أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ياسين - هل تنبأت التوراة بالعقيدة الإثني عشرية الشيعية ؟















المزيد.....

هل تنبأت التوراة بالعقيدة الإثني عشرية الشيعية ؟


محمد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 22:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يزعم رجال الدين الشيعة وأتباعهم بأن التوراة قد بشرت بظهور الأئمة الاثني عشر، وعقيدة الاثني عشر -التي هي العمود الفقري للمذهب الشيعي- لمن لا يعرفها، باختصار: الشيعة يؤمنون بأن الإمام علي بالإضافة إلى أحد عشر فردا من أولاده وأحفاده أئمة معصومون وكلامهم بمثابة الوحي، وهم أفضل من الأنبياء، ولذلك ينبغي أن يرثوا النبي في الحكمة والوحي، وأن يخلفوه في السلطة والتشريع والمكانة الروحية .
فالإمام الأول هو علي بن أبي طالب، والأخير أي الثاني عشر هو المهدي المنتظر وهو نفسه محمد بن الحسن العسكري المزداد سنة 255هجرية! نعم ولا عجب، المهدي المنتظر عند الشيعة مولود منذ القرن الثالث ولازال حيا يرزق وعمره اليوم 1187 سنة، وهو الآن متخف عن الأنطار في مكان ما من العالم حتى لا نقول في سرداب الغيبة بسامراء .
ومن الواضح أن من اخترعوا هذه النظرية كانوا يعتقدون بأن نهاية العالم ستكون في القرن الثالث الهجري على أبعد تقدير، لذلك قدروا بأن عصر الإمام الثاني عشر سيتزامن مع نهاية الزمان، وهكذا ورطوا معهم ملايين الشيعة المساكين الذين لم يجدوا تخريجا لهذه المعضلة سوى الزعم بأن المهدي لازال حيا يرزق كل هذه القرون ولكنه مختبئ في مكان مجهول، وبهذا أصبحوا مادة للسخرية والتفكه، حتى أولئك المنقوعة عقولهم في الخرافة من أمثال ابن القيم سخروا منهم، حيث يقول هذا الأخير في كتابه المنار المنيف : ((لقد اصبح هؤلاء (الشيعة) عارا على بني آدم ، يسخر منهم كل عاقل)) .
الشيعة لم يكتفوا بسرقة فكرة المهدي المنتظر (خصوصا بصيغتها الشيعية) من اليهود الذين ينتظرون بدورهم خروج البطل القومي "المسيا" لنصرتهم والانتقام من أعدائهم، بل وأيضا تطاولوا على بعض الآيات من التوراة لإثبات أن عقيدة "الإثنا عشر" الشيعية هي عقيدة قديمة ومبشر بها في كل الأديان السابقة والكتب المقدسة، وتحديدا الفقرة 20 من الإصاح 17 سفر التكوين التي تقول : (( و اما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ها انا اباركه و اثمره و اكثره كثيرا جدا اثني عشر رئيسا يلد و اجعله امة كبيرة)) .
فمادام هذا النص قد أشار إلى إثني عشر رئيسا من نسل النبي إسماعيل، فحتما سيستنتج الذهن الشيعي الموبوء بالهلاوس والأبوفونيا أن هؤلاء الاثنا عشر رئيساً، هم الأئمة الاثنا عشر الذين يؤمن بهم، فقط لأنهم من نسل إسماعيل ولأن عددهم إثنا عشر !!
والرد يكون من ثلاثة محاور على الرغم من أن هذا الاستدلال ظاهر البطلان ولا يحتاج أصلا إلى رد :
المحور الأول، معنى الآية : فما علاقة كلمة رئيس الوادرة في النص بالعصمة والإمامة والولاية التي يؤمن بها الشيعة؟!! ثم إن المعنى واضح جدا، وهو أن إله اليهود "يهوه" يخبر النبي إبراهيم بأنه سيبارك ابنه اسماعيل حيث سينجب إثنا عشر ولدا مباشرا، ولا يقصد بالرقم 12 نهائيا اي شخص أو مجموعة من أحفاد أحفاد الأحفاده!! والدليل هو أنه يقول له بأن هؤلاء الإثنا عشر ولدا ستكون لهم ذرية وسيكوِّنون في ما بعد أمة كبيرة، وهذا هو التكثير، وإذا لم تفهم الآية على هذا النحو، فيجب حينها الإيمان بأن إثنا عشر فردا تعتبر أمة كبيرة وكثيرة !!
المحور الثاني ، سياق الآية : النص الذي يستشهد به دراويش الشيعة منتزع من سياقة، وللفهم فهما صحيحا لابد من العودة إلى السياق وقراءة الآيات التي تسبق هذه الآية والتي تليها، وهذه هي:
(( 18 وقال ابراهيم لله: «ليت اسماعيل يعيش امامك!». 19 فقال الله: «بل سارة امراتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحاق. واقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعده. 20 واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها انا اباركه واثمره واكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد، واجعله امة كبيرة. 21 ولكن عهدي اقيمه مع اسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الاتية» )) .
القصة باختصار : أن الله وعد إبراهيم بأن يقيم عهده الأبدي مع ولده إسحاق الذي لم يولد بعد، ثم مع نسله من بعده، ولن يقيم اي عهد مع ولده إسماعيل ونسله، ولكنه في المقابل لن ينساه وسيباركه ويكثر نسله .
