أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة الديوانية وما تحمله الذاكرة عن الخطاط ملا علي














المزيد.....

مدينة الديوانية وما تحمله الذاكرة عن الخطاط ملا علي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 13:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت صغيراً وفي الصف الأول في مدرسة الجمهورية النموذجية المختلطة في الديوانية عام 1964م، وكان لكل معلم له أساليب تجعل الدرس شائقاً ومحبباً لدى التلاميذ، لما يتضمن الدرس من حكايات وقصص وطرائف، ولا سيما درس القراءة الخلدونية، ولا تزال بعض الطرف من تلك الدروس عالقة بذهني حتى هذا اليوم، وكان لدرس القراءة وكراس الخط ومعلمنا ناجي الصالحي (أبو منذر) له الدور في حبنا للدرس وللخط العربي، كان يحكي لنا عن الخطاط اللبناني (نسيب مكارم تولد سنة 1889م وتوفى سنة 1971م)، الذي كتب الدستور العثماني على بيضة من حجر، كان معلمنا يقسم تلاميذ الشعبة (ب) اسبوعياً إلى لجان، منها: لجنة الاستقبال ولجنة النظافة وفارس الصف، فأنا كنت من ضمن لجنة النظافة مع زميلي وصديقي باسم حميد الخزرجي، طلب منا المعلم أن نذهب إلى خطاط قرب مقهى الحاج إسماعيل خليل ليخط لنا على (شريط أبيض) كلمة (لجنة النظافة)، وعلى أن يكون لكل شريط لون.
فذهبت إلى محله الكائن في بداية زقاق صغير يؤدي إلى علوة الحاج هلال المياحي ومحل السيد ضياء زيني لبيع المواد الإنشائية، فتولد في نفسي إعجاب شديد، وشوق شديد، ومحبة شديدة لهذا الذي يكتب مثل هذا الخط الجميل على شريط من البولستر للتلاميذ، وزاد إعجابي حين علمت بأن فنّه تجاوز الحدود، وبدأ يكتب الآيات القرآنية، كان من ضمن عمله فضلاً عن الخط صيانة الأقفال وصنع المفاتيح ثم اهتم بالخط، وعند طلبي منه خط كلمة (لجنة النظافة) ولقائي لأول مرة به، بدا لي رجلاً يلبس الملابس العربية وفي دكانه الصغير الذي يغلقه بعد نهاية عمله بجرارات من الصفيح تدخل في سكة خشبية عند مدخل الدكان، رجلاً من أهدأ من رأيت نفساً، ومن أكثر الوجوه بشاشة، وبشراً، ومن أكثر المرحبين ترحيباً، فلا تكان وتمر دقيقة واحدة حتى تراه يقول لكَ: أهلاً وسهلاً ثم يكررها ويقول مرة أخرى أهلاً وسهلاً، وهكذا. كان طاهر النفس، صادق اللهجة والطيبة التي تصونه من الخبث والختل والدجل.
راح يتفنن في الكتابة، ويخرج المخطوط على قواعد الفنون المبتكرة وليس على القواعد التي أخذ بها الخطاطون، كأن يكون طول الألف سبع نقط مثلاً أو عين القاف نقطة واحدة، وإنما راح يكتب الخط بكتابة فنية لا تستطيع أن تحول نظرك عن اللوحة. وفي مرحلة الجامعة ابهرني زميل الدراسة وصديقي نبيل الشريفي بأعماله الخطية الباهرة، وكنت أسأل نفسي هل أصدق أن ينقش نبيل على حبة من الرز؟ سورة الحمد؟ وهل يستطيع أن يقرأها القارئ بالعدسات كما يقرأ سائر المخطوطات، وقد فاجأنا بمعرضه السنوي عام 1983م داخل كلية الادارة والاقتصاد/ جامعة بغداد بأنواع الأعمال التي خطها ومن ضمنها حبة الرز، حتى بدأ يخط القرآن الكريم، وكان أبرع ما رأيت عملاً بعد أعمال الخطاط هاشم البغدادي.
لكن كان أول من خط السور القرآنية والدستور العثماني قبل قرن من الزمن هو الخطاط اللبناني الدرزي نسيب مكارم، الذي كان نجاراص ثم أبهر المقربين له من أنواع الخط الذي قام به ومن كتابة الدستور العثماني على بيضة من الحجر. وخط أبيات من الشعر على حبة من الرز التي أهداها إلى متحف الجامعة الأمريكيةببيروت سنة 1919م والتي كانت تعرف بالكلية السورية الانجيلية.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصمت طه كتاني ممثل العراق في الأمم المتحدة سابقاً
- جعفر الخليلي شاعراً وأديباً وروائياً وصحفياً
- باسم عبد الحميد حمودي ناقداً وباحثاً فولكلورياً
- فاضل سلطان القيادي في الانتفاضة الشعبية في الديوانية عام 199 ...
- الفنان التشكيلي المبدع والمخرج عماد عبد الهادي
- نجيب علوان الأسدي عرفته انساناً شيوعياً صلباً
- الدكتورة ماهي كجه جي... شخصية عالقة في ذاكرة مدينة الديوانية
- حكايات من مدينة الديوانية الطيبة ... الحلاق عبد علي الزبيدي
- رحيل المفكر والمؤرخ د. جودت القزويني
- محمد شرارة رائد الفكر التنويري في العراق
- قائد عمليات هور الغموگة خالد أحمد زكي/ الحلقة الثانية
- قائد عمليات هور الغموگة خالد أحمد زكي
- تاريخ الصَّابئة المندائيون في العراق «أصولهم ومعتقداتهم»
- ذكريات على شواطئ البحر الأسود للدكتور نصير الحسيني
- قراءة في كتاب أ. د. علي الربيعي (يهود العراق وَجهُودهم في فض ...
- سعدي الحلي الحنجرة النازفة
- جمهرة الألفاظ العامة العراقية
- يهود العراق ودورهم في تطور النشاط الاقتصادي (الحلقة الرابعة)
- يهود العراق ودورهم في تطور النشاط الاقتصادي (الحلقة الثالثة)
- يهود العراق ودورهم في تطور النشاط الاقتصادي (الحلقة الثانية)


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة الديوانية وما تحمله الذاكرة عن الخطاط ملا علي