراس ( تسع اسطر) كلمات لطفل يحكي عن عصفور يزوره صباحا ويصوصئ حتى يخرج له الطفل إلى الشرفة ويسقيه ويقدم له قطعة حلوى .
الثانية : بجوار شجرة التوت الطيبة حيث كنت أنتظر أن تسقط توتها علي ، لكني تركتها وذهبت إلى أكثر الأماكن دهشة .
الثالثة : حينما نشرت ديواني الأول (تسيالزم، أخناتون يقول)
أما الأولى ، فكانت مصادفة مهدت لي الطريق للعودة إلى طفولتي حينما كنت أبحث في الأوراق والكتب المهملة عن شئ ما ، ووجدت كراسا مكتوب عليه إسمي وفي الخانة التي تليه تحته مباشرة ٣/١ أي كنت تلميذا في السنة الأولى الإبتدائية ، مايهمني هنا هو أنني وجدت بعض الفقرات المكتوبة بعشوائية على صفحات الكراس تميل للكتابة خارج المنهج الدراسي ، وكانت معنونة أذكر منها عنوان مثلا (العصفور الوحيد) ، كنت في هذه الآونة شابا يستعد لدخول الجيش ، لتأدية خدمته العسكرية بالجيش المصري ، ولولا هذه الصدفة ما كنت تعرفت على هذا الطفل الذي بمجرد أن تعلم الحروف ، كتب ما يدور في خلده الصغير ، ومنذ هذا الزمن وأنا أمارس العودة في مراحل حياتي وأكتشفها من جديد .
أما الثانية ، فكانت مصادفة هي الأخرى!
أدخلتني اللُعبة ، في أول الشارع كان عم "جميل" صاحب استوديو التصوير الفوتوغرافي يضبط كادر كاميرا لسيدة تدعى " زينب" هكذا ظننت وتأكدت أن سيرتي كانت حوارا بينه وبينها حينما أطلق صوته من داخل الأستديو حاملا إسمي ليصل إلي ، وأنا واقف تحت شجرة التوت التي تبعد عنه بمترات ، ذهبت إليه مسرعا ، قال لي : إذهب مع الحاجة زينب ، سألته إلى أين ؟ ردت هي بدورها إلى أمسية شعرية .
الثالثة : لم تكن صدفة إطلاقا ، بل قرارا مؤجلا ، حيث ذهبت بحزمة من النصوص إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب لأنشر ديواني الأول .

3 - س : ما هي إصداراتك؟

- ج : ديوان شعر بعنوان " تسيالزم، اخناتون يقول"، وسلسلة كتب ذات الأوراق الموجزة تحت عنوان " كيف تصنع جاهلا؟"
(ثنائية السُلطة الدينية / السياسية بعد الثورة) أرصد فيها مظاهر تجهيل السُلطة .

4 - س : حول طريقتك في كتابة القصيدة هل تكتمل وتنضج في خيالك ، أم تبدأ النظم والكتابة مباشرة؟

- ج : دائما ما يفاجئني الشعر بحضوره الثقيل ، حيث يجبرني على كتابة الكلمة الأولى للنص ، وتتوالى الكلمات وتدنو حتى ينزف القلم دما ، ومن ثم أتوقف عن الكتابة .

4 - س : ما الجدوى من الشعر وغيره ، في زمن ضمور القيم واستفحال الرداءة؟

- ج : الشعر وغيره من الفنون هو الملاذ الوحيد ، في زمن ضمور القيم واستفحال الرداءة .

5 - س : ما رأيك في المجلات الإلكترونية التي تعنى بالثقافة والأدب ، هل هي ظاهرة صحية؟ وكيف تميز بين الغث والثمين فيما تنشره؟

- ج : المجلات الإلكترونية المعنية بالثقافة والأدب ، تعاني عناء شديدا من ضعف الإمكانات المادية ، وتحاول رغم ماتعانيه ماديا وسياسيا ، تقديم ما يسد رمق المتلقي حتى لا يموت جهلا ، هي أكثر من أن تكون ظاهرة بالأحرى هي مكون من مكونات التثقيف ، ويمكن التمييز بين الغث والسمين فيما تنشره بمعيار الرسالة الإبداعية التي ينطوي عليها النص .