والعجيب أن الشيعة يستدلون بهذه الآية على الرغم من أنها في الحقيقة تنفي نهائيا أية علاقة خاصة بين الرب وذرية اسماعيل الذين ينتمي إليهم الأئمة الإثنا عشر، فكيف بالوحي والعصمة والإمامة التي هي أمور جليلة وأكثر خصوصية حتى من العهد ؟!!
المحور الثالث، تفسير الآية التوراتية بآية توارتية : من سوء حظ الشيعة أن التوراة ذكرت أسماء هؤلاء الإثنا عشر رئيسا من نسل النبي اسماعيل ولم تتركهم مبهمين، تقول الآيات 12- 16 من سفر التكوين الإصحاح 25 :
((12 وهذه مواليد اسماعيل بن ابراهيم، الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لابراهيم. 13 وهذه اسماء بني اسماعيل باسمائهم حسب مواليدهم: نبايوت بكر اسماعيل، وقيدار، وادبئيل ومبسام 14 ومشماع ودومة ومسا 15 وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة. 16 هؤلاء هم بنو اسماعيل، وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم. اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم)).
فأسماء هؤلاء الرؤساء الإثنا عشر ذكرها سفر التكوين بالتفصيل : نبايوت، قيدار، ادبئيل، مبسام، مشماع، دومة، مسا، حدار، تيما، يطور، نافيش، قدمة، فأين هي أسماء الأئمة الإثنا عشر الذين يؤمن بهم الشيعة من هؤلاء ؟! .
المضحك المبكي، أن الجهابذة لم يخجلوا من انفسهم وعوض الاعتذار للعالم إزاء هذه الفضيحة التي رفعت الأستار عن دجلهم وتدليسهم، راحوا يحاولون نفي العلاقة بين الآية التي تبشر بظهور إثني عشر رئيسا من نسل إسماعيل (تكوين 17) وبين الآيات التي صرحت بأسمائهم وفضحت مثالب المسفسطين (تكوين 25) .
ومن الأمثلة على ذلك كتاب اسمه "بشائر الأسفار"، حاول صاحبه نفي العلاقة بين النصين، لكن تصور المنهج الذي سلكه صاحب الكتاب ؟ إنه "حساب الجمل"، فهل ثمة إفلاس أكبر من أن يصل بك التخرص والكذب إلى تفنيد االواضح والصريح الذي لا يحتاج مراده لأية أدلجة ولا تأويل،باستعمال الطلاسيم والأساليب الغامضة والملتوية ؟!
الشيعة لم يكتفوا بسرقة فكرة الإمام الحجة المنتظر من الموروث الثقافي الإسرائيلي، ولا بسرقة النصوص الإسرائيلية ومحاولة تحريفها لاثبات وجهات نظرهم وعقائدهم، بل سرقوا أيضا حتى مناهجهم الفكرية؛ لأن علم حساب الجمل هذا الذي تعج بهذه الثقافة الشيعة ولهم كتب مقدسة فيه، أشهرها على الإطلاق "كتاب الجفر" الذي هو الآن بحوزة المهدي المنتظر حسب الشيعة انفسهم !! هو علم سبقهم إليه اليهود واسرفوا في استعماله، ويسمى عندهم ب "الجيماتريوت"، وقطعا قد سرقه منهم الشيعة كما اختطفوا كل شيئ من ثقافتهم، مع فارق أن هؤلاء اليهود لو عاينوا الطريقة التي استعملها مؤلف الكتاب المذكور (بشائر الأسفار) لاثبات وجهة نظره الباطلة لضحكوا حتى تقطعت أمعاؤهم، لاسيما وأنه يؤمن بأن كتبهم المقدسة التي سيطبق عليها منهج العد في الحروف والجمل محرفة ومنحولة !!
هذا بصرف النظر عن كون هذا الحساب حتى وإن استعمل بطريقة سليمة فإنه يبقى علما متجاوزا عفا عنه الزمان ولا يخضع لأية ضوابط علمية يعول عليها، علاوة على اختلافه من ثقافة لأخرى وبصرف النظر أيضا عن العبث والغموض الكبير الذي يلفه، ما يتسبب في كوارث ذات أبعاد أخرى عندما يتم استخدامه في تشفير النصوص المقدسة .
مثلا، "هيكساكوسيويهيكسيكونتاهيكسا فوبيا"، هذه الجملة ليست طلسما ولا تعزيمة بل هي اسم علمي لمرض نفسي يعرف أيضا باسم "رهاب الرقم 666"، إذ أن المسيحيين كانوا يعانون من رهاب إتجاه الرقم 666، والسبب طبعا هو حساب الجمل ، حيث كانوا يعتقدون أن العدد 666 هو عدد يشير إلى الشيطان، فقد ورد في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 18:13 : (( هنا حكمة: مَن له فهمٌ فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان، وعدده ست مئة وستة وستون)) .
فالحاصل أن ادعاء الشيعة هذا هو ادعاء مقطوع ببطلانه، ولا يعكس اية حقيقة باستثناء الأماني العريضة والأوهام المريضة والسفسطة والكذب والتدليس والهلاوس وخداع العالم .



#محمد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نفضح الهلوسات الفقهية ؟
- حقيقة الإعجاز الغيبي عن وسائل النقل الحديثة
- الأبناء في الذهنية الفقهية
- وجودتي المؤسفة
- المفكر الإسلامي محمد ابو القاسم حاج حمد ونظرته الدونين للأبن ...
- كيف ينظر الفقه الشيعي للمخالفين
- لماذا يتراجع الملحد عن أفكاره عند اقتراب الموت ؟
- نظرية العذاب الأبدي تسير نحو الأفول الأبدي
- الدوافع الدينية والنفسية للإرهابي
- غرائب الفقهاء : مسائل خيالية وأجوبة ذهانية وهلوسات
- غرائب الفقهاء: حيل شرعية وشبهات


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ياسين - هل تنبأت التوراة بالعقيدة الإثني عشرية الشيعية ؟