أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتح عبدالفتاح كساب - شطحات مجنون














المزيد.....

شطحات مجنون


فتح عبدالفتاح كساب

الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا وقبل كل شيء أؤمن أن أي فعل تطبيعي مع الكيان الصهيوني- بغض النظر عمن قام به وعن تبريراته- فعل غاية في البشاعة والتبعية ولا يمكن إيجاد كلمات أو عبارات تصفه مهما بلغت من القسوة والحدة.
اضطررت للكتابة عن موضوع فتح "دولة الإمارات" للاستعمار الصهيوني مجانًا لكثرة ما سمعت من عبارات الاستنكار من البعض والمزايدة من البعض الآخر. وكان يجدر بمن كتب أو صرح استنكارًا أو استهجانا أن يجيب على أسئلة كثيرة أهمها:
أولا: هل "دولة" الكيان دولة طبيعية ثارت بينها وبين دول الإقليم خلافات حدودية أو سياسية أو اقتصادية تستدعي إبرام معاهدات سلام أو تحالف؟
والإجابة بكل بساطة لا. إنها كيان مصطنع كغيرها من دول الإقليم قامت سلطات الاستعمار البريطاني بصناعتها خدمة لأغراضٍ أشبعت بحثا وتحليلا ولا مجال للعودة إليها في هذه العجالة. وبناء عليه فإن إبرام معاهدات معها فعل استسلام للمشروع الاستعماري إن أحسنا الظن بمن يقوم بفعل التصالح مع هذا الكيان، أو هو استمرار لحالة التبعية لذلك المشروع عبر أدواته التي تركها الاستعمار في مرحلة " ما بعد الاستقلال".
ثانيا: هل عادت معاهدات "السلام" على الدول التي عقدتها مع الكيان الصهيوني بأية فوائد اقتصادية أو سياسية أو علمية؟
الإجابة لا. حدث العكس تماما حيث ازداد الفساد المالي والإداري، وتم تفكيك المكونات الاجتماعية، وتوحَّش الاستبداد، وقويت القبضة الأمنية، وتراجعت الحريات أكثر من ذي قبل، وسادت رواية واحدة هي رواية السلطة ومن يدور في فلكها، وتم رمي كل رواية مخالفة في غياهب الجب بانتظار أن يلتقطها بعض السيارة الذين قد لا يحضروا أبدا.
ثالثا: هل يحق للرسميين في الدول المطبعة وكذلك ما يسمى "مثقفي" السلطة في تلك الدول أن يزايدوا على "دولة الإمارات" بما اقترفته؟
الإجابة بالقطع أن فعل الاستنكار أو الاستهجان الصادر عن المذكورين عبارة عن ذر للرماد في العيون. فما الذي يملكه كتّاب الصحف الرسمية في مصر أو "بلدية رام الله" أو الأردن من مبررات تسوّغ لهم لعن الإمارات أو استنكار فعلتها وسلطاتهم ذات "خبرة وعراقة" في التطبيع وإبرام معاهدات "السلام" مع الكيان الصهيوني؟ وما هو الإرث النضالي الذي تتكئ علية "مشيخة قطر" وقناتها الثورية للمزايدة عل الإمارات؟ فقد كانت المشيخة العظمى أول من فتحت أبوابها على مصاريعها لدخول الصهاينة علنا. فهي أول من فتحت ملحقية تجارية وهي أول من سمح للصهاينة بالإطلالة الإعلامية ليقدموا "وجهات نظرهم" لتبرير قتل الفلسطينيين أو اللبنانيين, حتى غدت تلك الإطلالات أمرا أقل من عادي بالنسبة " للمواطن" العربي. أما السعودية فقد استعانت بالصهاينة عسكريا في ستينيات القرن الماضي للقضاء على الانقلاب الذي نفذه مجموعة من الضباط اليمنيين على "إمام" اليمن القادم من أعتى عصور الظلام والتخلف. وأما سلطنة عُمان فكانت من السباقين لاستضافة الصهاينة في مسقط تحت حجج مختلفة واهية. وقس على ذلك مملكة صاحب "العظمة".
على الصعيد الإعلامي يبرز سؤال مهم جدا وهو: هل وسائل الإعلام التي تمولها الأنظمة المختلفة في المنطقة والتي تقوم بتلميع بعض "المثقفين" الذين ينبرون لإطلاق شعارات غاية في القذارة والصفاقة ضد الفلسطينيين، هل هي جديرة بالمشاهدة والمتابعة؟ هذا السؤال ضروري؛ لأن لتلك الوسائل القدرة على تشكيل حالة عقلية خاضعة تتقبل ما يُطرح عليها دون مساءلة. وتعتمد وسائل الإعلام تلك في عملية غسل دماغ المتلقي على الضخ المستمر لعبارات ومصطلحات تُهوِّن من الفعل الإجرامي المتمثل بالنظر إلى الكيان الصهيوني على أنه:
• دولة معترف بها في الأمم المتحدة- أي أنها تمتلك شرعية وجود دولية.
• أو أنها أمر واقع لا يمكن القفز عنه.
• أو أنها قوة عسكرية وعلمية لا يمكن قهرها.
• ظهور عدو جديد في المنطقة أشد قسوة وعدوانية من الكيان الصهيوني.
يتقبل المتلقي العربي هذه المبررات الواهية دون أدني تساؤل أو تشكيك في ماهيتها. وكان من الواجب على المتلقين طرح الأسئلة التالية مثلا بدلاً من التلقي السلبي:
ما الدور الذي لعبته الأنظمة في إنشاء الكيان الصهيوني والمساعدة على جعله أمرا واقعا؟
ما الذي فعلته تلك الأنظمة قبل عام 1948 وبعده لمساعدة الفلسطينيين على التصدي لذلك الكيان الهجين؟
هل كانت أقوالهم وأفعالهم تصب في مصلحة الفلسطينيين أم في مصلحة الكيان الاستيطاني ألإحلالي الناشئ؟
هل يجب اللجوء إلى خلق مقاومات شعبية تقارع الكيان عسكريا بدلا من الاتكال على أنظمة مُجربة لم تجلب إلا الهزائم ولم تُكرس إلا التبعية والتخلف؟
20/8/2020