6 - س : كيف ترى مستقبل الشعر والشعراء؟

- ج : بالسؤال عن المستقبل نكشف عن مخاوف الحاضر ، ورغم ذلك ، لا خوف على الشعر والشعراء ، والرهان هنا على الإحتياج الإنساني الدائم للشاعرية الكامنة في كل تفاصيل العالم حولنا ، سبق العِلم الشعر ، وتجاوزه لا بأس ، فإن بحثنا عن أدوار للشعر سنجده هو من سبق العلماء للقمر .

7 - س : ما هي النصائح التي تسديها للشعراء الذين على الطريق؟

- ج : لا تقرأوا الشعر !

8 - س : هل هناك صعوبة في نشر ديوان شعري؟ وما مشاكل دور النشر؟ وعزوف القراء عن متابعة القراءة على الورق؟ بعدما التهمتهم شاشة الفضاء الأزرق؟

- ج : الكتاب الورقي في طريقه للإندثار أو هكذا نشعر ، كلما فاقت التكنولوجيا توقعاتنا ، بهذا التصور نقف في مفترق طرق منهم الصعب وهو نشر ديوان ورقي ، وتكمن صعوبة النشر ، في تكلفة الكتاب المادية باهظة الثمن ، وإيجاد دور نشر تغامر بنشر الشعر في هذا الوقت العصيب ، والثاني هو الطريق الأرحب الذي يتسع بالإمكانات التكنولوجية والنشر الإلكتروني الذي يبدأ من مواقع التواصل الإجتماعي ، وبعيدا عن السلبيات . الهدف في النهاية هو أن نقرأ .

- هل من كلمة أخيرة سيد طارق ؟

- أشكر مجلة دوائر ضوء ، على هذه الإستضافة الجميلة ، و على خطها التحريري المتميز ، و رؤيتها الشمولية لكافة مجالات الإبداع ، أتمنى لها مزيدا من التقدم و الرقي و الإشعاع الثقافي ، و شكرا لك محاوري ، الكاتب و الشاعر حسن مستعد ، و تحية لكل أعضاء و قراء المجلة .

طارق سعيد أحمد ، يهديكم هذه القصيدة الشعرية الجميلة ، من ديوانه.

9 صور #تسيالزم

وشك منحوت
على صخرة
نصها غرقان
والنص التانى
جبل
في صحرا
انت لية؟
وازاى؟
.............
امسك بايدك قلبك
المستطيل
امشى برجليك في الطين
انت مش شجرة
صورة 1
بتعيش ع الحلم
مش فيه
وتمد ببصرك
وتمد
تمد
لحد ما تجرى..
انت لية بتحس
بالشوارع
والحيطان
والكراسى
والبيوت
اغسل وشك دمك
غرقنى
فكرنى بخدود وشفايف
معرفش دلوقتى
لونها اية؟
صوررة 3
شايف التمثال منين
ولا انت..مش همك
رتوشى
وسمكى
ومكانى
وسط الميادين الكتيرة
حرك عيونك
الساكتة
وكلمنى بأى حروف
ومتسبنيش
يطوف جواية صوت الصخر
ميدوزى
استوطنت ع الأرض
لمست عنيها
الحلم
الفكرة
ولون الورد
صورة 5
بقيت ممل
اكتر من شروق الشمس
ومن غروبها
ممل
أكتر من زمن محبوس
في لوحة
أكتر محن طعم لسانك
وعيونك دايما شايفة مربعات
بالأبيض والأسود
وانت
كل اللى بتعرف تعملة
تاخد خطوة لقدام



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء
- عجائز البلدة- .. الأدب كتاب واسع لمعرفة تاريخ الريف المصري
- سرقة القرن.. المدعوة رامونا يحي تسطو على أكثر من 20 قصيدة من ...
- مع كتاب.. طارق سعيد أحمد: في التفاصيل لا تكمن الشياطين ولا ا ...
- حواري مع الشاعر حمزة قناوي
- انقذوا الشاعر الكبير رفعت سلام بيان للتوقيع
- مطرود
- حوار خاص
- تيوليب
- موسم الحصاد
- حلم
- تعاويذ
- اخرس
- مذكرات مجنون 2
- عام الكُفر
- الحكايه
- مذكرات مجنون 1
- أخت روحي- .. قصص تراوح بين واقع بائس وخيال
- الواقع الدرامي
- حسام عقل يكتب: تشكلات الرؤى الشعرية للوجود في عالم -زجاجي- / ...


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - تسيالزم اخناتون يقول.. الجنون بعينه