أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتح عبدالفتاح كساب - الإسلام السياسي والحراك الشعبي














المزيد.....

الإسلام السياسي والحراك الشعبي


فتح عبدالفتاح كساب

الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من البديهي أن العمل السياسي في الدولة الحديثة التي تقبل بوجود حياة حزبية فيها ينحو نحو التوازنات وإبرام الصفقات أحيانا. هذه البديهية راسخة في الدول ذات التراث السياسي العريق التي تعمل مؤسساتها السياسية تحت مظلة دساتير وقوانين تكرّس الديمقراطية وتداول السلطة عبر أدوات الديمقراطية. أما في "الدول" العربية فالأحزاب السياسية موجودة لاستكمال الحالة الديكورية للأنظمة الحاكمة أمام الدول المانحة للحصول على الشرعية السياسية للبقاء في الحكم أو لتمرير سياسات التبعية الاقتصادية للصناديق الدولية. وهذا يعني أن لا عمل لتلك "الأحزاب" سوى الصراخ المدروس أو تمييع القضايا الوطنية الكبرى عند شعور السلطة الحاكمة بأي حالة ململة جماهيرية تطالب بالعدالة والإصلاح أو التغيير نتيجة استفحال الاستبداد والفساد بكافة أشكالهما. لكن هذا الصراخ ليس صراخا حقيقيا للتماهي مع آلام الجماهير الرازحة تحت وطأة الفساد والاستبداد، وإنما هو حالة من الالتفاف على أي حالة جماهيرية سلمية قد تقود السلطة إلى تقديم تنازلات ولو بالحدود الدنيا لما تطلبه تلك الجماهير. أقول هذا الكلام الذي أصبح من البديهيات التي لا تحتاج إلى إمعان فكر أو طول تأمل، لكنه مقدمة لا بد منها للدخول إلى صلب الموضوع المرتبط بحالة الإسلام السياسي في الأردن وخاصة علاقتها بحراك الدوار الرابع المتواصل منذ عشرين أسبوعا. فالإسلام السياسي في الأردن ممثلا بجماعة الإخوان المسلمين وذراعه السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي وتفريخات الجماعة بمختلف مسمياتها بقيت بعيدة تماما عما يجري من أشكال احتجاجية مشروعة وأكثر ما تمخضت عنه هو بيان هزيل يفيد أن المكتب التنفيذي لتلك الجماعة أو لحزبها سيبقى "في حالة انعقاد دائم لترقب الأمور" .
لكن وبعد استنفاذ السلطات السياسية والأمنية الأردنية كل محاولاتها لإنهاء الحراك بدأت باستخدام أدواتها التي تدعي المعارضة وتمثيل إرادة السماء ، للقيام بتلك المهمة عبر التحريض على شباب الحراك باستخدام نفس الأسطوانة المشروخة التي تلجأ إليها السلطات في تبرير قمع أو شيطنة أي حالة شعبية تنادي بالعدالة والديمقراطية والقضاء على الفساد. حث قال مسؤول الملف العربي في حزب جبهة العمل الإسلامي إن "أيادي مشبوهة حضرت في الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الدوار الرابع، دون أن يغفل أن أغلب الحاضرين من الناس الأنقياء. وأن جهات إسرائيلية وأمريكية تهدف للعبث في امن الدول العربية من خلال أياديهما في الدول العربية " .الغريب في ما قال ذلك "الحزبي المعارض" ينطوي على اتهام صريح لشباب الحراك بالعمالة للخارج بحضور السياسيين الذين قادوا الأردن إلى هذه الحالة من التردي في كافة المجالات. كما أنه نسي أو تناسى أن الحزب الذي يمثله ما هو إلا ذراع لجماعة تأتمر بأمر تنظيم دولي لا يعلم إلا الله والقائمين على ذلك التنظيم الدولي ما هي أجنداته وتحالفاته.
السؤال المطروح الآن هو : هل تستحق الفتات التي تقوم برميها السلطة لتلك الجماعة بين الفينة والأخرى أن تقوم بتخوين أو تكفير مجموعة من المواطنين الذين خرجوا مطالبين بما يثبت إنسانيتهم ويجعلهم مواطنين في وطن عزيز يحفظ كرامتهم ويملك السيادة الحقيقية على قراه الداخلي والخارجي.
لم تتجرأ الأجهزة الأمنية على توجيه تلك التهمة إلى مجموعات الحراك، لكن وصل الأمر بمن يدعي المعارضة باسم السماء إلى توجيه هذا الكلام الفاحش الفاجر مقابل عدد من مقاعد مجلس نيابي كسيح أصبح عبئا على من انتخبوه أو مقابل كرسي وزارة في حكومة يديرها فرع للبنك الدولي في عمّان أو السيطرة على مجلس نقابة أو أي من مؤسسات المجتمع المدني الأردني لاستكمال عملية الإجهاز على كل ما يمت لبناء وطن بصلة. بمعنى آخر وصل الأمر بهؤلاء إلى بيع الوطن ومواطنيه مقابل لاشيء.
أعتقد أن على الحراك أن يقوم بتحديد من هم أصدقائه ومن هم خصومه قبل البدء بصياغة أي مشروع وطني. كما أعتقد أن من يقوم باتهام شباب الحراك بالعمالة أو العمل لحساب أجندات خارجية لا يمكن إلا أن يُصنف ضمن خانة الخصوم الألداء.



#فتح_عبدالفتاح_كساب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لدى السعودية مشروع؟
- السلطة المجنونة تقتل مهمشيها
- الدولة المسخ والبنية الطبقية المشوهة
- رهاب الحرية في عقلية العبيد
- تطوير التعليم في الأردن
- قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني
- مسلسل الخربة ولحظات التأزم الدرامي والسياسي
- مما كتبه ابن بطوطة بعد وفاته
- هل تاهت بوصلة ناصر الزفزافي؟
- نهاية التاريخ؟
- جذورالحَنَق الإسلامي
- صدام الجهل
- صدام الحضارات؟
- الأردن والربيع العربي


المزيد.....




- الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ...
- توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية
- إيران تتهم أوروبا بـ-تسليم- ملفها النووي إلى -فيتو ترامب-
- هل يمكن كسر دائرة -العمى الأخلاقي- في إسرائيل؟
- إسرائيليون يقدمون التماسا للمحكمة العليا ضد احتلال غزة
- الحرب على غزة مباشر.. مجازر جديدة وارتفاع عدد ضحايا التجويع ...
- لعبة القط والفأر في البيت الأبيض
- ترامب يؤكد: -لست ديكتاتورًا-.. لكن مؤشرات -الحكم السلطوي- تت ...
- -مكسب حقيقي-! - شتوتغارت يتعاقد مع المهاجم المغربي بلال الخن ...
- يختبئ أياما بخيمة ليلتقط صورة واحدة.. ما قصة المغربي عبد الغ ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتح عبدالفتاح كساب - الإسلام السياسي والحراك الشعبي