أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حين أجهز البجيدي على الدولة الاجتماعية .















المزيد.....

حين أجهز البجيدي على الدولة الاجتماعية .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 16:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأ الحديث عن "الدولة الاجتماعية" مع اندلاع الأزمة المالية العالمية سنة 2008 والدور الذي على الدولة القيام به للتخفيف من آثار الأزمة على المجتمع والاقتصاد. واليوم تعيد جائحة كورونا الحديث عن مفهوم "الدولة الاجتماعية" إذ توحدت مطالب الأحزاب والنقابات بأن تستعيد الدولة أدوارها المركزية لحماية المجتمع والاقتصاد من الانهيار .فالدولة المغربية كانت تتدخل في المجال الاجتماعي رغم تكلفته المادية (صندوق المقاصة ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ..) .وجاء دستور 2011لا ينص في المادة 31 على كون (الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، (تعمل)على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في :
– العلاج والعناية الصحية.
– الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة.
– الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة.
– التنشئة على التشبث بالهوية المغربية، والثوابت الوطنية الراسخة.
– التكوين المهني والاستفادة من التربية البدنية والفنية.
– السكن اللائق.
– الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي.
– ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق.
– الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة.
– التنمية المستدامة.)
لكن ، وبمجرد وصول حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة حتى شرع في التخطيط للإجهاز على وظائف"الدولة الاجتماعية" بدءا بإلغاء الدعم المخصص للمحروقات وعدد من المواد الأساسية امتثالا لإملاءات الدوائر المالية الدولية ، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة ، ثم التخفيض من ميزانيتي التعليم والصحة ؛ الأمر الذي انعكس سلبا على واقعهما (الاكتظاظ : 50 تلميذ في القسم ، المواعيد الطبية بآجال طويلة تفوق سنة ، ضعف التجهيزات ، قلة الأطر ..). كما اتخذت حكومة البيجيدي سلسلة قرارات أجهزت على الحقوق الاجتماعية ، ومن ثم على الدور الاجتماعي للدولة ، بحيث ألغت الحق في الوظيفة العمومية وفرضت التوظيف بالتعاقد ، كما ألغت الحق في الترقي بالدبلومات والشهادات الجامعية . والأخطر في القرارات ذلك المتعلق بنظام التقاعد (تمديد سن التقاعد ب3 سنوات،الرفع من المساهمة الشهرية للموظفين مع تخفيض نسبة المعاش من 2,5 % إلى 2% ورفع سنوات الاستفادة من التقاعد النسبي من 21 إلى 26 سنة، واحتساب المعاش على أساس متوسط أجر 8 سنوات عوض الأجرة الأخيرة).. فتمديد سن التقاعد يقود حتما إلى حرمان عشرات الآلاف من الشباب من فرص الشغل والمساهمة في التنمية. وتواصل حكومة البيجيدي نهجها بالإبداع في القرارات دون مراعاة الوضعية الاجتماعية للمواطنين ، وذلك بغاية ضرب الدور الاجتماعي للدولة والسعي إلى عرقلة المبادرات خاصة التي تروم الارتقاء بأوضاع المرأة أو ترجمة مقاربة النوع في السياسات العمومية أو دعم المقاولين الشباب أو تمكين المواطنين في المناطق التي تعاني الهشاشة والتهميش من الاستفادة من الماء والكهرباء (تعاني مناطق عديدة من العطش ، وأظهرت جائحة كورونا أن نسبة مهمة من تلاميذ العالم القروي لم يستطيعوا الاستفادة من التعليم عن بعد بسبب انعدام الكهرباء ). فضلا عن هذا ، سنّت حكومة بنكيران قانونا يقضي بتطبيق تسعيرة آخر شطر بلغته الكمية المستهلكة من طرف الأسر ولو بقطرة ماء عند الفوترة).
إستراتيجية البيجدي هذه لم تكن سرية أو تتم في الكواليس ، بل أعلنها بنكيران حين تولى رئاسة الحكومة بأنه حان الوقت لترفع الدولة يدها عن التعليم والصحة .وعلى منوال نفس النهج "النيوليبرالي المتوحش" نسج لحسن الداودي ، عضو الأمانة العام للحزب ووزير سابق، عبارته "لي بغا يقري أولادو يدير يدو في جيبو". وكثيرا ما هدد بنكيران بتخفيض أجور عموم الموظفين الذين حُرموا من الترقية والزيادة في الأجور طيلة رئاسته للحكومة .
