أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيماء نشيط - العالم على الحافة














المزيد.....

العالم على الحافة


شيماء نشيط

الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبق و أن أخبرنا أن نهاية العالم ستكون في الثاني عشر من ديسمبر لسنة ألفين و إثنى عشر، لكننا تلقينا الخبر مثل كذبة أبريل،لم نكلف نفسنا حتى عناء الإنتظار ما قد يقع في ذلك اليوم بالضبط.قد يعني هذا أن لا أحد ينتظر يوما نهاية لهذا العالم فالحياة تسير، و بهذا يبدو أننا لا نعرف قيمة الحياة على حد قول دوستويفسكي حين قال:"لا يعرف معنى الحياة، إلا من فقدها أو أوشك على فقدانها."
في ديسمبر ألفين و تسعة عشر ظهر فيروس كورونا في مدينة وهان الصينية،الشيء الذي سبب ربكةالعالم.الذي لم يكن مستعدا لهذه الأزمة،بل و تم إعتبارها من الأمراض الموسمية، نحن كمغاربة لم نعطي للأمر أهمية ،فالوباء آن ذاك حسب مخيلتنا يتكرر في كل سنة ، عند الأوروبيين و الآسيويين فقط ، و أن تلك الأوبئة الموسمية من أفلوانزا الخنازير و غيرها تتغير فقط أسماءها في كل سنة و الآن لقبت بكورونا أو الكوفيد 19 .ظنا منا أننا كمغاربة أو كدول إفريقية أو حتى كدولة تنتمي لدول العالم الثالث ،تكفيها أوبئة الفقر و البطالة و غيرها من المشاكل الإقتصادية، و أننا نمتلك كامل المناعة لمواجهة وباء مثل كورونا ،بدعوى أننا وطن لا تنال منه الأوبئة المجهرية يكفينا وباء المسؤولين.

في الثالث من مارس لسنة 2020،ثم تسجيل أول إصابة كورونا في المغرب،إستمر تسجيل الحالات ،و بجانبها هلع و خوف الشعوب و خاصة أن الدول الأوروبية سجلت أعداد مخيفة من الموتى، ثم ينقلب العالم بأسره لمكافحة الوباء ،كأنها اللحظة المؤجلة،و كأن كوكب الأرض إصطدم إصطداما مروعا،ليغرق الكون في سواد لا أحد يعلم هل سينقشع فيه النور مجددا ،أم أنه سيدوم، لعلها النهاية،أو ربما هي بداية عصرجديد،فقط الناجون هم الذين بوسعهم معرفة ذلك ،لكن هل سينجو احدهم؟.

يقول باولو كويلهو:"إذا كنت تظن أن المغامرة خطرة ،فجرب الروتين فهو قاتل".تأخذنا هذه القولة إلى ما نحن عليه اليوم ،حيث أن الأكيد أنه لم يكن هناك من هو سعيد بحياته الكل يطمح للأفضل، و غاضبا عن حياته الراهنة، بل و هناك من كانت أعظم أمنياته أن يصبح نائما و يستريح من تعب الإستيقاظ فجرا و لو ليوم واحد، في حين أصبحت مجمل دعواتنا و أمنياتنا تقتصر على عودة الحياة لماكانت عليه،أصبحنا فجأة لا نريد شيئا سوى حياتنا التي كنا عليها دون فزع و رعب.و يطرح السؤال هل يمكن إعتبار الجائحة هبة ربانية، حتى نحمد الله و نشكره على حياتنا العادية؟.

ما يزيد الطين بلة و خاصة بعد تجرعنا مرارة الحجر الصحي،هو الشعور بالوحدة أمام المصير، و انقطاع كل حبائل الرجاء شيء رهيب حقا،الإنعزال عن الناس يجعل الإنسان مهموما بذاته، و غارقا في شؤونها، ما قد يجلب له الشقاء ،فالعلاقات الإنسانية ليست متينة كفاية ،حتى داخل الأسرة ذاتها عندما يصير الموت قريبا كل واحد يختار لنفسه مصيرا ،حتى يضمن لنفسه حلم البقاء و العيش أكثر.
في النهاية، حتى لا نرى كل الأفق غائمة و مسدودة ،هذا لا يعني الدعوة إلى اليأس بل ربما العكس هو الصحيح،حيث قد يعني الدعوة إلى إحياء الضمائر ،مما يستوجب العمل على تغيير الطريق الذي بدأنا في سلكه منذ بزوغ عصر الحداثة ،ورسم طريق مختلفة تقود الناس إلى حياة مستقرة و آمنة.



#شيماء_نشيط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهيب الحب


المزيد.....




- سوريا.. بيان من 10 دول عربية وتركيا يعدد 6 نقاط لدعم دمشق
- ما هو مخطط حكومة نتانياهو في سوريا ودور الدروز الإسرائيليين؟ ...
- رئيس الشاباك الأسبق يعلق لـCNN على ضربات إسرائيل بسوريا: دخل ...
- سوريا.. العشائر والقبائل العربية تشعل تفاعلا في السويداء.. م ...
- كارثة الطائرة الهندية: من هما الطيّاران اللذان كانا في قمرة ...
- لتحقيق الأمن المائي.. تونس تبحث عن حلول في الأرض والسماء
- دراسة لناسا: الحياة خارج الأرض دون ماء ممكنة
- ماكرون يدين -بأشد العبارات- القصف الإسرائيلي لكنيسة -العائلة ...
- القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
- ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيماء نشيط - العالم على الحافة