أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - حُب مخيّر في مجتمع مسيّر














المزيد.....

حُب مخيّر في مجتمع مسيّر


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


في ألمانيا شاب عراقي يكتُب رواية ويلعب دور البطولة.
في شباط من هذا العام وبدعوة من رئيس منتدى بغداد للثقافة والفنون في برلين، قدم الشاب العراقي غيث عدنان روايته الموسومة "حُب مخيّر في مجتمع مسيّر" أمام نخبة من المثقفين العرب الذين آثار عنوان الرواية اهتمامهم. وهي كما يبدو في إطارها العام من ناحية المضمون والأسلوب، وأيضا طريقة السرد الروائي، مؤلفه التجريبي الأول أن صح التعبير. ولا أريد في هذا السياق أن استعرض الرواية من ناحية "النص الأدبي" وضوابط الإيقاع الروائي، بقدر تناول حصيلة هذا لإنجاز المتواضع، الذي يشكل في رأيي، معالجة اجتماعية جديرة بالاهتمام واستخلاص النتائج، لشاب عراقي طموح وثبور، يعمل ويدرس دون كلل ليرفع من شأن وطنه، تاريخه، ثقافاته وحضاراته بين الأمم.

الرواية صادرة عن دار ومكتبة أولد بوك Old Book في بغداد، نهاية عام 2018، وبالحجم الأكثر شيوعاً وعدد صفحات دون الغلاف والتعريف والمقدمة والفهرس 89 صفحة، بحروف من حجم متوسط مريح للقراءة، تحتوي على سبعة عشر جزءاً "قصة". اختار لها المؤلف عناوين تشير إلى أحداث وأزمان مختلفة، بطريقة تدوينية كالمذكرات اليومية. الجزء الأول يحمل عنوان "تعرف ريان على ساندرا" صفحتين. والجزء الثاني "تعلق ريان وساندرا ببعضهما" صفحة ونصف . ثم يليه "الحب العظيم بين ساندرا وريان" وصولاً للجزء الثاني عشر بعنوان "الاتفاق الجديد بين ساندرا وأبيها" ومن ثم "نار العشق ولهيب الشوق" خمس صفحات. انتهاءً بـ الجزء الأخير بعنوان "حياة ريان بفراق ساندرا" من سبع صفحات، لم يعطه الكاتب رقماً كباقي الأجزاء. ولا أعرف إن كان متعمدا لهذا التمييز، أم متمرداً، لا يريد لروايته خاتمة دراماتيكية، دون نهاية أسطورية سعيدة، كما هو سائد في الأفلام الرومانسية.

ولكن بصرف النظر عن القيمة الترفيهية واستهداف القضايا الأخلاقية من الناحية الفلسفية، فالرواية وما تحتويه من نماذج قصصية قصيرة، هي ليست أحداثاً كبيرة، انما سرد دون مقدمات، ولكن الدخول المباشر. بحيث يتمكن القارئ من التعرف الى القصة تلو الاخرى بسهولة قبل التعرف الى الأبطال دون تفاصيل. أحداث وصراع ومواضيع تغطي فترات زمنية قصيرة فقط. تحتوي على مونولوج داخلي دقيق وحاد غير مرئي يكشف عن أفكار وأحاسيس شخصياتها الرئيسية.. الخاتمة، وهذا ليس من باب التحليل كما يشاء أن يكون التفسير باليونانية، يتعلق بإجراء تحقيق دقيق يتم فيه تقسيم شيء ما إلى مكوناته وفحصه وتقييمه: تتمتع الرواية بنهاية مفتوحة للحفاظ على دلالاتها الاجتماعية ودفع القارئ للتفكير. لكن ما احتواه منجز الكاتب غيث عدنان من قصص، يبدو لي ليس بمحض إرادته، إنما في ظل ظروف، تم العثور عليها وتقديمها وتداولها، لنسج قصص مُؤَلَّفه نظرا لتمييز النصوص وما تتضمنه من أنماط وهياكل سردية تم دمجها عند الكتابة.