بعدما "وقعت الفأس في الرأس" ،وعرّت جائحة كورونا عن العجز التام لقطاعي التعليم والصحة عن مواجهة الأزمة الناتجة عن الوباء لولا الدعم المالي المهم الذي وفره الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا (33مليار درهم و700 مليون) الذي جاء بمبادرة ملكية ، جاءت السيدة بسيمة الحقاوي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والوزيرة السابقة في مداخلة لها ضمن ندوة نُظمت مساء الخميس27 غشت 2020، في إطار فعاليات الملتقى الوطني 16 لشبيبة العدالة والتنمية ، لتقول باحتشام إن "الفاعل الأساسي في التنمية البشرية هو الدولة، لكن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تبقى هي الوحيدة المبادرة والمتدخلة في مجال التنمية البشرية، وإلا فإن ذلك يعني عودة مفهوم الدولة الراعية الذي يتنافى مع مفهوم الدولة الاجتماعية". هذه نموذج للأطر الفاشلة التي يزخر بها البيجيدي ويعتمد عليها في تدمير الدولة الاجتماعية وتشجيع "الرأسمال المتوحش".إذ في الوقت الذي يتفق فيه خبراء الاقتصاد السياسي على مركزية الدولة في تحقيق الرفاه للمواطنين وضمان استفادتهم من الخدمات الاجتماعية، لازال الحزب يخطط لتقليص وظائف الدولة . فالبيجيدي انخرط بفعالية ، منذ ترأسه الحكومة ، في إضعاف دور الدولة الاجتماعي استجابة لشروط صندوق النقد الدولي حتى يتم الحصول على القروض ، وفي مقدمتها تحرير الأسعار وإلغاء الدعم عن المواد الأساسية مع تقليص الإنفاق العام.
إذن ، جائحة كورونا تثبت للعالم أن الدولة الاجتماعية ليست خياراً أيديولوجياً أو أن دورها ثانويا، بل ،كما قال عبد الله ساعف ، الوزير السابق في حكومة عبد الرحمن اليوسفي التي أنقذت المغرب من "السكة القلبية" في نفس ندوة شبيبة البيجيدي، إن "المجتمع متعطش لدولة اجتماعية تنفذ بعمق إلى كل ما هو اجتماعي، بداية بالمجالات الأساسية، وفي مقدمتها التعليم والصحة والسكن والشغل، وكل ما هو نابع من هذه المنظومة". ولعل الدرس الذي على كل الفاعلين السياسيين بالمغرب استخلاصه من جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية ، هو أن التعليم والصحة ينبغي أن يكونا قطاعيين سياديين مثل قطاعي الأمن والجيش ، حتى لا يُتركا للمزايدات السياسوية والحسابات الحزبية الضيقة. فأيا كانت الخلفيات الإيديولوجية للأحزاب ، فإن القطاعات الاجتماعية وخاصة التعليم والصحة ، ينبغي وضعهما خارج أي اعتبار غير اعتبار المصلحة العليا للوطن. بهذا المعنى ستعطي الدولة الأولوية القصوى للاستثمار في الإنسان .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيجيدي أكبر عرقلة في وجه الإصلاح والدمقرطة .
- حكومة الفشل والارتجال .
- منسوب -الأخونة- في ملصق وزارة الثقافة.
- رئيس الحكومة ما -قدّو فيل زادو فيلة- .
- الولاء لتركيا يجمع بين إسلاميي المغرب وليبيا.
- خطط البيجيدي لإنهاك الدولة وتفقير الشعب.
- البيجيدي يتوسّل بالكفاءات بعد أن همّشها.
- الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.
- درس لبنان لكل العرب
- هل سيغير البيجيدي نهجه في تدبير الشأن العام ؟
- رسائل النهب بسوق الأضاحي ومستشفى بنسليمان.
- سيف أردوغان وديناميت طالبان .
- طمس التاريخ والتنكر لبطولات الجيش من خطط البيجيدي.
- أية وطنية للإسلاميين ؟
- هل يقبل البيجيدي بالمراجعة بالجذرية لعقائده ومواقفه؟
- إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.
- المغرب وإستراتيجية مواجهة الإرهاب.
- مدرسة البيجيدي تجعل الغش نزاهة وخرق القانون شفافية.
- البيجيدي يستغل كورونا لتنفيذ أجندته.
- الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.


المزيد.....




- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حين أجهز البجيدي على الدولة الاجتماعية .