#فتح_عبدالفتاح_كساب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات وأفكار حول الحراك الأردني
- الإسلام السياسي والحراك الشعبي
- هل لدى السعودية مشروع؟
- السلطة المجنونة تقتل مهمشيها
- الدولة المسخ والبنية الطبقية المشوهة
- رهاب الحرية في عقلية العبيد
- تطوير التعليم في الأردن
- قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني
- مسلسل الخربة ولحظات التأزم الدرامي والسياسي
- مما كتبه ابن بطوطة بعد وفاته
- هل تاهت بوصلة ناصر الزفزافي؟
- نهاية التاريخ؟
- جذورالحَنَق الإسلامي
- صدام الجهل
- صدام الحضارات؟
- الأردن والربيع العربي


المزيد.....




- سوريا.. عرض عسكري ضخم في حلب يثير تفاعلا بمشاركة 3000 مقاتل ...
- مشروع لإنشاء حمض نووي بشري اصطناعي يثير مخاوف على الأجيال ال ...
- تخفيض رسوم جوازات السفر السورية بين الخطوة الإيجابية والعبء ...
- تركيا أمام لحظة تاريخية.. قرار مرتقب من -العمال الكردستاني- ...
- في 93 دولة.. مسلسل كوري يهيمن على مشاهدات نتفليكس
- مصر.. وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر
- الدالاي لاما يعلن بأنه سيتم تعيين خليفة له
- فيديو رد فعل ترامب لحظة اطلاعه على تمرير الشيوخ مشروع القانو ...
- مجلس الشيوخ يقر مشروع قانون ترامب الضخم لخفض الضرائب
- حتى لا تفقد 30% من كتلة عضلاتك.. هذه حلول رائعة منها تناول ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتح عبدالفتاح كساب - شطحات مجنون