وللحديث بإسهاب عن مفاصل الرواية القصصية، أود الاستعاضة بما عرج إليه الصديق الكاتب السوداني حامد فضل الله في مداخلته بعنوان "عتبات النص في رواية الكاتب غيث عدنان" بالقول: عنوان الرواية حب مخير في مجتمع مسير . عنوان واضح لا لبس فيه، على عكس، ما تحتفي به أحيانا عناوين بعض الكتب، بتعابير أو بصور مجازية.. نشاهد في أسفل الغلاف صورة مظللة لشاب وشابة، وفي أعلى الغلاف، نور ساطع وثلاثة عيون أو أعين مفتوحة. الصورة المظللة إشارة إلى أن هناك ما يدور في الخفاء . يريد الكاتب أن يعبر عن التنازع بين الفرد والمجتمع في المجتمعات العربية المحافظة. فالفرد هنا يسيره المجتمع وكل أفراد المجتمع تسيرهم الأعراف المجتمعية والدينية والعشائرية والقبلية. الفرد يريد أن يختار ويحقق حريته ورغباته الفردية ويمارس حريته مع من يختاره حبيبا، لكن عيون المجتمع له بالمرصاد. إن عادات وتقاليد المجتمع (مجتمع مسير) هي التي تسير العاشقين، أي أن كل المجتمع تسيره العادات والتقاليد. أريد أن أُشير هنا أيضاً، كون رواية الشاب غيث، هي الوليد الأول له، إلى ما هو بديهي، أي إمكانية الاختلاف المطلق في قراءة النص باختلاف القارئ نفسه.

بعد دعوته من بعض الجمعيات الثقافية في ألمانيا للحديث حول روايته القصصية "حُب مخيّر في مجتمع مسيّر" وانتشارها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وجهت إحدى مؤسسات الإنتاج السينمائي في ألمانيا، دعوة للكاتب غيث عدنان للتشاور معه حول فكرة تحويل روايته إلى مسلسل تلفزيوني. وبعد لقاءات تشاورية، تمخضت عن نتائج إيجابية أدت إلى إجراء اختبارات تصويرية أولية لاختيار الممثلين من بين عشرات المدعوين: عراقيين وعرب مقيمين في ألمانيا. رشح مبدئياً لدور البطولة وفقاً للمواصفات المطلوبة، فتاة عراقية ومؤلف الرواية.

وسيبدأ التصوير في العام القادم لحساب إحدى القنوات التلفزيونية الألمانية، حيث سيتم تأهيل النصوص للألمانية وتحويلها إلى سيناريو لإنتاج مسلسل من 45 حلقة.

الجدير بالذكر: أن الشاب العراقي غيث عدنان من عائلة بغدادية تسكن محافظة كركوك، ترعرع وشب في مدينة التآخي في شمال العراق. وأنه يعشق الفن والحضارة والتراث الخاص ببلده العراق كثيرا. مجسدا ذلك بأسلوبه وأخلاقه والفن الذي يقدمه سواء كان غناء، شعرا أو عملا أدبيا، دائما ما كان ينظر، كما يقول، نظرة الهائم المعجب بتفاصيل وطنه المخطوطة بدماء أجداده العراقيين الذين سبقوا زمانه. كما ويسعى دائما لتقديم وطنه بشكل حضاري وثقافي هادف. وليس هذا فقط بل كما ويحاول معالجة ما يراه سلبا في بلده. فليس غريبا أن يرتق إلى هذا المستوى من الإبداع الذي يشكل بالنهاية، محط اعتزاز العراقيين به والاحتفاء بمنجزه.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن العراقي بين آفاق المستقبل ومشروع اللا دولة!
- إلى أين بالعراق يا أباليس الصمت؟.
- الفلسطيني إياس ناصر .. شاعراً ومفكراً في عهدة زمانه
- في كتابه.. جون بولتون بين هوس الحروب ومواجهة ترامب!
- أوردكان يتصدى للمثقفين وجواسيسه في ألمانيا يلاحقون المعارضة
- مهرجان كان لسوق الافلام .. الفن السابع يتحدى الكورونا
- الآيديولوجية بين مفهوم الدولة والبعد السياسي
- السينما.. سلوك عقلاني لمواجهة جائحة الكورونا!
- السلطة السياسية من مفهوم الدولة الى المصالح الحزبية والفئوية ...
- دوجلاس فيربانكس .. من الفيلم الصامت إلى عصر الأفلام الصوتية
- معاداة الاجانب وتزايد خطر اليمين المتطرف.
- دلالات الصورة وتأثيرها لكشف الحقيقة!
- في المانيا .. صبي عراقي ضحية للعنف والجالية العراقية والعربي ...
- الفنان الراحل صلاح جياد .. يحاكي المرئيات والسمعيات في اعمال ...
- زنبقة الكورونا هذه التي حيرت العالم واشغلته؟
- الثابت والمتغير في عقلية الطبقة السياسية العراقية .. أياد عل ...
- السينما تناصر السينمائي الايراني محمد رسولوف
- معايير الصحافة ومتناقضات مفهوم ديمقراطية الاعلام في العراق
- رأي صريح موجه لوزير الداخلية ومحافظ النجف العراقيين!
- الاختناق الفكري بين السلوك العدمي والموضوعية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - حُب مخيّر في مجتمع مسيّر